منصور الحزمي
أصبحت كنية بكل ما تحتويه الكلمة، كل عام يمضي ونحن نقول ربما العام لم تعد الحياة كما كانت، أصبحت كنية بكل
ما تحتويه الكلمة، كل عام يمضي ونحن نقول ربما العام القادم أفضل حالاً من هذا
العام وربما الشهر القادم أفضل من هذا الشهر وربما غداً أفضل من اليوم ولكن نتفاجأ
دائماً بالأسوأ، فالأسعار كل شهر وكل يوم وهي في حالة إزدياد فأصبح الواحد منا
بدرجة عالية من اليأس، وليتها ترتفع بقدر ما ترتفع في سائر بلدان العالم
وإنما فقط في بلادنا ترتفع بنسبة مائة في المائة دون رقيب أو حسيب من مسؤلينا
الكرام الذين هم بالأساس تجار فالواحد منهم يكتفي بمنصبه بل يؤمن نفسه بالتجارة
لأنه يعلم علم اليقين أن المال هو الذي يأتي بالمنصب ويحافظ عليه ويجعل له مكانة
بين الناس لدرجة أننا أصبحنا في مجتمع طبقي يتميز بطبقتين لا ثالثة لهما وهي طبقة
فوق تعيش في تخمة المال والثراء والبذخ وطبقة تحت لا تجد ما تأكل وتشرب وربما يصل
الحال في كثير من الأسر إلى تناول وجبة واحدة بدلاً عن ثلاث وجبات في اليوم الواحد،
فأي عدالة هذه؟؟ حتى أصحاب المطاعم والبوافي والبقالات أكثر تضرراً من ارتفاع
الأسعار فهو إن رفع جزء بسيط في السعر لا يقتنع الزبون بأن السبب هو ارتفاع الأسعار
وتبدأ المشادات الكلامية والتي تنتهي غالباً بالأشتباك بالأيدي!!! وإذا نظرت إلى
الوجوه رأيت اليأس والحيرة والتفكير ليس بالمستقبل فسحب بل بالتفكير في كيفية تدبير
قوت يومه هذا فالكآبة ترتسم على قسمات الوجه وأصبح اليمني معروفاً من وجهة إينما
حلّ وظلّ فالذين يسافرون للاغتراب سيماهم في وجوههم فيعرفهم القريب والبعيد أنهم
يمنيون حتى وإن ذهب البعض منهم للعلاج أو التنزه أو حتى للعمل، فاليمني من خلال ما
يعاني داخل وطنه تجد ملامح الحزن والألم في وجهه ولا تحتاج إلى الشرح والبيان،
وكأنه مكتوب على جبينه أنه يمني يأئس محبط، فإلى متى سنظل هكذا؟؟ ومتى سيأتي الزمن
بشيء أجمل ولو أنه من المستحيل لأن الزمن لا يأتي بالأجمل أبداً واسألوا الماضي
واسالوا أسعار الماضي وحكومات الماضي ومسئولي الماضي وتجار الماضي وراجعوا ذواكركم
وستجدون أنه في عام 90م عام الوحدة المباركة كان سعر الدجاجة ب35 ريال يمني والأن
هي ب700 ريال واتحدا أي شخص يقول أنه وخلال نفس الفترة في أي بلد في العالم ارتفعت
الأسعار بهذه النسبة مثل ما ارتفعت في وطننا الحبيب وطن الوحدة، ومن يقول أن هناك
شعب على وجه الأرض يقبل المهانة ليل نهار ويتجرع الذل ليل نهار دون أن يحرك ساكناً
مثل هذا الشعب اليمني البائس، وتذكروا يوم كان بنفس الفترة سعر الكيس الدقيق85 ريال
وباكت العصير اليماني بريالين ونصف الريال وتذكروا يوم كان قيمة الباكت الكمران
سبعة ريالات يمني فقط لا غير، ولكم أن تعرفوا أننا فعلاً نعيش في جحيم ومسئولينا
يوهموننا أننا في نعيم فلا ندري أي النعمة التي يتحدثون عنها هل هل نعمة الجوع أم
نعمة الخوف أم نعمة الكفاح أمن نعمة الذل والمهانة أم نعمة الاستبداد التي يمارسها
علينا التجار في غلاء الأسعار أم نعمة التجاهل الذي نعاني منه في شتى مناحي الحياة
ونحن نبحث عن شخص يسمع النداء ولكن نسأل الله أن يفرجها علينا وعليكم وعلى جميع
المسلمين إنه سميع الدعاء.