;

السير بإتجاه الهاوية (1) 1115

2010-06-28 05:01:30

عبدالوارث النجري


لا نريد أن نصل إلى هكذا وضع، لكننا
نسير في نفس الاتجاه وبخطى حثيثة في زمن ماتت فيه
لا نريد أن نصل إلى هكذا وضع، لكننا نسير في
نفس الاتجاه وبخطى حثيثة في زمن ماتت فيه الحكمة اليمانية وحلت مكانها المصلحة
الشخصية، المواطن العادي البسيط وحده من يدفع الثمن، في ظل فوضي خلاقة أرادتها قوى
الشر الإقليمية والخارجية ونفذتها بإتقان قوى داخلية تلعب بجميع الأوراق
وتجن
ي المصالح والأطماع الأنانية في جميع الجهات، وضع جد سوداوي، لا مكان
فيه للقيم والمبادئ والإنسانية، فما بالك بالنظام والقانون والدستور،الجميع فيه
شركاء دون إستثناء والدماء وحدها الضريبة العامة لشعب لا يزال ينظر على الأمل
القادم من بصيص ضوء في ثقب على النفق المظلم، ولذا فإنه لا يقدر حجم الخطر القادم
إلا من يلمس آثاره عن قرب وهو يلوث الم ورائحة البارود، وهو ما لم تدركه أو تشعر
بخطورته تلك النخب السياسية الجاثمة في العاصمة صنعاء والمتنقلة بالهمر والمونيكا
والمصفحات إذا أضطر الأمر، لا يراها المواطن العادي إلا في شاشات التلفاز أو عبر
صفحات الصحف وأثناء إقامة المهرجانات والإعتصامات السياسية، لكنها لا تدرك ما
يعانيه العامل والجندي والمعلم وموظف الصحة وسائق الباص وغيرهم، من صعدة وحتى عدن
تنتشر الفوضى في كل شبر في هذا الوطن الحبيب والضحية إما مواطن عادي برئ أو جندي
ورجل أمن يمارس مهامه وفق النظام والقانون، واللاعبون في الميدان على مختلف
المحافظات لا يعتدوا بالأصابع والدولة ما بين المتفرج والمفاوض والمصلح
والوافد.
أما التقارير التي تصل إلى الجهات المعنية في صناعة القرار فهي بحاجة
إلى المزيد من المراجعة والتأكد من صحتها، وهذا ما لم يتم بالفعل ولهذا تكثر اللجان
وتختلط الأوراق وتنعدم الجدية ويغيب الضمير في تقييم هكذا وضع ورصد دقيق لأحداث
متنوعة ومختلفة بدأت تتكرر بكثرة في أكثر من مكان، وفوق نقل ذلك غالباً ما يفر
الجاني حاملاً معه غموض الأحداث ومن يقف ورائها وخطط لها، صارت الملايين من أبناء
الشعب اليمني اليوم في حيرة يتساءلون في كل مقيل وسوق وناي وعلى الباص، إلى أين
تتجه بنا السفينة، هل إلى بر الأمان وشاطئ اليمن الجديد والمستقبل الأفضل؟ أم إلى
مثلث برمودا، بل الصحيح إلى مثلثات برمودا، مثل التمرد والحراك والقاعدة!! أم مثلث
الفقر والجهل والمرض، أم مثلث الفساد المالي والإداري والأخلاقي، أم مثلث الحاكم
والمعارضة وطاولة الحوار، أم مثلث المناطقية والحزبية والمذهبية، أم مثلث المسئولين
والتجار والمشائخ، فالطريق كلها تؤدي إلى مصير واحد في ظل أزمات يبدو أن السلطة
صارت اليوم عاجزة عن معالجتها بعد إقصاء الصادقين، والمخلصين والكفاءات، ليحل بدلهم
الأقارب والفاسدين وأصحاب الوساطات، أما الخارج سواء في الإقليم أو الأجنبي فإنه لا
يزال موقع المتفرج والممول عن بعد لكل ما يسهم في إتساع رقعة الفوضى لتشمل محافظات
الفيد والتقطع والغرم والغرامة، ومع ذلك ورغم الجرع المتواصلة والخطط الفاشلة
والوعود المتكررة لا يزال الشعب يتحمل المعانات المختلفة في انتظار الأمل القادم في
يمن الإيمان والحكمة، رغم انتشار الأمراض الفتاكة واستمرار ارتفاع معدل الفقر
والبطالة وظهور الفواحش والجرائم البشعة وكثرة المتسولين والأخطر من ذلك تسول
النساء والأطفال.
وأخيراً هي دعوة صادقة لكل من له ضمير حي في هذا الوطن للعمل
على إفشال كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد يمننا الحبيب والضغط على مختلف
النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجلوس على طاولة واحدة لمناقشة حالنا
اليوم والبحث عن الحلول العاجلة وتنفيذها بأيدٍ أمينة ومسئولة ومخلصة قبل السقوط في
الهاوية لا قدر الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد