الحزمي
على أمره بمفاجأة حكومة الفشل إلا هذه الأيام حين وصلته فاتورة كهرباء شهر مايو
ليجد أن سعر التعرفة الجديدة فيه جرعة سعرية جديدة ، ومأساة معيشية جديدة ، وبزيادة
قدرها 50% فأهلا بالانجازات الجبارة وشكرا لكل من يحاول أن يوفر للمواطن لقمة عيش
يتذوقها، حقيقة أن الحياة كفاح ، وتحتاج إلى ترك التفكير بلقمة العيش وتوفير
الكهرباء.
مأساة ما مثلها مأساة
حين تقوم الحكومة برفع تسعيرة خدمة أساسية هي بالأصل نادرة الوجود ولنعيد الفيلم
كما تعودنا على التكرار في كل طرح ، ففي الأمانة تنقطع الكهرباء عن الحي الواحد في
اليوم الواحد مرتين على الأقل مابين الساعتين والثلاث ساعات وللمعلومية فقط
اليوم الواحد في صنعاء =12 ساعة ، وليس اليوم 24 ساعة ، فإذا استيقظ أحدنا لصلاة
الفجر وجد الكهرباء مقطوعة وحين ينام وهي مقطوعة ، ولا يجد سببا في ذلك لا في الليل
ولا في النهار ، في تعز من بعد انتهاء العرس الوحدوي ذهبت الأفراح والليالي الملاح
ومعها بالطبع الكهرباء ، في عدن تنقطع الكهرباء عن بعض المناطق لمدة تزيد عن الساعة
وفي عز أيام الصيف والحرارة في أوجها ، في حضرموت تخيلوا منذ أمس الأول انقطعت
الكهرباء في المكلا والغيل والشحر واغلب مديريات المحافظة العمومية والرئيسية منذ
الساعة الثانية فجر يوم السبت ولم ترجع إلا السابعة صباح الأحد ، وبنفس اليوم
انقطعت الثانية ظهرا وحتى الثانية عشر ليلا ، ويا قلبي لا تحزن ، في الحديدة في حر
يجعل من الإنسان يعتقد انه يقيم داخل شواية دجاج ، ولكن للأسف حتى شواية الدجاج
تتوفر فيها كهرباء تجعل من حركة الدجاج قابلة للشواء كليا ولكن في الحديدة لا ، في
كل مكان حتى في مديرية الحزم _إب انقطعت الكهرباء قبل أيام واستمر انقطاعها يومين
متلازمين ، وهذا ليس بجديد عن الانقطاعات اليومية ، والنقاش والجدل لا يزال حول ربط
بعض المناطق بالشبكة العمومية والبعض يريدها من المولدات الخاصة ولا يزالون مختلفين
، وفي المحافظات التي لا تسمى مدنية ولا متحضرة ، تعتبر الكهرباء عن اغلب المواطنين
مجرد ميزة من الحكومة جزاها الله خير فإذا حضرت أهلاً ومرحبا ولو ما في كهرباء عادي
الفانوس والمغطور والمولد والشمع والقمقام والسراج جاهز ، أو ضوء القمر بلاش !!!
والله لو جلسنا نتحدث ونكتب عن مشاكل الكهرباء وسياسات حكومتنا الفاشلة في التعامل
مع هذه المشكلة فقط ، لعقود من السنين ما تحسن شيء ، في ظل وجود أناس يحملون صفة
الوزير والمدير منذ سنين ولم تطالهم عوامل التعرية الطبيعية التي تحل حتى على
المناخ والجبال الا على مسؤولي بلادنا الشامخين بشموخ الغلاء في وطننا والذي هو في
ازدياد فقط وليس في نقصان ، ومن يكره الزيادة ، ويحاول أن يقول أن في الزيادة لا
إفادة ؟؟ كلا يتصرف حسب هواه وكلا يريد أن يكون هو المسؤول الأول وكلا يريد أن يصبح
هو المنفرد بالقرار حتى لو كان عسكري على باب إحدى المستشفيات العامة ، أو حارس
بودي جارد على باب شركة اتصالات أهلية أو حكومية ، فلا مجلس النواب حاول عمل شيء ،
ولا المناشدات ولا الخطابات ولا غيرها فادت في شيء ، قيل أن مشروع محطة مأرب2 تعطل
لأنه كانت ستحصل عملية فساد كبيرة في مسالة بيع الغاز ومن هذا الكلام نستيقظ في
اليوم التالي على فاتورة جديدة وفوقها مقص ، واقترح على وزارة الكهرباء وضع رمز
للمشنقة بجانب المقص ، ومن لم يدفع من المواطنين الكادحين فبدلا من قطع التيار تقطع
رقبته رأفة به وبحاله ، ولعل في الموت راحة.
تشرق شمس كل يوم جديد في كل العالم
على أمل جديد ، أما في وطننا فتشرق على خوف جديد يغتال كل الآمال التي كان المواطن
ينوى أن يحلم بها ولو على غفوة ومن باب حلم اليقظة ، ليجد نفسه مقيدا مهموما بأمور
معيشته ، فلا عادت الشكوى تنفع ولا البكاء والنحيب يجدي.
وقبل شهر وأيام من قدوم
الشهر الفضيل ، تجد اغلب المواطنين والذين تمكنوا من جمع جزء يسير من المال يقومون
بشراء بعض ما يستطيعون من كسوة العيد ولو من البسطات والأسواق والحراجات ، خوفا من
أن يأتي شعبان أو رمضان والأسعار في العالي ، وإذا كانت المصائب أصبحت على حد سواء
تصيب الموظفين والعاطلين والعاملين في القطاع العام والخاص فانه لا عزاء على حياة
المواطن أن تصبح في ليلة وضحاها جحيما وعلى يد حكومة الفشل الخالدة التي ندعو الله
ليل نهار بزوالها أو حتى بزوال بعض وزرائها الذين عاف عليهم الزمن وينظرون حتى تأتي
انتخابات المحافظين ليتم نقلهم من وزارة إلى ديوان محافظة كما هو الحال في السابق
مع حكوماتنا المجيدة الخالدة الرشيدة ، والتي لم يفلح مسؤوليها في كراسي الوزارات
ليتقلدوا دواوين المحافظات ، ويصبح ابن عم الوزير السابق مدير مكتب المحافظ الحالي
وابن جدته مدير مكتب كذا ، ويتم التوظيف حسب الأولوية الأسرية من ناحية القرابة
للأم لأن الأمهات تحت أرجلهن الجنة ، وبجانب بيوتهن وظائف الحكومة ، وبالطبع ليس كل
الأمهات إنما أمهات المحظوظين فقط ممن تقلدوا المناصب العليا.
وفي الختام /
ستظل مشكلة الكهرباء مشكلتنا الأزلية وصدقوني سنحتفل يوما ما أو أسبوعاً ما أو حتى
شهرا ما ليصل إلى عام كامل ونحن نحتفل ب"يمن بلا كهرباء" ، ونرتاح ويرتاح
المسؤولين وسائقي سيارات الكهرباء الذين يقطعون الكهرباء بصحبة فريق القطع ، ولا
يعيدونها إلا بقيمة الفاتورة وفوقها قيمة تخزينة الوفد أقصد الفريق وحق السيجارة
والنعنع والبيبسي ، وكله على ظهر المواطن واللي ما يعجبش يجلس بالغدرة !!.