الحزمي
والامتنان لأنهم يعتبرون أكثر الأشخاص خدمة لهذا الوطن فهم يستطيعون أن يجعلوا
المواطن يقرر الرحيل من البلاد ويذهب للاغتراب ويدعم الاقتصاد الوطني وهم من
استطاعوا أن يسخروا موسم الصيف والخير والبركة مبكرا في محاربة أصحاب البسطات
والعربيات وهم من استطاعوا أن يجعلوا الفقراء الأشقياء لا يحلمون وحتى لمجرد الحلم
بعمل أي مشروع خاص لان البلدية تقوم
بعملها على أكمل وجه وبمرافقة الأبطال الجهابذة والذين يستطيعون أخذ أي مواطن
وبالقوة المفرطة التي لا تجعل من أي مواطن يتجرأ للتدخل وإلا سيكون عرضة لضربة أو
صفعة في السوق .
شكراً لهم لأنهم يحافظون على نظافة الأسواق الكبيرة حتى من
الباعة ومن الناس ويجعلونها في ليلة وضحاها خاوية على عروشها وكأنها منذ سنين
مهجوؤة ولا تعرف احد ، فشكرا لهم لأنهم اثبتوا فعلا أن الوطن بخير وان الأمن مستتب
في أمانة العاصمة فقط لا سواها ، حيث لا يستطيع أحد أن يبحث عن رزقه بكرامة، في ظل
وجود بلدية تدعمها فرق متخصصة واطقم وأشخاص يحملون العصي والهراوات وأحياناً
الأسلحة وكل هذا من أجل صاحب عربية حاول أن يدافع عن ما اكتسبه من عرقه من اجل أن
يهرب وليس سوى الهروب ليلحقوا به وينزل الأشاوس ما بين زي عسكري وزي تراثي وزي
موظفين ولا تدري من تناقش ، وفوق هذا وذاك لا تجد من يسمع شكواك سوى رب العالمين
.
كثيرة هي المواقف التي تحدث يوميا في كل الأسواق وكابوس البلدية المفزع يلاحق
الناس هنا وهناك فأين المفر ، لم يعد المواطن يدري ماذا يعمل ولا أين يتوجه لأنه لم
يسلم من شرور البلدية والمجالس المحلية وان قرر الرحيل خارج الوطن لم تفلح مساعيه
في اقتراض قيمة فيزا عمل وان حاول التسلل بصورة غير شرعية كان مصيره السجن والترحيل
إن لم يكن القتل والحرق وان توفق من هؤلاء كلهم وكان من المحظوظين لم يسلم من
اضطهاد رب العمل له والحصول على الفتات من المقابل الذي يبذله في العمل وفي النهاية
يخرج بالترحيل وبدون راتب حتى ولا يوجد من يطالب بحقوقه ولا يتكلم عنها لأنه مجرد
متسلل.
كيف العمل بالله عليكم وماذا يصنع المساكين فهم ليسو موظفين ولا عسكر ولا
حتى ممن يحصلون على الفين ريال من الضمان الاجتماعي ، ماذا يصنعون والبلدية كل يوم
لها قانون جديد والأسواق التي تجدها اليوم مكتظة بالباعة والناس تجدها في اليوم
الثاني فارغة وحتى من عمال النظافة الذين لا يقومون بدورهم إلا بمقابل من أصحاب
البسطات أو من أصحاب المحلات .
في كل عام تقوم أمانة العاصمة بإعطاء الباعة
أصحاب البسطات مساحة في الأماكن العامة بإيجار يفوق إيجار المحلات نفسها وعلى حسب
المنطقة وفوق هذا وذاك ما أن تكمل المناسبة إلا وتجد الأطقم والجرافات ومعدات الجرف
والتنظيف وكل ما يستطيع أن يجرف في ساحة العمل من اجل القضاء عليهم وكأنهم نسوا
أنهم قاموا بإيراد مبالغ كبيرة تصل إلى الملايين مقابل الإيجار الذي يدفعونه لأمانة
العاصمة ومع هذا يعتبرهم البعض أنهم فوضويين ولماذا هل لأنهم يبيعون السلعة بمكسب
مادي صغير أم لأنهم يخلقون جواً من التجارة والحركة وفي الحركة بركة أم لأنهم
يريدون أن يكسبون أرزاقهم من عرقهم وليس من أعمال التقطع والنهب والسرقة ؟؟ اتركوهم
يعيشون أيها السادة وسيعم الخير الجميع اتركوهم يبحثون عن أرزاقهم بدلاً من
الانجرار وراء كل مايغوى عن الطريق القويم ، اتركوهم يسترزقون فقط فهم لا يريدون
مناصباً ولا وظائفاً وسيتركون الفرصة للمسؤولين يعبثون بالوظائف كيفما يشاؤون ولا
احد سيسألهم لماذا ، فهم مواطنون وليسوا دخلاء وليسوا مستذئبين فقط مجرد مواطنين
يمنيين ، يريدون العيش في وطنهم والسلام ، فلتفكروا قليلا ولتحاولوا أن تعطوا بعضا
من موظفيكم دروسا في كيفية التعامل وإذا كان الله تعالى قسم الأرزاق فلماذا تنازعون
المساكين في أرزاقهم ، ولماذا كل هذه الحركات الغير مقبولة في التصرف في اخذ صاحب
بسطة وبطقم كامل من العسكر وسيارة من الموظفين وعدد كبير من الوسطاء والدخلاء من
أجل ماذا؟ فقط مجرد بائع على الرصيف يقول اللهم ارزقني وارزق من معي واسترني واستر
أهلي واحفظني وأحفظ وطني.