عمر السقاف
معوقات رافقت الوحدة المباركة وما تلاها بعد الانتصار على قد لا نختلف مع أحد في
الإصلاح لأي معوقات رافقت الوحدة المباركة وما تلاها بعد الانتصار على مؤامرة
الانفصال "94م وذلك في معالجة أي قضايا أو أخطاء هنا وهناك ولكن علينا كجنوبيين
أولاً وأخيراً أن نعترف بحقيقة واحدة ومهمة وهي أننا بالوحدة وبانتصارها تصالحنا
وتسامحنا حقيقة وواقعاً بعيداً عن الإنكار أو الزيف وخلط الأوراق لأي أسباب
كانت، لأننا وهي الحقيقة لم نعرف طعم التسامح إلا بعد أن انتصرت الوحدة على مؤامرة
الانفصال 94م.
كنا منقسمين جناحين مختلفين، جناح دخل الوحدة بعد أن انتصر في 13
يناير 1986م وما تلاه وظل رافضاً للتصالح والتسامح أو حتى مجرد حوار بل وشرط لتحقيق
الوحدة خروج قيادة الجناح المهزوم والذي نزح إلى ما كان يسمى بالشمال ودفع الثمن
غالياً جداً وجناح ظل ينادي بالحوار والتصالح لكن دون جدوى، لكن مع هذا وذاك كان
انتصار الوحدة 94م بوابة للتصالح والتسامح الحقيقي بين كل أبناء اليمن عامة
والجنوبيين خاصة ومنهم أصحاب السبعينيات، وهكذا نقول أن انتصار الوحدة بغض النظرات
رافقت ما بعد الانتصار بعض والتي لا ولن تقارن بالأخطاء السابقة.
اليوم نسمع
هناك وهناك دعاة للتغيير لكن هل أي تغيير يأتي أو يحصل بالفوضى والتخريب وإشعال نار
الفتن وقتل الناس بالهوية وتشويهم وتقطع بالطرقات وإحراق المحلات الخاصة والعامة من
أي عناصر كانت والتي تذكرنا بما كان وصار في السابق..
حتماً تلك الأساليب مرفوضة
ولن تجدي ثمارها ولا تخدم أي قضايا أو حقوق يطالب بها البعض أو حتى دعاة التغيير
ونقولها وسنقولها إننا ضد كل الأساليب التي تحصل وتجري هناك وهناك مهما كانت
الأسباب والأخطاء، لأنها دفعتنا الكثير والكثير ونعرف من دفع ثمنها الغالي.
أما
دون ذلك فإنه مقبول لما فيه المصلحة للوطن وأبنائه فلا يأتي أي تغيير بتلك الأساليب
التي تجري اليوم ونرى الفوضى والتخريب ونسمع عن دعاة من يزعمون أنفسهم وطنيون
وحدويون من أحزاب اللقاء المشترك يبررون ذلك، فأية وطنية ودماء الأبرياء بما فيهم
الأطفال تسفك وترفع الشعارات الزائفة، ونرى، فأي تغيير تتحدثون عنه في ظل ما يحصل
ويجري والله من وراء القصد.