القبيلي
موضوع المعاكسات ومازال للحديث بقية وفي جعبتي حكاية حيث يتذرع كثير من الشباب
ويرمون باللائمة على الفتيات اللاتي يعاكسن الشباب بملابسهن المثيرة والمغرية،
فالبالطو مطرز وضيق، والعيون مكحلة والأطراف مخضبة والصندل كعب
عالٍ.
وأنا أقول كلامكم صحيح
وأعلم أن هناك فتيات يخرجن للسوق بهيئة وكأنهن يقلن هيت لك ، ولكن أخي الرجل وما
شأنك أنت؟، أين ضميرك؟، أين دينك؟، أين حياؤك من الله تعالى؟، أين قيمك
ومبادؤك؟.
كل ما قلته لا يبرر المعصية، نعم معصية ألا تعلم أن العين تزني وزناها
النظر واللسان يزني وزناه الكلام.
أنا لا أريد أن ينطبق عليك المثل اليمني
القائل " الكلب ما يجي إلا مدعي" لأنك إنسان مكرم ، وإذا كانت معاكسات الشارع بسبب
تبذل المرأة وسفورها فما هي أسباب المعاكسات التلفونية والمعاكس لا يرى شيئاً على
الإطلاق ولا يدري من التي يعاكساها أكانت أماً أو جدة أم أمنا الغولة ، ثم إن هناك
من يعاكس أي شيء أنثوي حتى الملجلببات والمخمرات والأخدام أيضاً.
ذات مرة ذهبت
للعلاج في احد المستشفيات الخاصة وكانت الدكتورة الروسية المعالجة مستاءة من
اليمنيين وأخذت تشكو لي ومما قالته بعربية مكسرة: "أنتم في اليمن تمشي حماره يشوفوا
له، تكون المرة مغطية كله يشوف حتى رجله" من دق باب الناس: لا بد أن نفهم أن
الاعتداء على الأعراض أمر غاية في الخطورة، لأن الجزاء من جنس العمل وكما يقول
الأضرعي: من دق باب الناس دقوا بابه ولو على بابه ثلاثين بواب واف ستعشر مع دبابه
أو كان وزير أو شيخ أو في النواب فأرجوك أخي الشاب لا تقل هذه أمور كذابة اسمع
نصيحتنا وخذ بالأسباب.
ومما أثبتته الأيام انه من شرب شاهي ببيت أصحابه شربوا
بداره من شراب العناب.
جلد المعاكسين: وكان الشيخ المرحوم سيد طنطاوي قد أكد على
ضرورة تأديب الشباب المستهتر الذي يهدر كرامة النساء في الشوارع بمعاكستهن بكلمات
جارحة، وأيد الحكم الصادر من احد القضاة بجلد بعض الشباب الذي يتسكع في الشوارع
ويطارد النساء ، حيث قرر قاضٍ في إحدى الدول الإسلامية جلد شاب عشرين جلدة في ميدان
عام، لأنه يعاكس الفتيات والنساء في الشوارع بكلمات بذيئة وفاحشة، وعندما سئل هل
يقر الإسلام مثل هذه العقوبة؟ أجاب طنطاوي رحمة الله تعالى عليه: نعم. .
يقرها
ويرحب بها، فعقوبة مثل هذه تحقق هدف الزجر أكثر من حبس هذا الشاب داخل السجن لمدة
عام أو أكثر، والعقوبة من هذا النوع تجعله عبرة لمن يعتبر، وهذه العقوبة نطلق عليها
عقوبة تعزيرية.
والتعزير قد يكون من ولي الأمر لمرتكب الذنب عن طريق التوبيخ أو
الزجر أو السجن أو الضرب أو النفي إلى مكان معين أو العزل من الوظيفة أو عن أي طريق
يراه القاضي أو الحاكم مناسباً للجريمة التي ارتكبها.
المعاكسة صناعة عربية:
واعتقد أن المعاكسة سلوك لا يمارسه إلا الرجل العربي فقط لا غير ، وقد يقول قائل إن
السبب في ذلك مشاعره المكبوتة وأنا أقول : ومن قال إنها مكبوتة والعربي دون رجال
العالم أجمع لا يجيد شيئاً إلا الحب والغرام والعشق والهيام لم يخرج أبداً من دائرة
الماء والخضرة والوجه الحسن ، وبينما نجد الرجل الغربي قد صعد القمر ويخطط للعيش
عليه يظل العربي يحدث القمر ويشبهه حبيبته بالقمر ويتغزل بالقمر.
إن ممارسات
الإنسان وأفعاله ناتجة عما يفكر فيه ويشغل باله ولأنه دائم التفكير في المرأة والحب
والزواج تراه يمارس هذه العادة السيئة ولو كان مشغول بشيئاً أخر ما فكر فيها فضلاً
عن ممارستها وقد يقول آخر السبب البطالة والفقر والعنوسة ، أجيبه بقولي إن من بين
المعاكسين متزوجين وكهولاً وعجزة وأناساً مبسوطين.
إضاءة: قال تعالى" " قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ".
وصدق الشافعي رحمه الله حين قال: عفوا تعف نساؤكم
في المحرمِ وتجنبوا ما لا يليقُ بمسلمِ إن الزنا دين فإن أقرضته كان القضاء من أهل
بيتك فاعلمِ من يزني في بيت بألفي درهم في بيته يزنى بغير الدرهم.