الجفري
التي تعاقب المفكرون والفلاسفة على بحثها مع الحق والخير الجمال قيمة من قيم الفكر
الإنساني التي تعاقب المفكرون والفلاسفة على بحثها مع الحق والخير حتى أضحى ثالوث
الحق والخير والجمال من المناهج الأساسية التي لم تخلوا منها فلسفة أو يتجاهلها
مفكر، وأصبحت هذه القيمة قضية قانونية تؤرق جيلنا المعاصر الذي يتساءل كيف يمكن أن
نحمي هذه القيمة من العبث والتشويه؟.
ويتناول علم الجمال الكيف لا الكم
ويركز على المضمون دون تجاهل للشكل ويستند في أهم عناصره إلى الإدراك الحي، إذ أن
كلمة الجمال تعرف باسم "الاستيطقا" وهي كلمة يونانية معناها إدراك حسي يتحول إلى
تذوق يثير تساؤلات حول القواعد التي يمكن تطبيقها ليكون حكمنا بأن هذا الشيء جميل
أو قبيح حكماً صائباً وليس معنى ذلك أن كل إدراك حسي يرتبط بالجمال، إذ أن الإحساس
بالجمال يقتضي تمييزاً للأشياء التي يمكن وصفها به وفقاً لتصور مفترض عن عناصر هذا
الجمال ولذا فإن علم الجمال علم معياري يبحث عن الشروط التي يمكن أن تتوفر في شيء
ما ليكون جميلاً أو بمعنى آخر تحليل الوعي بالجمال تحليلاً فلسفياً يرد الإدراك إلى
المقاييس التي أسند إليها الحكم بالجمال ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال وسيلة
تعبر عن الوعي بالجمال تعبيراً يمكن إخضاعه لهذه المقاييس والفن هو الوسيلة التي
يعبر بها الإنسان عن وعيه بالجمال، ومن هنا يرتبط الفن بالجمال أو بمعنى أدق إن
الفن هو جوهر علم الجمال وقد أدى الاهتمام بالفن المعبر عن الطبيعة إلى نشأة علم
البيئة الذي يبحث في مدى التأثير المتبادل بين البيئة وهي لا تعدو أن تكون مساحة من
الأرض تتشابه أحوالها الطبيعية أو مجموعات النباتات والحيوانات التي تعيش فيها وبين
الكائنات الحية الموجودة في هذه البيئة وفي محاولة لتحديد مدى ذلك التأثير تؤدي
النظرية الجمالية دوراً هاماً في الحفاظ عليها لهذا علينا الاهتمام بكل ما هو جميل
في البيئة.