الشرجبي
بتحسين أوضاعه لا يجد الحل إلا في الاغتراب والسفر بعيداً عن الأهل والأحباب ومن
يرغب بالزواج كذلك يلجأ إلى نفس الحل وكذا هو حال من لا يجد عملاً في بلده يأمل بأن
يجده في السفر والاغتراب.
أتفق
معكم على أن السفر والاغتراب قد يكون الحل ولكن إذا كان من يرغب في السفر لا يجيد
الكتابة والقراءة، لنقل أمياً بحكم ظروف معينة؟ فماذا سيعمل مثل هذا الشخص في السفر
وما هي المهنة التي سيمتهنها؟ وبطبيعة الحال دائماً الراغبون في السفر تتجه
طموحاتهم وآمالهم نحو دول الخليج وخصوصاً السعودية الشقيقة.
فهذه الدولة لم تقصر
يوماً، فهي تسعى لجعل أواصر الإخاء متينة فيما بين الشعبين الشقيقين ولكن السعودية
كنظام بدأت تتبع نظام تشغيل السعوديين، أي أنها بدأت تستغني عن العديد من الكوادر
الغير سعودية وتعيين كوادر سعودية تطبيقاً لقانون السعودية "السعودية للسعوديين"
وهذا حق من حقوقها وقد تكون لجأت لذلك من أجل أن تحد من نسبة الوافدين للعمل وقد
اشترطت شروطاً تعجيزية مثل استحداث نظام الكفيل والملاحظ أنه في الآونة الأخيرة
بدأت مطالب الكفلاء بالزيادة وأصبح من يرغب في السفر لتحسين وضعه يعمل من أجل أن
يحسن وضع الكفيل لا وضعه هو، فأنا أعرف امرأة تزوجت ومن أجل أن يتم تحسين وضعهم
المادي وكذا من أجل شراء سكن لهم قرر الزوج للسفر وقامت ببيع مصوغاتها وأيضاً
بالاستدامة من أجل شراء تأشيرة الدخول والإقامة ولك أن تتخيل عزيزي القارئ الحال
الذي هم عليه الآن في البداية عمل حتى يسدد الدين الذي عليه وما إن فرغ من الدين
حتى بدأ الكفيل يطالبه بمبالغ مالية شهرية ما لم فسوف يعيده إلى بلده ولا أدري ما
الذي يبقى هذا الشخص حتى الآن هناك، فأسرته تعاني من فراقه ويعيش أولاده في حرمان
من عاطفة الأبوة والزوجة تحملت غربة زوجها..
من أجل ماذا؟ ..حفنة من المال تؤمن
بها مستقبلها وأبنائها ويا ليته تحقق الهدف الذي من أجله كان الاغتراب.
قد تكون
دوافع الغربة مهمة ولكن عندما تمر السنتين ولا يتحقق الهدف الرئيسي من الغربة ، يجب
علينا أن نشد الرحال إلى بلدنا ولا نجعل الغير يسترزق منا.
علماً بأنه حتى
الاغتراب الإيجابي الذي يحدث نقلة في أوضاع الأسر المغتربة تكون له سلبيات سيئة على
الأسرة وكيانها، فقد أكد العلماء أن الاغتراب الطويل يساهم في زعزعة أركان
الأسرة.