أبو زيد بن عبد القوي
كرشان كشف لنا الكثير في لقاءه بالأستاذ المبدع عبد الناصر المملوح والذي نشرته
صحيفة الجمهور العدد (104) وقد شجعني ما جاء في اللقاء على مناظرته لأنه زعم بأنه :
( لا أحد في العالم أجمع يستطيع أن يقنعني أن الفكر الاثنى عشري على خطأ ليش ؟! لأن
عقيدتي هكذا والقرآن الكريم يؤيدني ) !!!! بل قد زعم أيضاً أنه قد ناقش وناظر
الكثير من السنة والزيدية بما فيهم
العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي رحمه الله تعالى وما استطاع أحد أن يقنعه أو
يزحزحه عن مذهبه الجعفري !!!! وأعجب من هذا كله قوله : ( أننا لم نذهب إلى الشيعة
الجعفرية إلا بعد بحث موسع ) !!! وسنضع كل كلامه السابق في ميزان البحث العلمي
وأناظره مناظرة علمية تثبت للجميع أن كل ما عند الاثنى عشرية عبارة عن أوهام وسراب
الغرض منه مخالفة جميع المسلمين في كل شيء من أجل دراهم معدودة اسمها الخُمس !!!!
الإمامة أولاً لنستمع أولاً إلى ما جاء في اللقاء بين الفذ المميز عبد الناصر
المملوح والداعية الاثنى عشري مبخوت كرشان : ( المملوح - متى تحولت إلى الاثنى
عشرية "الشيعة الجعفرية" ؟ كرشان - عام - 96 97م تحولت إلى مذهب أهل البيت
. .
وأصبحت لي علاقات دراسية بعلماء عدة مثل السيد علي الأفغاني وغيره من العلماء
في الحوزات العلمية بسوريا.
المملوح - لماذا هذا التحول ؟ كرشان - مسائل عقائدية
. .
استدلالات أدلة وأنت تعرف أن هناك فرقا بين المذهب الاثنى عشري والمذهب
الزيدي، على سبيل المثال الخلاف حول مسألة الإمامة. .
الزيدي يحصرها في البطنين
الحسن والحسين، ويقولون ( وهذا خاص بالفكر الجارودي ) أن من دعا إلى الله وشهر
سيفه فهو إمام يفترض طاعته. .
وفي المقابل الاثنى عشرية يعتبرون الإمامة في 12
إماماً هم أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس. .
نحن بالنسبة لنا نظرنا
إلى حديث الثقلين وغيره من كتب النصوص سواء من كتب السنة أو الشيعة ( إني تارك فيكم
ما أن تمسكتم لن تظلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا
حتى يردا على الحوض ).
ولأن الكتاب معصوم لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من
خلفه، ومحدودة ومعروفة سورة، إذا لا بد وأن العترة لا يأتيها الباطل لا من بين
أيديها ولا من خلفها. .
وأن تكون العترة محددة ومعلومة أشخاصها.
المملوح -
يعني أنت وصلت إلى قناعة بأن الاثنى عشرية "الشيعة الجعفرية" ومنهجهم أكثر صوابية
من المذهب الزيدي؟ كرشان - مو بس هم أكثر. .
إن شاء الله تعالى أن كل مجتهد مصيب
من الأمة.
نحن لا نخطئ ونفسق ونكفر أحداً من المسلمين سنة كانوا أم شيعة
. .
لكن أنا أقصد أن أدلة الشيعة الإمامية أدلة قاطعة في عقائدها، بمعنى أننا
نتعبد الله على يقين.
وأنا ذكرت لك مسألة الإمامة وهي من الفروق الجوهرية
الواضحة. .
الزيدية يقولون بأنها لمن شهر السيف وأنها محصورة في البطنين،
وإخواننا أهل السنة يقولون بأن الخلافة في قريش. .
نحن الشيعة الجعفرية نقول :
لا هي في هذا ولا في ذلك، وإنما هناك نص من الله تبارك وتعالى في 12 إماما،
والنصوص المتواترة من كتب الفريقين وكل الفرق تدل على ذلك، بل في كتب أهل السنة ما
يدل على ذلك أكثر مما هي في كتب الزيدية.
ولهذا تجد في كتب إخواننا أهل السنة ما
يشهد أن أهل البيت محدودون ومعروفون ومعصومون. .
وفي كتبهم قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم في عصمتهم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدون الهادين المهديين
من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" وهو بهذا الحديث أثبت أن هناك خلافة هادية مهدية، ثم
قال في البخاري ومسلم "الخلفاء من بعدي 12 خليفة" ).
أقول : كلامه السابق باطل
شرعاً عاطل عقلاً وهو عبارة عن ترهات وكلام غواية مغلف بزخرفة طنانة ولكنها كطنين
الذباب !! وسأرد على كل كلامه السابق وأبدأ في مناظرة اليوم بالرد على قضية الإمامة
التي جعلها شغله الشاغل وقال فيما سبق نقله أن: 1- الاثنى عشرية يعتبرون الإمامة في
12 إماماً هم أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس.
2- أن العترة لا
يأتيها الباطل لا من بين أيديها ولا من خلفها. .
والعترة محددة ومعلومة
أشخاصها.
3- أن أدلة الشيعة الإمامية أدلة قاطعة في عقائدها، بمعنى أننا نتعبد
الله على يقين.
4- هناك نص من الله تبارك وتعالى في 12 إماما.
5- ولهذا تجد
في كتب إخواننا أهل السنة ما يشهد أن أهل البيت محدودون ومعروفون ومعصومون.
وقبل
أن أرد على كل كلامه السابق بالتفصيل سأهديه مفاجأة من العيار الثقيل تثبت له أن
حكاية النص من الله عز وجل على 12 إماماً مجرد خرافة نسجها من لا خلاق له لكي يستمر
حلب أموال المغفلين الذي كاد أن ينقطع بموت الإمام الحادي عشر بلا خلف !! ومن أهم
وأوثق كتبهم "الكافي" للكليني والذي قال فيه أحد أكبر مراجعهم في العصر الحديث عبد
الحسين !!!! شرف الدين في كتابه "المراجعات" ص314 : ( وأحسن ما جمع منها الكتب
الأربعة التي هي مرجع الأمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان
، وهي : الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه وهي متواترة
ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ) فما هي
المفاجأة التي لا يعرفها الأستاذ كرشان ؟! الأئمة الثلاثة عشر !! يا أستاذنا العزيز
يظهر أنك مخدوع مثل غيرك بهذه المخترعات الاثنى عشرية التي لا يصدقها إلا من كان
معتوه في حسه أو عقله أو معه مصلحة مادية أو يحب الشهرة !! يا أستاذنا يظهر أنك لا
تدري بأن الأئمة ثلاثة عشر في أهم كتبكم وأعظمها وأحسنها وأتقنها وليس أثنى عشر
!!!! تقول الرواية في "أصول الكافي" 1/599 : ( عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه
السلام يقول : الاثنا عشر الإمام من آل محمد عليهم السلام كلهم محدث من رسول الله
صلى عليه وآله ومن ولد علي ورسول الله وعلي عليهما السلام هما الوالدان ) !!!
فالاثنى عشر إمام هم من ولد علي رضي الله عنه فإذا أضفنا علياً رضي الله عنه إليهم
صاروا ثلاثة عشر !! وهي عملية حسابية بسيطة جداً لكنها تهدم المذهب الاثنى عشري من
الأساس !! ثلاثة محمد وثلاثة علي !! والرواية التالية صريحة في إخراج علي رضي الله
عنه من الإمامة تقول الرواية في "أصول الكافي" 1/598 : ( عن أبي جعفر عليه السلام
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح
فيه أسماء الأوصياء من ولدها ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم عليه السلام ، ثلاثة
منهم محمد وثلاثة منهم علي.
) !!!! فالرواية تقول إن الأوصياء من ولد فاطمة رضي
الله عنها وعلي رضي الله عنه زوجها !!!! وتؤكد الرواية أن ثلاثة من الاثنى عشر
اسمهم علي !!!! وهم علي بن الحسين الإمام الرابع وعلي بن موسى الرضا الإمام الثامن
( 148 - 203ه ) وعلي بن محمد الهادي الإمام العاشر ( 212 - 254ه ) رحمهم الله
تعالى فإذا أضفنا علياً بن أبي طالب رضي الله عنه صاروا أربعة ووقعتم في حيص بيص
!!! أئمة بلا علي !! ورواية أخرى تثبت أن الأئمة ثلاثة عشر بعلي بن أبي طالب رضي
الله عنه أو اثنى عشر بدونه !!! تقول الرواية في "أصول الكافي" 1/599 : ( عن زرارة
قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : الاثنا عشر الإمام من آل محمد كلهم محدث من
ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وولد علي بن أبي طالب عليه السلام فرسول الله صلى
الله عليه وآله وعلي عليه السلام هما الوالدان.
) !!! اثنى عشر من ولدي علي !!
إن لم تقتنع بأن الأئمة في أهم كتبكم على الإطلاق ثلاثة عشر فإليك الرواية التالية
من "أصول الكافي" 1/599 : ( عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وآله : إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها ،
بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض
بأهلها ولم ينظروا.
) !! فيا عزيزي وأخي كرشان : اثنى عشر من ولدي علي = ثلاثة
عشر إماماً !!! ويؤكدها قوله فإذا ذهب الاثنى عشر من ولدي ومن المعلوم لكل عاقل أن
علياً رضي الله عنه ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وليس من ولده !! من ولد الحسين
ورواية أخرى واضحة وصريحة بعدم إمامة علي رضي الله عنه في "أصول الكافي" 1/599 : (
عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نحن اثنى عشر إماماً منهم حسن
وحسين ثم الأئمة من ولد الحسين عليهم السلام ) !!! فأين علي رضي الله عنه في هذه
الرواية ؟! أم أن العملية من أولها إلى آخرها تخريفية محضة وهرطقة مضحكة؟! أئمة بلا
عدد !! سأعطيك رواية أخرى هامة تبطل خرافة الاثنى عشر إماماً وخرافة كل إمام معين
من رب الأرباب ومن "الكافي" نفسه تقول الرواية : ( عن أبي جعفر عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع
يحجزه عن معاصي الله ، وحلم يملك به غضبه وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم
كالوالد الرحيم.
وفي رواية أخرى حتى يكون للرعية كالأب الرحيم. ) ( أصول الكافي
1/470 ) فانظر رعاك الله !! فهي صالحة لكل الرجال بشرط وجود ثلاث خصال !! ولا حتى
ثلاثة عشر !! إن لم تقنع بما سبق فعندي لك ما يظهر الحق بيسر وسهولة وبطريقة مبسطة
ومن أهم كتبكم !! استمع إلى الرواية والتي سأنقلها رغم ما فيها من كفر وجهل !!
لأنها وبكل بساطة تنفي خرافة تعيين الله عز وجل للأئمة الاثنى عشر وإيجاب طاعتهم
على الأمة !!!! تقول الرواية : ( عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه
السلام يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين ،
فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض ، فأخره إلى
أربعين و ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد
ذلك وقتا عندنا. . .
) !! ( أصول الكافي 1/429 ) أي إن الله عز وجل وقت لخروج
القائم والمهدي المنتظر إلى عام 70ه !! وعام 70ه كانت سلسلة الإمامة عند الإمام
الرابع علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( 38 - 95ه ) وبالتالي فلا وجود لنص إلهي
أو نبوي على 12 إماماً !! وسأضرب صفحاً عن الخطأ التاريخي الذي في الرواية والذي
يشير إلى مقتل الحسين رضي الله عنه عام 70ه - استشهد عام 61ه - وأعود إلى الرواية
التي زادت من عدد الأئمة بتأخير خروج القائم المنتظر إلى عام 140ه !! وكان الإمام
حينها هو إمامكم السادس جعفر الصادق رحمه الله تعالى ( 83 - 148ه ) !! وكل هذه
الروايات تثبت أن حبل التلفيق والافتراء قصير !! وهل رأيت أخي العزيز كرشان ما أسهل
إثبات بطلان المذهب الاثنى عشري التخريفي ؟! هل اقتنعت بأن المذهب الاثنى عشري لا
يشك عاقل في أنه مجرد أسطورة تراكمت مع الأيام وافتراء ومغالطة موضوعة بطريقة فجة
ومضحكة ؟! وفي الأخير أقول : صدق من قال : ( يمكنك أن تضحك على ذقون بعض الناس في
بعض الأوقات لكن يستحيل عليك أن تضحك على ذقون كل الناس وفي كل الأوقات ! ) وغداً
إن شاء الله تعالى المناظرة الثالثة.
البتول الغائب غاب عن الساحة الإعلامية
الفذ المبدع الأستاذ عبد الفتاح البتول وما عاد يكتب رغم أنه فارس الميدان الذي
أمتعنا لسنوات بقلمه الرشيق وفكره الأنيق.
غاب البتول ولا ندري ما هي الأسباب
لكننا افتقدناه بشدة في معركتنا الفكرية ضد الاثنى عشرية وما استطاع أحد أن يسد
مسده.
غاب البتول في الوقت الذي يعمل الاثنى عشرية في الجوف وصعدة ومأرب وذمار
وعمران وحجة بلا كلل ولا ملل.
غاب البتول الذي كان شوكة في حلقهم فأصبحوا يسرحون
ويمرحون.
وأنني أوجه له هذه الرسالة فأقول : أنا أعلم بأنك لو كنت من الاثنى
عشرية لأعطوك أكبر الألقاب الفخمة ولأعطوك من الأموال ما لا يعد ولا يحصى ولكن يا
أستاذنا أنت تعمل وتكتب لله تعالى وأجرك عظيم وقد أجمع علماء الإسلام أن الذي يرد
على أهل البدع والضلال من المجاهدين في سبيل الله.
وأعلم بأنك لو كنت في إيران
على عقليتك الفذة النادرة لأقاموا لك مركزاً ضخماً فيه كل الإمكانات والوسائل
الحديثة لكنك في اليمن والحكومة مشغولة بالمهرجانات والاحتفالات والرقصات وبينها
وبين أهل العلم سور ليس له باب !! الحكومة لم تدرك حتى هذه اللحظة أهمية المراكز
العلمية المتخصصة للرد على الفكر الضال القاعدي أو الحوثي !! باختصار أنت في واد
والحكومة في واد !! محبوك كثر وينتظرون عودتك السريعة فالمعركة الفكرية قائمة على
قدم وساق وأنت أحد كبار القادة فلا تخذل أهل اليمن في هذا الوقت الحرج ولا تشمت
فينا الاثنى عشرية ومن كان على شاكلتهم وشكلهم !!