الجفري
الأوروبية موضوعاً تناول البحث فيه الكثيرون من الدارسين كان أثر الخط العربي في
الفنون الأوروبية موضوعاً تناول البحث فيه الكثيرون من الدارسين والمؤرخين
الأوروبيين منذ أوائل القرن التاسع عشر للميلاد، ولقد ساعد على انتقال الخط العربي
إلى الفنون الأوروبية نفس العوامل التي ساعدت على انتقال المظاهر الإسلامية الفنية
المختلفة، وكان كل من العالمين العربي والأوروبي متجاورين متقابلين على
جانبي البحر الأبيض المتوسط، وقد أدى ذلك بطبيعة الحال إلى الاحتكاك المباشر وغير
المباشر بينهما وكان من أثره تبادل التأثير المختلف الذي انتقل عن طريق السفراء
والهدايا المتبادلة، والتجار والرحالة والمغامرين الجنود والعلماء وغيرهم، ولقد
استقر المسلمون في بعض مناطق أوروبا فترات من الزمن أحياناً بضعة قرون مما أدى إلى
أزدها الحضارة والفنون العربية والإسلامية فيها.
وأهم هذه المناطق هي اسبانيا
وصقلية وجنوب ايطاليا ودول البلقان، ولقد كانت هذه المناطق سواء في أثناء قيام حكم
العرب أو بعد زواله مراكز إشعاع للحضارة العربية إلى مختلف أنحاء القارة
الأوروبية.
وكان الخط العربي من أهم ما أستدعى أنظار الأوروبيين في مجال الفنون
الإسلامية لأسباب كثيرة منها قيمته التشكيلية الفريد وميزته الجمالية والتشكيلية،
ولقد تيسر انتقال الخط العربي إلى أوروبا والتي راجت سوقها باعتبارها كنوراً عملية
وأدبية وفنية، كما لعبت تحف الفنون التطبيقية دوراً هاماً في نقل الخط العربي إلى
أوروبا وذلك لما تميز به الخط العربي على هذا التحف من طابع تشكيلي يلفت الأنظار
وقد أقبل على شرائها أثرياء أوروبا لجودتها ودليلاً على تمتعهم بالحس الفني وتقدير
الجمال.