الجفري
تكميلية أو كمالية بل أصبح فناً له تقاليده العريقة وإمكاناته لم يعد الديكور المسرحي مجرد
زخارف تكميلية أو كمالية بل أصبح فناً له تقاليده العريقة وإمكاناته التعبيرية
الكبيرة وتتمثل الوظيفة الدرامية والفنية التي يقوم بها الديكور المسرحي في مساعدة
المشاهد على تصور البيئة التي ينبع منها الحدث الدرامي وذلك من خلال كل الموجودات
المرئية والمسموعة على خشبة المسرح وأحياناً تمتد لتشمل قاعة المشاهدين
أيضاً، وقد اعتمد المسرح الإغريقي القديم "اليوناني" في إقامة الديكور المسرحي على
أساس معماري بحت مع تطور الحائط الخلفي بأبوابه الثلاثة واستخدام بعض المناظر
المرسومة التي نبغ فيها.
فيترفيوس" في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد
و"بولاكس في القرن الثاني قبل الميلاد اللذان سجلا في كتاباتهما المعلومات عن
المسرح القديم ،فمنذ القرن الخامس قبل الميلاد شرع فنانو المسرح في استخدام
الجزئيات المرسومة والمطلية مثل الصخور والمناظر المرسومة على ستائر الخشب مما كانت
هذه المناظر توحي بالعمق كما استخدم الإغريق أيضاً نظاماً أكثر تعقيداً من هذا تمثل
في الستائر المرسومة الموضوعة وراء بعضها بحيث تقسم خشبة المسرح إلى أجزاء وفي عصر
النهضة أصبح الديكور المسرحي خليط من المسرح الإغريقي والمسرح الروماني ومسرح
الفنون المستحدثة كالعروض الراقصة والغنائية ثم البالية "الرقص التعبيري" الذي ظهر
في القرن الخامس عشر وقد ظهرت الحاجة إلى تطور الديكور المسرحي مع ظهور المخرجين
المسرحيين ومع انتقال العالم من القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين ، وفي يومنا
هذا أصبح الديكور المسرحي مهماً جداً لأنه شارك في إخصاب اللغة المسرحية وأظهر
أبعاداً جديدة في النص الدرامي والدليل على أهمية الديكور المسرحي أن معظم المخرجين
الكبار يصروا على تصميم الديكور بأنفسهم، وانضم إليهم كبار الفنانين التشكيلين لأن
الفنون التشكيلية ترتبط عضوياً ووظيفياً بالفنون المسرحية القادرة على التغلغل في
روح معظم الفنون التي عرفها الإنسان عبر تاريخه الحضاري.