;

من سيحمي المنطقة من كوارث البيئة؟ 1689

2010-06-27 03:40:16

د. أيمن
الهاشمي


عندما يغادر الجيش الأمريكي العراق
هذا الصيف، فلن يخلف وراءه سبعة أعوام من الحرب فحسب، بكل كميات هائلة من النفايات
السامة هي مخلفات أكثر من 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشرت بكافة
أنحاء العراق، إبان ذروة الحرب.
ويبلغ عدد المخلفات السامة التي كشف

عنها تحقيق
أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، نحو 11 مليون رطل، تسببت بتفشي أمراض وأضرار
بيئية خطيرة.

وكانت التايمز البريطانية قد كشفت يوم الاثنين الماضي "أن
القوات الأمريكية في العراق خلفت وراءها مواد سامة خلال فترة وجودها في البلاد
والتي امتدت سبعة أعوام".
وأضافت الصحيفة "أن هذه القوات تتخلص من المواد السامة
التي تمتلكها بطريقة غير شرعية عن طريق طمرها في مواقع محلية بدلا من إرسالها إلى
الولايات المتحدة الأمريكية مما يشكل خرقاً واضحاً للقواعد التي أرستها وزارة
الدفاع الأمريكية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في شمال وغرب بغداد يتسرب زيت
المحركات من البراميل إلى الأراضي الترابية بالإضافة إلى تواجد الأطفال بالقرب من
أوعية إسطوانية مفتوحة تحتوي على أحماض إلى جانب إلقاء بطاريات بالقرب من أراض
زراعية.
كما أوضحت الصحيفة أن شركات إعادة تدوير خاصة تعمل داخل القواعد
الأمريكية عمدت إلى خلط مواد خطرة مع خردة العامة وقامت بتمريرها إلى التجار
المحليين.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية "بنا" عن الجنرال كيندال كوكس المسؤول
عن الهندسة والبنية التحتية في العراق قوله للصحيفة "إنه كان مشرفا على التخلص من
14.500 طنا من الزيوت والتربة الملوثة بالزيوت"، موضحا أن ذلك كان تراكمات سبع
سنين؛ وقال: "نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات وخلال هذه الفترة تراكمت ملايين
الأرطال من النفايات الخطرة!".
.المعلوم أن الجيش الأمريكي يتوقع أن يتم سحب
كامل قواته المقاتلة من العراق بحلول أغسطس 2010، على أن ينسحب الباقون، وهم بحدود
50 ألف جندي والذين سيهتمون بأعمال التدريب بشكل خاص، بحلول العام 2011.
إن
التقارير الصحية الصادرة عن مختلف الجهات الصحية العراقية وغير العراقية كانت على
الدوام تحذر من "تركات ومخلفات" الحرب على العراق، خاصة بعد إعلان الأمريكان أنهم
سيضطرون لترك مئات الأطنان من المعدات مدفونة في الأراضي العراقية لصعوبة نقلها إلى
الولايات المتحدة وعدم جدوى العملية، في حين يتغافلون عن الأثر التدميري والمؤذي
لهذه المخلفات، وأغلبها ملوث بالإشعاعات الحربية واليورانيوم المنضب والمواد الأخرى
الضارة بالبيئة، علما أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة سبق أن أشار محذراً من وجود
311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق، وأن تطهيرها يتكلف سنوات عديدة،
وبهذا فإن البيئة العراقية والمجاورة سوف تظل مهددة بالتلوث على مدى عقود قادمة وما
يخلفه ذلك من نشر للأوبئة والأمراض وبخاصة السرطان الذي زادت نسبته بعد حرب 2003
إلى 500 بالمئة!! بشهادة المنظمات الدولية.
وكان تقرير بثته "سي ان ان" مؤخراً
قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق.
ويقول مسؤولون إن آثار الحروب
الثلاثة الأخيرة التي مر بها العراق- وهي الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات
وحرب الخليج في عام 1991 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003- إلى جانب
عدم وجود ضوابط حكومية كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها
العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثاً..وتحدث مسؤولون عن تلوث الماء والهواء
والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب، بالإضافة إلى انبعاثات
السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية
دون تخطيط.
وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد استخدمت
اليورانيوم المنضب كمكون أساسي في قذائف الدبابات الخارقة للدروع في حربي 1991
و2003.
إنّ تلوث البيئة معضلة خطيرة تواجه إنسان القرن الحادي والعشرين، تلوث في
الهواء الطلق، تلوث في الماء الجاري، تلوث في الغذاء..
ومن المؤسف أن العراق
اليوم يقف في مجال التلوث في المرتبة الأولى في العالم!! بسبب المصائب والرزايا
التي نالها من الحروب التي كتبت عليه، حيث ألقيت خلالها الملايين من القنابل فدمرت
الحرث والنسل؛ كما ضربت القوات الأمريكية الدبابات العراقية بالقذائف المحمل
باليورانيوم المستنفد لاختراق دروع الدبابات فلوث حقول البصرة خاصة
التمور.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد