الشرجبي
اليوم عن الهموم والأوجاع والمعاناة وليكن اليوم هو بمثابة إجازة، فنحن بحاجة ماسة
لأن نرتاح ونتنفس الصعداء ونحاول أن ننسى همومنا ولو لأيام، أعلم أن الواقع يفرض
علينا أشياء لا نستطيع أن نتجاهلها ولكن عندما نتذكر أن الحياة قصيرة ندرك حينها أن
علينا أن نعيشها بحلوها ومرها معاً.
واليوم اخترت لكم موضوعاً أعجبني جداً وهو عبارة عن قصيدة لأم تعيش في
دار المسنين لنشر كل أحزانها بصوت الأمومة لولدها الذي رماها وتركها من أجل خاطر
زوجته التي رفضت العيش مع أمه، وبعد أن كابدت آلام الفراق والبعاد عن فلذة كبدها
كتبت هذه القصيدة والمحزن في الأمر أنها ماتت دون أن ترى ولدها، وها هو الابن يأتي
ليستلم جثمان والدته ليفاجأ بتلك القصيدة التي تقول فيها الأم.
يا مسندي قلبي
على الدوام يطريك ما غبت عن عيني وطيفك سمايا هذي ثلاث سنين والعين تبكيك ما شفت
زولك زايراًً يا ضنايا تذكر حياتي يوم أشيلك واداريك وألاعبك دايم تمشي وراي ترقد
على صوتي وحضني يدفيك ما غيرك أحد ساكن في حشايا وإذا مرضت أسهر بقربك واداريك من
ذوق طعم النوم صبح ومسايا ياما عطيتك من حناني وبعطيك تكبر وتكبر بالأمل يا منايا
لكن خسارة بعتني اليوم وشفيك واخلصت للزوجة وأنا لي شفايا أنا ادري أنها قاسية ما
تخليك قالت عجوز ما أبيها معايا خليتني وسط المصحة وأنا أرجيك هذا جزا المعروف وهذا
جزايا يا ليتني خدامة بين أيديك في زمان أشوفك كل يوم برضايا.
مشكور يا وليدي
ونشكر مساعيك وأدعي لك الله دايم بالهدايا حمدان يا حمدان أمك توصيك أخاف ما تلحق
تشوف الوصايا أوصيت دكتور المصحة بيعطيك رسالتي وحروفها في بكايا وإن مت لا تبخل
علي بدعاويك وأطلب لي الغفران وهذا رجايا وأمطر تراب القبر بدموع عينيك ما عاد
ينفعك الندم والنعايا لم استطع أن أتمالك نفسي واحبس دموع عيني من النزول، لأنها
أبيات مؤثرة فعلاً واقع تعانيه كثير من الأمهات وحتى الآباء.
فآباؤنا أوصانا
الله بهم خيراً، علينا أن نتحملهم ونصبر مثلما صبروا علينا، عموماً لا يتساوى
الأبناء فيهم الطيب والمحب وفيهم الأناني، المحب لنفسه.
المحزن في الأمر أكثر
اعتقاد الأم أن الابن بعد وفاتها سيمطر قبرها ندماً، ولكن مثل هؤلاء سيسعدون إذا
علموا أن هماً انزاح عن طريقهم وسيواصلون مشوار حياتهم كأن شيئاً لم يحدث، ومثل
هؤلاء كفانا الله شرهم وأبعدهم عن طريقنا.
عزيزي القارئ أعتقد بأن الهم بات
لصيقاً بي، لأني عندما حاولت أن أكتب لأبعدكم عن الهموم لم استطع، فوجدتني أكتب هم
ولكن من نوع آخر، لذا فليعذرني القراء.