أبو زيد
بن عبد القوي
بن عبد القوي
أصر زعيم الاثنى عشرية في الجوف
مبخوت كرشان على وجود نص من الله تعالى على 12 إماماً !!!! فقال : ( الزيدية يقولون
بأنها لمن شهر السيف وأنها محصورة في البطنين، وإخواننا أهل السنة يقولون بأن
الخلافة في قريش. .
نحن الشيعة الجعفرية نقول : لا هي في هذا ولا في ذلك،
وإنما هناك نص
من الله تبارك وتعالى في 12 إماما ) !!!! وقال : ( لم نجد أن الإمامة من الله بنص
قاطع إلا عند الشيعة الإمامية وأن الإمام المهدي هو المغيب. .
وبالتالي
فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم أن
يدعيها ) !!!! وقال : ( "الإمامة" مسألة مهمة جداً، وهي عند بقية المذاهب من وجهة
نظري مسألة غير منطقية لأنها تؤدي إلى الصراع والتنافس وكل يدعيها إلى الله.
وما
دام والأمر كذلك فعلى من يدعي الإمامة إلى الله أن يأتي بنص واضح. .
وأن تكون
الإمامة من الله بنص قاطع ) !!!! ( صحيفة الجمهور العدد 104 ) ولما كانت قضية
الإمامة الإلهية هي أهم مسألة في كتبهم القديمة والحديثة فسأطيل في إثبات بطلانها
ومن كتبهم أنفسهم وبطريقة جديدة وميسرة وقاصمة لكل دعاويهم الفارغة : الإمام ينكر
أنه إمام !!!! كان الكذابون يختلقون حكاية الإمامة الإلهية !!!! ويروجون بين الناس
هذه الحكاية دون علم الأئمة الذين نسبت إليهم الإمامة الإلهية !! وكان البعض يذهب
إلى الإمام المزعوم مباشرة ليسأله عن صحة ما يقال فيه فبماذا يجيب الإمام ؟!
استمعوا إلى الرواية في "أصول الكافي" 1/290 : ( عن سعيد السمان قال : كنت عند أبي
عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض
الطاعة ؟ قال : فقال : لا قال : فقالا له : قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي وتقر
وتقول به ونسميهم لك ، فلان وفلان ، وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذب فغضب أبو
عبد الله عليه السلام فقال : ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا.
)
فجعفر الصادق رضي الله عنه ينكر أنه إمام مفترض الطاعة بكل صراحة وهذا لا يعجب
الوضاعون الكذابون فماذا يعملون ؟! سيخترعون ويخترعون مزيداً من الأكاذيب في سبيل
عقيدة لا وجود لها في كتاب الله عز وجل ولا سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا
يقبل بها عاقل ومستحيلة حتى عند عباد الأوثان !! عقيدة آمن بها كرشان ومن معه فقال
: ( فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم
أن يدعيها ) !!!! فماذا نعمل يا كرشان ؟! أنبقى مدى الحياة بلا أئمة ننتظر خروج
الوهم المنتظر لأنه لا يجوز لأحد غيرهم أن يدعيها !!!! غفرانك ربنا من هذا الهراء
الذي ما سبقهم إليه أحد من العالمين !! وينكر أنه إمام !! مرة أخرى ينكر جعفر
الصادق رحمه الله تعالى أنه إمام عندما سأله الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عن
ذلك !! وهذه الحكاية في كتاب الاثنى عشرية الأول "الكافي" 8/28 ( عن حمران قال :
قال أبو عبد الله ( ع ) و ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إني سرت مع
أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على
حمار إلى جانبه فقال لي : يا أبا عبد الله قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا
الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك
فتغرينا بك وبهم قال : فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال : لي أتحلف على ما
تقول ؟ فقلت : إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك
فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم طويل
عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما
في شهر حرام في بلد حرام ، فعرفت أنه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعل الله عز وجل أن
يكفيك فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك
فسكت عني ) فنحن أمام أمرين لا ثالث لهما : إما أنه صادق فيما قال وهذا ما نقول به
ونعتقده في جعفر الصادق رحمه الله تعالى وإما أنه كذاب وحاشاه من ذلك وهذا ما
يعتقده الاثنى عشرية فيه !! وماذا سيعملون أمام هذه النصوص الواردة في كتبهم أنفسهم
والتي تكذب كل أقوالهم ؟! يرفض الإمامة والخلافة يقول كرشان ( لم نجد أن الإمامة من
الله بنص قاطع إلا عند الشيعة الإمامية وأن الإمام المهدي هو المغيب. .
وبالتالي
فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم أن
يدعيها ) !!!! وأقول له هل يجوز للإمام أن يرفضها عندما تعرض عليه ؟! إن كنت لا
تصدق يا كرشان فاستمع إلى ما يبطل كل عقيدتكم حول الإمامة الإلهية في هذه الرواية (
عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعا قال : لما انقضى أمر المخلوع - أي الأمين
الخليفة العباسي - واستوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا عليه السلام يستقدمه إلى
خراسان ، فاعتل عليه أبو الحسن عليه السلام بعلل ، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك
حتى علم أنه لا محيص له وأنه لا يكف عنه ، فخرج عليه السلام ولأبي جعفر عليه السلام
سبع سنين ، فكتب إليه المأمون : لا تأخذ على طريق الجبل وقم ، وخذ على طريق البصرة
والأهواز وفارس ، حتى وافى مرو ، فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر والخلافة ، فأبى
أبو الحسن عليه السلام ، قال : فولاية العهد ؟ فقال : على شروط أسألكها ، قال
المأمون له : سل ما شئت ، فكتب الرضا عليه السلام : أني داخل في ولاية العهد ؟ على
أن لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم
وتعفيني من ذلك كله ، فأجابه المأمون إلى ذلك كله ) !!!! ( المصدر السابق ص555 )
فهذا الإمام الثامن عندكم رفض أن يتقلد الإمامة والخلافة بعد أن عرضها عليه المأمون
ورضي بان يكون ولياً للعهد !!!! ولا ادري ماذا أقول لكم أكثر من ذلك !! وكيف تقبل
عقولكم بهذه العقيدة التي رفضها أئمتكم ؟! الإمام يتنازل عن الإمامة والخلافة وفوق
هذا كله لا أدري ماذا يقول كرشان في الإمام الثاني الحسن بن علي بن أبي طالب الذي
تنازل عن الإمامة والخلافة وسلمها لمعاوية بن أبي سفيان !!!! ماذا سيقولون عن فعله
هذا ؟! وإذا كانت الإمامة إلهية مثل النبوة فكيف جاز له التنازل عنها ؟! لن أطيل
لأني سبق وأن تحدثت عنها ولم أجد لهم أي جواب !!! الإمامة في آخر دقيقة العقيدة
الاثنى عشرية عقيدة تخريفية تلفيقية لا بد لتصديقها من تعطيل العقل نهائياً !!!!
لأن الذين اخترعوها مجموعة كبيرة من الكذابين المخرفين المنحرفين عن الدين !! لذلك
جاءت رواياتهم متناقضة يضرب بعضها بعضاً !!! وعلى سبيل المثال فقد جاءت مئات
الروايات عن الإمامة الإلهية وكلها متناقضة مختلقة ففي "أصول الكافي" 1/334 : ( عن
عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : يعرف الذي
بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه. ) !!!! ولكم أن تتخيلوا كيف
يستوعب أئمتهم كل العلوم في دقيقة واحدة !!!! بينما رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم
بقي 23 سنة يتلقى الوحي والعلم من أرحم الراحمين ليكتمل علمه !!! ومن المضحكات
المتناقضات أنه كذلك لا يعلم بأنه إمام من الأئمة إلا في آخر دقيقة كما تحكي
الرواية التي بعدها مباشرة : ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : الإمام
متى يعرف إمامته وينتهي الأمر إليه ؟ قال : في آخر دقيقة من حياة الأول ) !!!! وهذه
الرواية وإن كانت كغيرها باطلة عاطلة لكنها في كتابهم الأول !! هذه الرواية تبطل
قائمة الاثنى عشر التي زعم كرشان أنها ب( نص من الله تبارك وتعالى في 12 إماما )
!!!! هذه الرواية تقول لكرشان والاثنى عشرية لا تفترون على الله الكذب !! من الذي
يختار الأئمة ؟! يزعم كرشان والاثنى عشرية بأن الله عز وجل هو الذي اختار لنا
الأئمة الاثنى عشر !!!! لكن أعظم كتبهم يقول بغير ذلك !! ولن أطيل بالتعليق بل
سأسوق الرواية من كتاب "الكافي" 1/362 والتي يتحدث فيها الخليفة الراشد الحسن بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أخيه محمد بن علي فيقول له : (. . .
فاصطفى منكم
محمدا صلى الله عليه وآله واختار محمد عليا عليه السلام واختارني علي عليه السلام
بالإمامة واخترت أنا الحسين عليه السلام ، فقال له محمد بن علي : أنت إمام وأنت
وسيلتي إلى محمد صلى الله عليه وآله والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا
الكلام ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ولا تغيره نغمة الرياح ، كالكتاب
المعجم في الرق المنمنم أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت
به الرسل ، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ، ويد الكاتب ، حتى لا يجد قلما ، ويؤتوا
بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله ،
الحسين أعلمنا علما ، و أثقلنا حلما ، وأقربنا من رسول الله صلى الله عليه وآله
رحما ، كان فقيها قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله في أحد خيرا
ما اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله ، فلما اختار الله محمدا واختار محمد عليا
واختارك علي إماما واخترت الحسين ، سلمنا ورضينا ، من هو بغيره يرضى ومن غيره كنا
نسلم به من مشكلات أمرنا. ) !!!! فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحسب هذه الرواية
هو الذي اختار علياً رضي الله عنه وعلياً اختار الحسن رضي الله عنه والحسن اختار
الحسين رضي الله عنه !!!! فبطل النص الإلهي على الاثنى عشر !!! بل وتوقف حسب هذه
الرواية عند الإمام الثالث الحسين رضي الله عنه !! لذلك أقول لكم ألا تخجلون من هذه
التناقضات ؟! ألا تكفون عن هذه الخزعبلات ؟! ألا تشغلون أنفسكم بما ينفعكم يوم لا
ينفع مال ولا بنون ؟! اختير للإمامة لكنه مات !!!! زعم الإمامية بان الإمام العاشر
علي بن محمد رحمه الله تعالى قد نص على إمامة ابنه محمد بن علي ولكنه توفى في حياة
والده فماذا يعمل المفبركون الدجالون الوضاعون ؟! ماذا يعملون لينقذوا مذهبهم
المختلق من الضياع ؟! ماذا يعملون وقد ظهر للجميع أنهم كذابون مفترون ؟! استمعوا
إلى الرواية من "أصول الكافي" 1/387 : ( عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من بني هاشم
منهم الحسن ابن الحسن الأفطس أنهم حضروا - يوم توفي محمد بن علي بن محمد - باب أبي
الحسن يعزونه وقد بسط له في صحن داره والنساء جلوس حوله ، فقالوا : قدرنا أن يكون
حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ
نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب ، حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر
إليه أبو الحسن عليه السلام بعد ساعة فقال : يا بني أحدث لله عز وجل شكرا ، فقد
أحدث فيك أمرا ، فبكى الفتى وحمد الله واسترجع ، وقال : الحمد لله رب العالمين وأنا
أسأل الله تمام نعمه لنا فيك وإنا لله وإنا إليه راجعون ، فسألنا عنه ، فقيل : هذا
الحسن ابنه ، وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه
قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه.
) !! وسنشرح المقصود في الرواية
التالية.
بدا لله سبحانه وتعالى !! ليست هذه هي الحادثة الأولى التي تفضحهم
وتكشف باطلهم حول الاختيار الإلهي للاثنى عشر بل قد سبقها حادثة مماثلة لها !! حيث
زعموا بأن الله عز وجل قد اختار إسماعيل بن جعفر الصادق للإمامة فما الذي حدث ؟
تقول الرواية : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما
مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول : كأنهما أعني أبا جعفر وأبا
محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام وإن
قصتهما كقصتهما ، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل علي أبو
الحسن قبل أن أنطق فقال : نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه
السلام ما لم يكن يعرف له ، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله
وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون ، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي ، عنده علم ما
يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة ) ( المصدر السابق 1/388 ) فانظر ما في الرواية هذه من
كفر بواح !! انظر إلى الزندقة التي ينسبونها لمن يزعمون أنهم أئمتهم !! فالله عز
وجل كان قد اختار إسماعيل بن جعفر الصادق رحمه الله تعالى للإمامة وما كان يعلم
بأنه سيموت في حياة والده !!! فاختار بعد ذلك موسى بن جعفر رحمهم الله تعالى والذي
يزعمون أنه الإمام السابع !!! ثم مرة أخرى يختار الله عز وجل محمد بن علي بن محمد
رحمه الله تعالى ونفس الغلطة السابقة يقع فيها الخالق الجليل - قبح الله كل من يقول
بذلك - فيموت محمد بن علي ويختار بدلاً منه الإمام الحادي عشر الحسن بن علي رحمه
الله تعالى !!!! وعقيدة "البداء" هذه هي من أخبث عقائد الاثنى عشرية وهي ما سنفرد
لها حلقة منفصلة وكاملة.
وعلى العموم فهذه رواية وإن كانت كفرية لكنها تبطل دعوى
الاثنى عشرية حول القائمة المسبقة بأسماء الاثنى عشر !!! وتجعل كرشان يضرب أخماساً
في أسداس ويستعيذ من الوسواس الخناس!! إشارة جعفر إلى إسماعيل واستمع يا كرشان إلى
ما جاء في أهم كتاب للإمامية في الفرق للشيخ المتكلم الحسن ابن موسى النوبختي حيث
يحكي ما جرى بسبب القول بإمامة إسماعيل بن جعفر فيقول في ص63-64 من كتابه "فرق
الشيعة" : ( وأما الفرقة الأخرى من أصحاب أبي جعفر محمد ابن علي عليه السلام فنزلت
إلى القول بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فلم تزل ثابتة على إمامته
أيام حياته غير نفر منهم يسير فإنهم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل
ثم مات إسماعيل في حياة أبيه رجعوا عن إمامة جعفر وقالوا كذبنا ولم يكن إماماً لأن
الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون وحكموا على جعفر أنه قال أن الله عز وجل بدا له
في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشيئة من الله وقالوا هذا باطل لا يجوز ) مع
إيماننا ببراءة جعفر الصادق رضي الله عنه من هذه العقيدة الخبيثة عقيدة "البداء"
وأن الذين افتروها هم الذين افتروا عقيدة الإمامة الإلهية نفسها !! وقد سقت هذه
الحكاية لتعلم يا أستاذ كرشان أن الإمامة الإلهية المنصوصة باثنى عشر لا وجود لها
في القرن الأول والثاني الهجريين وإنما اخترعت عندما مات الحسن بن علي العسكري -
الإمام الحادي عشر - بلا عقب !!! فاخترعوا له ولداً غاب في السرداب ولا زال حياً
إلى اليوم !!! وهو الإمام الثاني عشر !!!! وصاحب هذا الاختراع هو الباب الأول
الزيات !!! وأصبح للوهم المنتظر 4 أبواب أثناء الغيبة الصغرى !!!! وغاب الإمام
الوهم الثاني عشر عندما مات الباب الرابع عام 329ه ويسمونها الغيبة الكبرى !!!
وهكذا تخريف في تخريف !!! مما سنتحدث عنه وعن تفاصيله في موضوع منفصل.
مقالة
زيدية في الرافضة الإمامية نقل شيخ الإمامية الحسن بن موسى النوبختي في كتابه "فرق
الشيعة" ص64-66 قول سليمان بن جرير أحد أئمة الزيدية في الرافضة الإمامية والتي
تحدث فيها عن عقيدة "البداء والتقية" فقال سليمان ما نصه : ( إن أئمة الرافضة وضعوا
لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبداً وهما القول بالبداء
وإجازة التقية فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من
رعيتها بالعلم فيما كان ويكون والأخبار بما يكون في غد وقالوا شيعتهم أنه سيكون في
غد وفي غابر الأيام كذا وكذا فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم : ألم
نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله عز وجل ما علمته الأنبياء وبيننا وبين
الله عز وجل مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن الله ما علمت وإن لم يكن
ذلك الشيء الذي قالوا أنه يكون على ما قالوا قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك بكونه
وأما التقية فإنه لما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم في الحلال والحرام وغير ذلك من
صنوف أبواب الدين فأجابوا فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوهم وكتبوه ودونوه ولم
يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات لأن مسائلهم لم ترد في يوم
واحد ولا في شهر واحد بل في سنين متباعدة وأشهر متباينة وأوقات متفرقة فوقع في
أيديهم في المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة وفي مسائل مختلفة أجوبة متفقة
فلما وقفوا على ذلك منهم ردوا إليهم هذا الاختلاف والتخليط في جواباتهم وسألوهم عنه
وأنكروه عليهم فقالوا من أين هذا الاختلاف وكيف جاز ذلك قالت لهم أئمتهم إنما أجبنا
بهذا للتقية ولنا أن نجيب بما أحببنا وكيف شئنا لأن ذلك إلينا ونحن نعلم بما يصلحكم
وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم وكف عدوكم عنا وعنكم فمتى يظهر من هؤلاء على كذب ومتى يعرف
لهم حق من باطل ) وأكتفي بما قال وموعدنا غداً إن شاء الله تعالى في المناظرة
الخامسة والله الموفق.
writerw1@hotmail. com
مبخوت كرشان على وجود نص من الله تعالى على 12 إماماً !!!! فقال : ( الزيدية يقولون
بأنها لمن شهر السيف وأنها محصورة في البطنين، وإخواننا أهل السنة يقولون بأن
الخلافة في قريش. .
نحن الشيعة الجعفرية نقول : لا هي في هذا ولا في ذلك،
وإنما هناك نص
من الله تبارك وتعالى في 12 إماما ) !!!! وقال : ( لم نجد أن الإمامة من الله بنص
قاطع إلا عند الشيعة الإمامية وأن الإمام المهدي هو المغيب. .
وبالتالي
فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم أن
يدعيها ) !!!! وقال : ( "الإمامة" مسألة مهمة جداً، وهي عند بقية المذاهب من وجهة
نظري مسألة غير منطقية لأنها تؤدي إلى الصراع والتنافس وكل يدعيها إلى الله.
وما
دام والأمر كذلك فعلى من يدعي الإمامة إلى الله أن يأتي بنص واضح. .
وأن تكون
الإمامة من الله بنص قاطع ) !!!! ( صحيفة الجمهور العدد 104 ) ولما كانت قضية
الإمامة الإلهية هي أهم مسألة في كتبهم القديمة والحديثة فسأطيل في إثبات بطلانها
ومن كتبهم أنفسهم وبطريقة جديدة وميسرة وقاصمة لكل دعاويهم الفارغة : الإمام ينكر
أنه إمام !!!! كان الكذابون يختلقون حكاية الإمامة الإلهية !!!! ويروجون بين الناس
هذه الحكاية دون علم الأئمة الذين نسبت إليهم الإمامة الإلهية !! وكان البعض يذهب
إلى الإمام المزعوم مباشرة ليسأله عن صحة ما يقال فيه فبماذا يجيب الإمام ؟!
استمعوا إلى الرواية في "أصول الكافي" 1/290 : ( عن سعيد السمان قال : كنت عند أبي
عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض
الطاعة ؟ قال : فقال : لا قال : فقالا له : قد أخبرنا عنك الثقات أنك تفتي وتقر
وتقول به ونسميهم لك ، فلان وفلان ، وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذب فغضب أبو
عبد الله عليه السلام فقال : ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا.
)
فجعفر الصادق رضي الله عنه ينكر أنه إمام مفترض الطاعة بكل صراحة وهذا لا يعجب
الوضاعون الكذابون فماذا يعملون ؟! سيخترعون ويخترعون مزيداً من الأكاذيب في سبيل
عقيدة لا وجود لها في كتاب الله عز وجل ولا سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا
يقبل بها عاقل ومستحيلة حتى عند عباد الأوثان !! عقيدة آمن بها كرشان ومن معه فقال
: ( فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم
أن يدعيها ) !!!! فماذا نعمل يا كرشان ؟! أنبقى مدى الحياة بلا أئمة ننتظر خروج
الوهم المنتظر لأنه لا يجوز لأحد غيرهم أن يدعيها !!!! غفرانك ربنا من هذا الهراء
الذي ما سبقهم إليه أحد من العالمين !! وينكر أنه إمام !! مرة أخرى ينكر جعفر
الصادق رحمه الله تعالى أنه إمام عندما سأله الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عن
ذلك !! وهذه الحكاية في كتاب الاثنى عشرية الأول "الكافي" 8/28 ( عن حمران قال :
قال أبو عبد الله ( ع ) و ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إني سرت مع
أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على
حمار إلى جانبه فقال لي : يا أبا عبد الله قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا
الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك
فتغرينا بك وبهم قال : فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال : لي أتحلف على ما
تقول ؟ فقلت : إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك
فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم طويل
عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما
في شهر حرام في بلد حرام ، فعرفت أنه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعل الله عز وجل أن
يكفيك فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك
فسكت عني ) فنحن أمام أمرين لا ثالث لهما : إما أنه صادق فيما قال وهذا ما نقول به
ونعتقده في جعفر الصادق رحمه الله تعالى وإما أنه كذاب وحاشاه من ذلك وهذا ما
يعتقده الاثنى عشرية فيه !! وماذا سيعملون أمام هذه النصوص الواردة في كتبهم أنفسهم
والتي تكذب كل أقوالهم ؟! يرفض الإمامة والخلافة يقول كرشان ( لم نجد أن الإمامة من
الله بنص قاطع إلا عند الشيعة الإمامية وأن الإمام المهدي هو المغيب. .
وبالتالي
فالحق الإلهي في الإمامة هي لاثنى عشر إماماً، ولا يمكن بل لا يجوز لأحد غيرهم أن
يدعيها ) !!!! وأقول له هل يجوز للإمام أن يرفضها عندما تعرض عليه ؟! إن كنت لا
تصدق يا كرشان فاستمع إلى ما يبطل كل عقيدتكم حول الإمامة الإلهية في هذه الرواية (
عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعا قال : لما انقضى أمر المخلوع - أي الأمين
الخليفة العباسي - واستوى الأمر للمأمون كتب إلى الرضا عليه السلام يستقدمه إلى
خراسان ، فاعتل عليه أبو الحسن عليه السلام بعلل ، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك
حتى علم أنه لا محيص له وأنه لا يكف عنه ، فخرج عليه السلام ولأبي جعفر عليه السلام
سبع سنين ، فكتب إليه المأمون : لا تأخذ على طريق الجبل وقم ، وخذ على طريق البصرة
والأهواز وفارس ، حتى وافى مرو ، فعرض عليه المأمون أن يتقلد الأمر والخلافة ، فأبى
أبو الحسن عليه السلام ، قال : فولاية العهد ؟ فقال : على شروط أسألكها ، قال
المأمون له : سل ما شئت ، فكتب الرضا عليه السلام : أني داخل في ولاية العهد ؟ على
أن لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم
وتعفيني من ذلك كله ، فأجابه المأمون إلى ذلك كله ) !!!! ( المصدر السابق ص555 )
فهذا الإمام الثامن عندكم رفض أن يتقلد الإمامة والخلافة بعد أن عرضها عليه المأمون
ورضي بان يكون ولياً للعهد !!!! ولا ادري ماذا أقول لكم أكثر من ذلك !! وكيف تقبل
عقولكم بهذه العقيدة التي رفضها أئمتكم ؟! الإمام يتنازل عن الإمامة والخلافة وفوق
هذا كله لا أدري ماذا يقول كرشان في الإمام الثاني الحسن بن علي بن أبي طالب الذي
تنازل عن الإمامة والخلافة وسلمها لمعاوية بن أبي سفيان !!!! ماذا سيقولون عن فعله
هذا ؟! وإذا كانت الإمامة إلهية مثل النبوة فكيف جاز له التنازل عنها ؟! لن أطيل
لأني سبق وأن تحدثت عنها ولم أجد لهم أي جواب !!! الإمامة في آخر دقيقة العقيدة
الاثنى عشرية عقيدة تخريفية تلفيقية لا بد لتصديقها من تعطيل العقل نهائياً !!!!
لأن الذين اخترعوها مجموعة كبيرة من الكذابين المخرفين المنحرفين عن الدين !! لذلك
جاءت رواياتهم متناقضة يضرب بعضها بعضاً !!! وعلى سبيل المثال فقد جاءت مئات
الروايات عن الإمامة الإلهية وكلها متناقضة مختلقة ففي "أصول الكافي" 1/334 : ( عن
عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول : يعرف الذي
بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه. ) !!!! ولكم أن تتخيلوا كيف
يستوعب أئمتهم كل العلوم في دقيقة واحدة !!!! بينما رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم
بقي 23 سنة يتلقى الوحي والعلم من أرحم الراحمين ليكتمل علمه !!! ومن المضحكات
المتناقضات أنه كذلك لا يعلم بأنه إمام من الأئمة إلا في آخر دقيقة كما تحكي
الرواية التي بعدها مباشرة : ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : الإمام
متى يعرف إمامته وينتهي الأمر إليه ؟ قال : في آخر دقيقة من حياة الأول ) !!!! وهذه
الرواية وإن كانت كغيرها باطلة عاطلة لكنها في كتابهم الأول !! هذه الرواية تبطل
قائمة الاثنى عشر التي زعم كرشان أنها ب( نص من الله تبارك وتعالى في 12 إماما )
!!!! هذه الرواية تقول لكرشان والاثنى عشرية لا تفترون على الله الكذب !! من الذي
يختار الأئمة ؟! يزعم كرشان والاثنى عشرية بأن الله عز وجل هو الذي اختار لنا
الأئمة الاثنى عشر !!!! لكن أعظم كتبهم يقول بغير ذلك !! ولن أطيل بالتعليق بل
سأسوق الرواية من كتاب "الكافي" 1/362 والتي يتحدث فيها الخليفة الراشد الحسن بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أخيه محمد بن علي فيقول له : (. . .
فاصطفى منكم
محمدا صلى الله عليه وآله واختار محمد عليا عليه السلام واختارني علي عليه السلام
بالإمامة واخترت أنا الحسين عليه السلام ، فقال له محمد بن علي : أنت إمام وأنت
وسيلتي إلى محمد صلى الله عليه وآله والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا
الكلام ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ولا تغيره نغمة الرياح ، كالكتاب
المعجم في الرق المنمنم أهم بإبدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت
به الرسل ، وإنه لكلام يكل به لسان الناطق ، ويد الكاتب ، حتى لا يجد قلما ، ويؤتوا
بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله ،
الحسين أعلمنا علما ، و أثقلنا حلما ، وأقربنا من رسول الله صلى الله عليه وآله
رحما ، كان فقيها قبل أن يخلق ، وقرأ الوحي قبل أن ينطق ، ولو علم الله في أحد خيرا
ما اصطفى محمدا صلى الله عليه وآله ، فلما اختار الله محمدا واختار محمد عليا
واختارك علي إماما واخترت الحسين ، سلمنا ورضينا ، من هو بغيره يرضى ومن غيره كنا
نسلم به من مشكلات أمرنا. ) !!!! فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحسب هذه الرواية
هو الذي اختار علياً رضي الله عنه وعلياً اختار الحسن رضي الله عنه والحسن اختار
الحسين رضي الله عنه !!!! فبطل النص الإلهي على الاثنى عشر !!! بل وتوقف حسب هذه
الرواية عند الإمام الثالث الحسين رضي الله عنه !! لذلك أقول لكم ألا تخجلون من هذه
التناقضات ؟! ألا تكفون عن هذه الخزعبلات ؟! ألا تشغلون أنفسكم بما ينفعكم يوم لا
ينفع مال ولا بنون ؟! اختير للإمامة لكنه مات !!!! زعم الإمامية بان الإمام العاشر
علي بن محمد رحمه الله تعالى قد نص على إمامة ابنه محمد بن علي ولكنه توفى في حياة
والده فماذا يعمل المفبركون الدجالون الوضاعون ؟! ماذا يعملون لينقذوا مذهبهم
المختلق من الضياع ؟! ماذا يعملون وقد ظهر للجميع أنهم كذابون مفترون ؟! استمعوا
إلى الرواية من "أصول الكافي" 1/387 : ( عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من بني هاشم
منهم الحسن ابن الحسن الأفطس أنهم حضروا - يوم توفي محمد بن علي بن محمد - باب أبي
الحسن يعزونه وقد بسط له في صحن داره والنساء جلوس حوله ، فقالوا : قدرنا أن يكون
حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ
نظر إلى الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب ، حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر
إليه أبو الحسن عليه السلام بعد ساعة فقال : يا بني أحدث لله عز وجل شكرا ، فقد
أحدث فيك أمرا ، فبكى الفتى وحمد الله واسترجع ، وقال : الحمد لله رب العالمين وأنا
أسأل الله تمام نعمه لنا فيك وإنا لله وإنا إليه راجعون ، فسألنا عنه ، فقيل : هذا
الحسن ابنه ، وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنه
قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه.
) !! وسنشرح المقصود في الرواية
التالية.
بدا لله سبحانه وتعالى !! ليست هذه هي الحادثة الأولى التي تفضحهم
وتكشف باطلهم حول الاختيار الإلهي للاثنى عشر بل قد سبقها حادثة مماثلة لها !! حيث
زعموا بأن الله عز وجل قد اختار إسماعيل بن جعفر الصادق للإمامة فما الذي حدث ؟
تقول الرواية : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما
مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول : كأنهما أعني أبا جعفر وأبا
محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام وإن
قصتهما كقصتهما ، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل علي أبو
الحسن قبل أن أنطق فقال : نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه
السلام ما لم يكن يعرف له ، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله
وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون ، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي ، عنده علم ما
يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة ) ( المصدر السابق 1/388 ) فانظر ما في الرواية هذه من
كفر بواح !! انظر إلى الزندقة التي ينسبونها لمن يزعمون أنهم أئمتهم !! فالله عز
وجل كان قد اختار إسماعيل بن جعفر الصادق رحمه الله تعالى للإمامة وما كان يعلم
بأنه سيموت في حياة والده !!! فاختار بعد ذلك موسى بن جعفر رحمهم الله تعالى والذي
يزعمون أنه الإمام السابع !!! ثم مرة أخرى يختار الله عز وجل محمد بن علي بن محمد
رحمه الله تعالى ونفس الغلطة السابقة يقع فيها الخالق الجليل - قبح الله كل من يقول
بذلك - فيموت محمد بن علي ويختار بدلاً منه الإمام الحادي عشر الحسن بن علي رحمه
الله تعالى !!!! وعقيدة "البداء" هذه هي من أخبث عقائد الاثنى عشرية وهي ما سنفرد
لها حلقة منفصلة وكاملة.
وعلى العموم فهذه رواية وإن كانت كفرية لكنها تبطل دعوى
الاثنى عشرية حول القائمة المسبقة بأسماء الاثنى عشر !!! وتجعل كرشان يضرب أخماساً
في أسداس ويستعيذ من الوسواس الخناس!! إشارة جعفر إلى إسماعيل واستمع يا كرشان إلى
ما جاء في أهم كتاب للإمامية في الفرق للشيخ المتكلم الحسن ابن موسى النوبختي حيث
يحكي ما جرى بسبب القول بإمامة إسماعيل بن جعفر فيقول في ص63-64 من كتابه "فرق
الشيعة" : ( وأما الفرقة الأخرى من أصحاب أبي جعفر محمد ابن علي عليه السلام فنزلت
إلى القول بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فلم تزل ثابتة على إمامته
أيام حياته غير نفر منهم يسير فإنهم لما أشار جعفر بن محمد إلى إمامة ابنه إسماعيل
ثم مات إسماعيل في حياة أبيه رجعوا عن إمامة جعفر وقالوا كذبنا ولم يكن إماماً لأن
الإمام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون وحكموا على جعفر أنه قال أن الله عز وجل بدا له
في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشيئة من الله وقالوا هذا باطل لا يجوز ) مع
إيماننا ببراءة جعفر الصادق رضي الله عنه من هذه العقيدة الخبيثة عقيدة "البداء"
وأن الذين افتروها هم الذين افتروا عقيدة الإمامة الإلهية نفسها !! وقد سقت هذه
الحكاية لتعلم يا أستاذ كرشان أن الإمامة الإلهية المنصوصة باثنى عشر لا وجود لها
في القرن الأول والثاني الهجريين وإنما اخترعت عندما مات الحسن بن علي العسكري -
الإمام الحادي عشر - بلا عقب !!! فاخترعوا له ولداً غاب في السرداب ولا زال حياً
إلى اليوم !!! وهو الإمام الثاني عشر !!!! وصاحب هذا الاختراع هو الباب الأول
الزيات !!! وأصبح للوهم المنتظر 4 أبواب أثناء الغيبة الصغرى !!!! وغاب الإمام
الوهم الثاني عشر عندما مات الباب الرابع عام 329ه ويسمونها الغيبة الكبرى !!!
وهكذا تخريف في تخريف !!! مما سنتحدث عنه وعن تفاصيله في موضوع منفصل.
مقالة
زيدية في الرافضة الإمامية نقل شيخ الإمامية الحسن بن موسى النوبختي في كتابه "فرق
الشيعة" ص64-66 قول سليمان بن جرير أحد أئمة الزيدية في الرافضة الإمامية والتي
تحدث فيها عن عقيدة "البداء والتقية" فقال سليمان ما نصه : ( إن أئمة الرافضة وضعوا
لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبداً وهما القول بالبداء
وإجازة التقية فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلوا أنفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من
رعيتها بالعلم فيما كان ويكون والأخبار بما يكون في غد وقالوا شيعتهم أنه سيكون في
غد وفي غابر الأيام كذا وكذا فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم : ألم
نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله عز وجل ما علمته الأنبياء وبيننا وبين
الله عز وجل مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن الله ما علمت وإن لم يكن
ذلك الشيء الذي قالوا أنه يكون على ما قالوا قالوا لشيعتهم بدا لله في ذلك بكونه
وأما التقية فإنه لما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم في الحلال والحرام وغير ذلك من
صنوف أبواب الدين فأجابوا فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوهم وكتبوه ودونوه ولم
يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد وتفاوت الأوقات لأن مسائلهم لم ترد في يوم
واحد ولا في شهر واحد بل في سنين متباعدة وأشهر متباينة وأوقات متفرقة فوقع في
أيديهم في المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة وفي مسائل مختلفة أجوبة متفقة
فلما وقفوا على ذلك منهم ردوا إليهم هذا الاختلاف والتخليط في جواباتهم وسألوهم عنه
وأنكروه عليهم فقالوا من أين هذا الاختلاف وكيف جاز ذلك قالت لهم أئمتهم إنما أجبنا
بهذا للتقية ولنا أن نجيب بما أحببنا وكيف شئنا لأن ذلك إلينا ونحن نعلم بما يصلحكم
وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم وكف عدوكم عنا وعنكم فمتى يظهر من هؤلاء على كذب ومتى يعرف
لهم حق من باطل ) وأكتفي بما قال وموعدنا غداً إن شاء الله تعالى في المناظرة
الخامسة والله الموفق.
writerw1@hotmail. com