الحزمي
المقولة والتي اتضح لنا حقيقة أنها ليست حديث ، وكما سمعنا من إن أحدهم ذهب إلى
المفتى العمراني وسأله عن راوي حديث النظافة من الإيمان فأجابه : البلدية ، وهذا
لأنه ليس بحديث ولم يرد في أي من الصحيحين ولا غيرهما من الرواة والله اعلم ، فنحن
درسنا في المنهج القديم في كتاب الصف الثالث والرابع الأساسي قديما وكان يكتب على
الصفحة الأولى
من كتاب الإسلامية النظافة من الإيمان ويكتب تحته حديث شريف ، ولكن هو منهج قديم
وقد تغير منذ سنين والعذر عند المسؤولين يومها لأنه لم يكن تطور في التكنولوجيا
تسمح لهم بالاطلاع والمعرفة إن كان حديث أم لا .
اليوم سأتحدث عن النظافة
وهي ليست النظافة الروحية بقدر ما نريد أن نرى النظافة الجسدية والتي تظهر على
شوارعنا وأمام منازلنا وفي أسواقنا والأماكن العامة ، فمن جهود عمال النظافة والذين
يستحقون منا كل الشكر والتقدير لما يقومون به من عمل ويقتاتون الفتات بل وهناك من
يقاسمهم رواتبهم الضئيلة ، فتجدهم يجمعون قوارير المياه الفارغة وعلب المشروبات
المعدنية من اجل بيعها ، وعادة ما تجد في سيارة القمامة الأكياس مربوطة بجانبها فلا
تدري هل تضحك أم تبكي على حال هؤلاء ؟؟!! وإذا كانت بعض المناطق التي تتميز
بالنظافة فهذا يدل على جهود القائمين على العمال ودور المجالس المحلية والمشرفين ،
ولعل ما حصل قبل أيام في عدن من خلال إضراب عمال النظافة عن العمل وما ترتب عن ذلك
من آثار ، يجعلنا نشد على أيدي عمال النظافة للعمل دوماً بضمير وأن يعلم كل واحد
فيهم ان الله فوق الجميع وانه هو الرزاق ذي القوة المتين ، وإذا حصل هناك أي ظلم
لهم فان الحق لهم بالمرصاد ولكل ظالم نهاية .
في مديرية الاصبحي وبالتحديد في
السوق الكائن جوار جولة بيت بوس ، هناك في سوق القات تتكدس القمامة بكميات كبيرة
تدعو للاستغراب والتساؤل عن العاملين هناك ، ومن المعلوم أن في أسواق القات يدفع
المقاوتة ومن يعملون في بيع القات يوميا للمنظفين من اجل ان يقوموا بتنظيف المخلفات
التي يتركونها من أكياس وأوراق والعلب المليئة بالمياه الصفراء التي يكون سببها عدم
وجود حمامات ،وإذا كان دور المجلس المحلي يقتصر على بعض الأشياء فقط فحري بالقائمين
هناك بالنظر في نظافة السوق وما جاوره فالقمامة تتكدس هناك بشكل كبير وأحيانا يكون
رفعها كالمواسم أما في الأسبوع وأحيانا في النصف شهر وأحيانا أخرى في شهر ، ولكم أن
تتخيلوا كم من المخلفات التي تتجمع وتشكل بيئة مناسبة للبعوض والذي يقوم بنقل
الأمراض في حال منّ الله تعالى بالأمطار أو حتى فاضت إحدى المجاري المجاورة أو
انكسرت ماسورة مياه أو غيرها .
وإذا كانت النظافة هي عنوان المسلم وهي الميزة
الأجمل لكل المسلمين في كل بقاع الأرض اذ ان المسلم نظيف بكل ادابه وتصرفاته
اليومية والحياتيه، فتجده نظيف الملبس والجسم ، بل ويحاول ان يعمل على ان يجعل
النظافة شعاره في منزله وفي حارته وفي شارعه وفي مدينته ووطنه ، ولكن البعض تعود
على الاستحمام في الشهر مره ، فتجده يرمي اوراق القات في كل مكان جلس فيه ، ويرمي
علب المياه من الشباك ويخرج القات من فمه الى الشارع ، وهكذا يصبح الشارع هو المكان
المناسب لرمي القمامة من وجهة نظره ، والنظافة تجعل من الواجب علينا جميعا ان نكون
حريصين عليها في كل أمور الحياة ابتداءً من الجسم والملبس والمأكل والمشرب ومحافظين
على نظافة وطننا ، وليس العكس ان تجد احدهم يخرج القمامة من منزله ويضعها أمام منزل
جاره ، ولا رقيب ولا حسيب ، ولا يقبل حتى النصح أن نصحته بل ويعتبرك جاهلا ويقول لك
الشارع كله قمامة وأنت ترد عليه بقولك وهل الشارع ناقص؟؟.
وقفة للتأمل: من قصص
المسلم النظيف حدث في الجامعة الأمريكية في بيروت أن خرج أحد الدكاترة الأميركيين
من محاضرة وهو مسيحي فوجد طالب سوداني يتوضأ ، فقال له الدكتور : ألن تتوقفوا عن
هذه القذارة ؟؟ فأجابه الطالب : اجبني بالله عليك يا دكتور وسأقول لك متى سنتوقف ،
أنت يا دكتورنا العزيز كم تغسل وجهك في اليوم مرة؟ فأجاب الدكتور: مرتين بالطبع
إحداهما حين استيقظ من النوم والأخرى حين اذهب إلى النوم .
فقال له الطالب : أما
أنا فأغسل رجلي في اليوم الواحد خمس مرات وفي كل مرة اغسلها ثلاثا ، فبالله عليك
أيهما أنظف رجلي أم وجهك ؟؟ فاندهش الدكتور من رد هذا الطالب وأعجبته ثقته بدينه
فأشهر إسلامه.