صلاح
حميدة
حميدة
من يحمل همّ القضية والشّعب
الفلسطيني يعيش وسط عاصفة هوجاء، لا يكاد يبدأ بمتابعة قضيّة مقدسيّة حتى تخرج له
قضيّة أفظع منها، فيعيش متنقلاً ما بين الشّعور بالعجز إلى الرّغبة في الصّراخ إلى
تحذير من هذا والتّذكير بذاك، يحزن لهدم بيت في سلوان ولقتل رجل مسالم في وادي
الجوز، يفزع لحفريات تحت الأقصى ويتألم لاقتحامه من العنصريين من فوق الأرض، يستهدف
أبناؤها بالمخدرات بطريقة تقول تقارير عديدة أنّها ممنهجة.
تهدم بيوت المقدسيين، بل يجبرون على هدمها
بأنفسهم، يمنع المقدسيون من الدّخول للأقصى، وتطوّر الأمر لمحاولات طردهم خارج
القدس نهائياً، تستهدف قياداتهم حتى يبقوا جسداً بلا رأس، غريبة هي القدس تقاتل
وحيدة بلا عرب وبلا مسلمين، تستباح من كل حدب وصوب، من فوق الأرض ومن تحتها، يقاتل
أبناؤها في كل الإتجاهات في صحراء قاحلة إلا من بعض خيرة أبناء هذه الأمّة
وزبدتها.
أحزنني سماع تصريح لأحد المسؤولين الفلسطينيين عن تقاعس العرب
والمسلمين عن دفع ما تعهدوا به لأجل نصرة القدس، في مواجهة التهويد والاقتلاع
الممنهج الذي يرصد له مليارات الدولارات التي يتبرع بها أثرياء يهود في العالم
لتهويد القدس وتهجير أهلها، فيما دول وأثرياء العرب والمسلمين يتسابقون لشراء
عقارات في بريطانيا وأمريكا وأوروبا، والغريب أنّ رئيس دولة عربية أشفق على سكان
قرية إيطالية ودعمهم بمال العرب والمسلمين لينقذهم من الفقر والبطالة، وغيره يتبرع
لمدينة فرنسية لتجميلها، ولكن أين القدس من أحلام هؤلاء؟.
في خبر صحفي عن مدينة
فلسطينية تزمع بناءها شركة خليجية في فلسطين قرب رام الله، لفت نظري تسابق عدة
مؤسسات مالية أهلية وحكومية غربية لإعطاء تسهيلات لمن يريد شراء بيت في المدينة
لتقسيط ثمن البيت خلال خمسة وعشرين عاماً، وسبق هذا الخبر سيل من المستثمرين العرب
والمسلمين الذين حضروا إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية لحضور مؤتمر الإستثمار في
فلسطين، وهذا المؤتمر عقد لأكثر من مرة، ولكن أين هي الاستثمارات في القدس؟ لماذا
لا يستثمر رجال الأعمال العرب والفلسطينيون والمسلمون في القدس؟ ولماذا لا يتسابقون
لبناء إسكانات لآلاف الشبان المقدسيين الذين يخرجون من القدس عنوة بسبب انعدام
السكن الصالح في القدس؟.
وبما أنّ هناك من يستعد لمنح الفلسطيني قرضا لشراء شقة
في مدينة قرب رام الله على أن يسدده خلال ربع قرن، لماذا لا يمنح المقدسي فرصةً
مشابهة على الأقل؟ وإذا كانت الدّوافع هي الربح، فالإسكان في القدس مربح ومجد
إقتصادياً أكثر من مثيله في رام الله على سبيل المثال، يضاف إلى ذلك أنّ بالإمكان
شراء عقارات بكميات كبيرة من ملاك يهود، والتّجربة أثبتت أنّ الكثير من اليهود في
القدس وغيرها باعوا أملاكهم لفلسطينيين وعرب مقابل مغريات مالية، ألا تستحق القدس
والأقصى تخصيص ملايين من أجل تثبيت الفلسطينيين في القدس وحول الأقصى؟.
ما يجري
بحق القدس والمقدسيين لا يخرج عن سياق خطة إسرائيلية لتهجير المقدسيين وتهويد
المدينة يتم تسريع وتيرتها في الفترة الأخيرة، ولذلك وجد الاحتلال أنّ هذه فرصة
مواتية لإبعاد عدد من قيادات المقدسيين عن القدس ومحاكمة آخرين، وإرسال رسالة واضحة
لغيرهم للصمت عن ما يجري وسيجري للقدس والأقصى ولجمهور المقدسيين، والذي بدأت
بوادره في حي البستان، تهدم بيوت الأحياء لتقام على أنقاضها "حدائق توراتية" وتزال
قبور الأموات المسلمين في مقبرة مأمن الله ليقام على عظامهم "متحف للتسامح"؟! فأيّ
حدائق وأي متاحف وأيّ تسامح هذا؟.
لن يكفي القدس والمقدسيين مجلّدات للكتابة عن
ما يعانونه من استهداف على مدار الساعة، ولكن أنا على ثقة من أنّ المقدسيين وشرفاء
الأمّة لن ينكصوا ويتراجعوا، بل لا بد من تداعي العرب والمسلمين لإنقاذ القدس
عملياً وليس كلامياً، تكاملياً وليس تنافسياً وليس بهدف المناكفة كذلك، أمّا أصحاب
الأموال فهذه دعوة لهم للذهاب إلى القدس بدافع الربح المالي إن حجبهم عن الذّهاب
لها المبادئ وحرقة العروبة والإسلام، فالوضع في القدس لا يحتمل التأجيل، فلا تتركوا
القدس وحيدة!!.
الفلسطيني يعيش وسط عاصفة هوجاء، لا يكاد يبدأ بمتابعة قضيّة مقدسيّة حتى تخرج له
قضيّة أفظع منها، فيعيش متنقلاً ما بين الشّعور بالعجز إلى الرّغبة في الصّراخ إلى
تحذير من هذا والتّذكير بذاك، يحزن لهدم بيت في سلوان ولقتل رجل مسالم في وادي
الجوز، يفزع لحفريات تحت الأقصى ويتألم لاقتحامه من العنصريين من فوق الأرض، يستهدف
أبناؤها بالمخدرات بطريقة تقول تقارير عديدة أنّها ممنهجة.
تهدم بيوت المقدسيين، بل يجبرون على هدمها
بأنفسهم، يمنع المقدسيون من الدّخول للأقصى، وتطوّر الأمر لمحاولات طردهم خارج
القدس نهائياً، تستهدف قياداتهم حتى يبقوا جسداً بلا رأس، غريبة هي القدس تقاتل
وحيدة بلا عرب وبلا مسلمين، تستباح من كل حدب وصوب، من فوق الأرض ومن تحتها، يقاتل
أبناؤها في كل الإتجاهات في صحراء قاحلة إلا من بعض خيرة أبناء هذه الأمّة
وزبدتها.
أحزنني سماع تصريح لأحد المسؤولين الفلسطينيين عن تقاعس العرب
والمسلمين عن دفع ما تعهدوا به لأجل نصرة القدس، في مواجهة التهويد والاقتلاع
الممنهج الذي يرصد له مليارات الدولارات التي يتبرع بها أثرياء يهود في العالم
لتهويد القدس وتهجير أهلها، فيما دول وأثرياء العرب والمسلمين يتسابقون لشراء
عقارات في بريطانيا وأمريكا وأوروبا، والغريب أنّ رئيس دولة عربية أشفق على سكان
قرية إيطالية ودعمهم بمال العرب والمسلمين لينقذهم من الفقر والبطالة، وغيره يتبرع
لمدينة فرنسية لتجميلها، ولكن أين القدس من أحلام هؤلاء؟.
في خبر صحفي عن مدينة
فلسطينية تزمع بناءها شركة خليجية في فلسطين قرب رام الله، لفت نظري تسابق عدة
مؤسسات مالية أهلية وحكومية غربية لإعطاء تسهيلات لمن يريد شراء بيت في المدينة
لتقسيط ثمن البيت خلال خمسة وعشرين عاماً، وسبق هذا الخبر سيل من المستثمرين العرب
والمسلمين الذين حضروا إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية لحضور مؤتمر الإستثمار في
فلسطين، وهذا المؤتمر عقد لأكثر من مرة، ولكن أين هي الاستثمارات في القدس؟ لماذا
لا يستثمر رجال الأعمال العرب والفلسطينيون والمسلمون في القدس؟ ولماذا لا يتسابقون
لبناء إسكانات لآلاف الشبان المقدسيين الذين يخرجون من القدس عنوة بسبب انعدام
السكن الصالح في القدس؟.
وبما أنّ هناك من يستعد لمنح الفلسطيني قرضا لشراء شقة
في مدينة قرب رام الله على أن يسدده خلال ربع قرن، لماذا لا يمنح المقدسي فرصةً
مشابهة على الأقل؟ وإذا كانت الدّوافع هي الربح، فالإسكان في القدس مربح ومجد
إقتصادياً أكثر من مثيله في رام الله على سبيل المثال، يضاف إلى ذلك أنّ بالإمكان
شراء عقارات بكميات كبيرة من ملاك يهود، والتّجربة أثبتت أنّ الكثير من اليهود في
القدس وغيرها باعوا أملاكهم لفلسطينيين وعرب مقابل مغريات مالية، ألا تستحق القدس
والأقصى تخصيص ملايين من أجل تثبيت الفلسطينيين في القدس وحول الأقصى؟.
ما يجري
بحق القدس والمقدسيين لا يخرج عن سياق خطة إسرائيلية لتهجير المقدسيين وتهويد
المدينة يتم تسريع وتيرتها في الفترة الأخيرة، ولذلك وجد الاحتلال أنّ هذه فرصة
مواتية لإبعاد عدد من قيادات المقدسيين عن القدس ومحاكمة آخرين، وإرسال رسالة واضحة
لغيرهم للصمت عن ما يجري وسيجري للقدس والأقصى ولجمهور المقدسيين، والذي بدأت
بوادره في حي البستان، تهدم بيوت الأحياء لتقام على أنقاضها "حدائق توراتية" وتزال
قبور الأموات المسلمين في مقبرة مأمن الله ليقام على عظامهم "متحف للتسامح"؟! فأيّ
حدائق وأي متاحف وأيّ تسامح هذا؟.
لن يكفي القدس والمقدسيين مجلّدات للكتابة عن
ما يعانونه من استهداف على مدار الساعة، ولكن أنا على ثقة من أنّ المقدسيين وشرفاء
الأمّة لن ينكصوا ويتراجعوا، بل لا بد من تداعي العرب والمسلمين لإنقاذ القدس
عملياً وليس كلامياً، تكاملياً وليس تنافسياً وليس بهدف المناكفة كذلك، أمّا أصحاب
الأموال فهذه دعوة لهم للذهاب إلى القدس بدافع الربح المالي إن حجبهم عن الذّهاب
لها المبادئ وحرقة العروبة والإسلام، فالوضع في القدس لا يحتمل التأجيل، فلا تتركوا
القدس وحيدة!!.