الجفري
الذهبي" في الفن الأوروبي كما يطلق عليه المؤرخون كان عصر النهضة الإيطالي أو "العصر الذهبي"
في الفن الأوروبي كما يطلق عليه المؤرخون بمثابة الشعلة التي أنارت بصائر الفنانين
وأنارت خيالهم ووجدانهم في كل مكان ولا سيما في أسبانيا وفرنسا وألمانيا وانجلترا
وبلجيكا وهولندا، لقد كانت في كل هذه الدول نهضات منها ما كان يسمى "نهضة
مبكرة" في القرن الخامس عشر للميلاد كما حدث في إيطاليا والأراضي المنخفضة
وخاصة هولندا، وظهر في أسبانيا فن الباروك في آخر القرن السادس عشر للميلاد ونلاحظ
أن الفن الأسباني كان يحظى بمكانة رفيعة في التاريخ منذ أوائل القرن السابع عشر
للميلاد وبالرغم من أن أسبانيا قد وصلت إلى كونها قوة اقتصادية وسياسية في القرن
السادس عشر للميلاد ولكن إنتاجها في الفن لم يصل إلى هذه الدرجة آنذاك وجاءتها
القوة الدافعة من الخارج كالفن الإيطالي والفن الهولندي والفن البلجيكي ويعتبر
الفنان "استبان موريللو" من أشهر الفنانين الأسبان الذين عرفوا في التاريخ وقد تفوق
في رسم الأطفال المشردين وحياة الطبقات الفقيرة.
ولا يجب أن نحكم على لوحاته أو
أن نقيمها بنظراتنا وحياتنا الحالية ولكننا إذا عدنا إلى القرن السابع عشر لوجدنا
أن هذه النزعة في معالجة موضوعاته ولجوئه إلى رسم الطبقات الفقيرة تمثل اتجاهاً
جديداً أو ظاهرة فريدة في عصره والفنان موريللو ولد عام 1618م وتوفي عام 1682
أوتأثر بكثير من الفنانين الأوروبيين ولا سيما بالفنان "فان ديك" و"روبتر" ومن
الطبيعي أن يتأثر في بداية حياته بالفنانين الكبار كما شغف كذلك بروائع عصر النهضة
الإيطالية في القرن السادس عشر للميلاد ومن كل هذه المناهل والأساليب استطاع أن
يدخل عالم الإبداع الراقي بأسلوب مميز، لقد رأى معظم مؤرخي الفن أن النهج الفني
للفنان "موديللو" ذو ملامح أوروبية أكثر منه أسباني.
وعندما أسس أكاديمية الفنون
في أسبانيا عام 1660م تخرج على يديه المئات من شباب الفن الأسباني والأوروبي لقد
كان فناناً مرموقاً وتناول نقاد الفن لوحاته بالشرح والتحليل، إنه أحد القمم
الشامخة في تاريخ الإبداع الفني.