مصطفى الدفعي
العلمية التي قام بها الإنسان ولآلاف السنين وظل الناس يربطون بين مصائر البشر
وحركات النجوم والأفلاك وما زالت أمهات الصحف والمجلات العالمية تفرد زوايا خاصة
لتنبؤات المنجمين وما تخبئه أبراج السماء لهم.
أكل ذلك خرافة أم فيه شيء من
الحقيقة؟ قامت
كلاً من جامعة أكسفورد وجامعة لندن بتكليف باحثين لإجراء دراسة حول ذلك.
وقد
قاموا بدراسة حياة 36 ألف شخص منهم 16 ألف ضابط وأربعة آلاف فنان
وموسيقار.
ولاحظ هذان الباحثان تاريخ ولادتهم جميعاً ثم خلصا إلى أن أكثر
الضباط قد ولدوا في أواخر الصيف وأول الخريف.
وأن معظم الفنانين قد ولدوا في
الربيع ومعظم الموسيقين قد ولدوا في الشتاء.
وأفادت الدراسات في الموضوع أن
مواليد الصيف يتميزون بضحالة التفكير والجنوح إلى علل الكآبة والفصام "
السكوسوفرنيا) في حين أن مواليد الشتاء يتميزون بذكاء أعمق وجنوح إلى
الاستقرار.
الحقيقة أن هذا يتفق مع ما ذهب إليه قد ماء المصريين الذين كانوا
ينتقون جيشهم من مواليد برج الأسد وبرج العقرب وكل ذلك في الصيف ولكن الأمر الذي
سيبقى غامضاً أمامنا، هو ما علاقة أبراج الفلك أو مواسم السنة التي ولدت فيها مثلاً
بمزاجي وميولي الشخصية.
كيف يمن أن أفسر أنني أصبحت صحفياً لأن أمي ولدتني في
شهر كذا من شهور السنة.
لأن الموسم كان موسم طماط وليس موسم بدنجان؟ هذه نقطة
يعترف الباحثان من جامعة أكسفورد وجامعة لندن بغموضها.
الأرقام تقول لهما أن
أكثر الموسيقين من ولدوا في الشتاء ولكنهما يقفان حائرين عندما يحاولان تفسير هذه
الأرقام.
وتزداد حيرتهم عمقاً عندما يلاحظ أن الشدود من القاعدة فهتلر وايخمان
مثلاً ولدا تحت برج السنبلة المسالم والبعيد من الدماء.
ويحاول الباحثان بعد ذلك
ربط اكتشافهم بالعوامل المناخية.
ضمن الممكن أن الحر ونور الشمس في الصيف مثلاً
يؤثران على الأم الحامل تأثيراً ينتقل إلى الجنين ويساهم في تكوين مزاجه.
ولكن
المشكلة هنا هي أن حرارة الجسم ثابتة وسواء أكان الموسم صيفاً أم شتاء فإن دم الأم
سيبقى بنفس الدرجة والتكوين.
هنا يشير البحث إلى أن السر ربما يكمن في لحظة
الحمل وليس في لحظة الولادة.
ولكن المشكلة تبقى رغم ذلك قائمة لتأكد كذب
المنجمون ولو صدفوا.
والله من وراء القصد.