;

إخفاق الأمريكان في أفغانستان .. تاريخ يعيد نفسه 1402

2010-07-08 06:17:02

فتحي أحمد


إقالة ستانلي ماكريستال جاءت نتيجة
الإخفاق السلبي في الحملة العسكرية في أفغانستان؛ اختير الجنرال ديفيد باتريوس ليحل
محل هذا الرجل، وصف بأنه ذو خبرة عسكرية، أثبت نجاعته في الحرب ضد المقاومة في
العراق، عينه جورج بوش الابن مسؤولا عسكريا هناك.

فحسب رؤية بوش إن ترميم الوضع الأمني المتردي بعد إخفاق جنرالات
التحالف في بسط الأمن والقضاء على المقاومة لا يصلح لهذه المهمة إلا
باتريوس.
فأول خطوة قام بها هي أنه أبرم صفقة مع المتمردين شكل منهم مجلس
الصحوات التي ساهمت بشكل كبير في تهدئة الوضع الأمني في بلد الرشيد.
فلو قارنا
الوضع في أفغانستان والعراق نجد أن هنالك فرقا كبيرا بين البلدين على صعيد التضاريس
وأماكن المعارك في أفغانستان حيث التضاريس الوعرة والجبال الشاهقة
السحيقة.
الكاتب الأمريكي رونالد لامبرو قال "إن الجبال تعلوها الأتربة وتختفي
معالمها بين الأطلال المنتشرة" أما في العراق فإن بطحاء المعارك مختلفة، حيث تجري
داخل المدن.
دونالد رامسفيلد قال إن المهمة الحالية يجب أن تؤدي بأعلى كفاءة
ممكنة، يقصد هنا الحرب على أفغانستان، وأردف قائلا إن مهمة الناتو يجب أن تكون بشكل
جيد.
الحرب الفيتنامية الأمريكية قبل عقود من الزمن كانت درسا قاسيا
للأمريكان..
فحدثنا التاريخ الحديث كيف استطاع الفيتناميون الصمود في وجه القوة
العسكرية الأمريكية.
أسطورة التصميم الفيتنامي لتحرير أرضهم من الاستعمار
الأمريكي أذهلت العالم بهذا التألق في جبهة القتال؛ وبعد نتائج المعارك بين الطرفين
دخلت فيتنام الفقيرة من أوسع أبواب التاريخ وهذا ما يحصل اليوم مع حركة طالبان؛
فعدد مقاتلي الحركة لا يتجاوز عشرة آلاف مقاتل ورغم ذلك أيقن أوباما رغم التكتيكات
العسكرية التي يتبعها الآن أن الحرب الأمريكية ضد أفغانستان خاسرة، دليل ذلك عدم
الرضا الأمريكي من أداء حكومة حامد كرزاي الحليف الاستراتيجي لأمريكا في القضاء على
المقاومة الأفغانية وفشل جيش الناتو برئاسة أمريكا في السيطرة التامة على الوضع
هناك.
فكرزاي نصبته أمريكا حاكما لأفغانستان لكنه رسب في الامتحان مما دفع البيت
الأبيض للتفكير في إيجاد البديل.
حاول أن يجد شخصية أكثر قوة من كرزاي لكنه أخفق
في اللحظة الأخيرة واضطر أن يبقي على حليفه القديم رغم العيوب التي اكتشفوها
فيه.
في الآونة الأخيرة بدأت إرهاصات فشل الناتو تلوح في الأفق وزادت وتيرة
القتل في صفوف جنود الناتو، لا لبلاك ووتر ولا غيرها، استطاع أن يحسم المعركة ويقضي
على طالبان فعاد إلى أذهان أمريكا قصص فيتنام ومعاركها العصيبة.
بعد الوحل الذي
غرقت فيه أمريكا عادت لذاكرتنا كلمات المثل العربي وهو "مصائب قوم عند قوم فوائد"
الهزائم التي لحقت بهم جعلت الإيرانيين يتنفسون الصعداء، أيقنوا أن الضربة التي
يتوجس منها الإيرانيون باتت بعيدة مع الحذر الشديد من إسرائيل وما رشح من أخبار عن
القاعدة العسكرية الإسرائيلية في تبوك واتفاق إسرائيلي جورجي حول استخدام إسرائيل
للمجال الجوي الجورجي.
فإسرائيل أجبن من أن تقوم بمهمة ضرب إيران لوحدها فهي
بحاجة إلى قوى تساندها وقرار أمريكي يحميها؛ فمهما تكن حجم التهديدات الإسرائيلية
لإيران وخوف إيران من هذه التهديدات فإن الوضع الأمريكي خاصة والأوروبي والإسرائيلي
عامة أضعف من أن يقوم الغرب وإسرائيل بضرب إيران.
إذن تجري الرياح بما لا تشتهي
سفن الغرب؛ وأخيرا غرقت أمريكا في وحل أفغانستان، فهي بحاجة إلى معجزة تنقذها ولعل
وعسى أن تكون الضربة الثانية للأمريكان بعد فيتنام درسا للعنجهية الأمريكية والصلف
التي صبغت به.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد