الشرجبي
القراء تحمل الشتائم لبعض المسؤولين أو الوزراء كنت أتردد قبل نشرها وأقول بأن ذلك
لا يصح إطلاقاً والآن ومع كل الأحداث أجد نفسي غاضبة لا بل تصيبني نوبة غضب عارمة
وأجد نفسي ممسكة بالقلم وأكتب لأفرغ شحنات الغضب وعندما أفرغ من الكتابة أجد أن
المقال لا يصح للنشر إطلاقاً لأني ملأته بالكلمات الجارحة، فهو أساس كتب في لحظة
غضب، وأعتقد أن هذا هو حال من يكتب لي رسائل تحتوي على عبارات غير
لائقة.
وأنا الآن صدقوني لا ألوام
أحداً إطلاقاً يلجأ إلى كتابة ذلك، فالواقع يرفض علينا ذلك.
عموماً استلمت عدة
رسائل من قراء أعزاء وكانت أغلبية الرسائل تتحدث عن نفس الموضوع تقريباً، فقد كانت
تتحدث عن رفع تعرفة الكهرباء والماء واختفاء الديزل من الأسواق.
وقد استوقفني
رسالة من القارئ/ أحمد عبدالله وكانت بدايتها كالتالي: الأستاذة كروان أريد أن
أصدقك القول بأن هذه الصحيفة "أخبار اليوم" أصبحت مهمة جداً في حياتي وعندما فكرت
بإرسال همومي إليكم أرسلتها لأني على ثقة كبيرة بأنه سيتم نشرها، لأن هذه الجريدة
تتحدث عنا وعن همومنا كمواطنين.
لقد أطلت عليك بالمقدمة والحقيقة أنا كنت موظفاً
في مؤسسة مواد البناء بعدن وبدون سابق إنذار تم توقيف العمل في المؤسسة واتخذت
للمؤسسة قرار بقاء الموظفين في المنزل على غرار البرنامج اللبناني "خليك
بالبيت".
ومكثنا ولا داعي لأن أقول لك إن أحوالنا سيئة ورواتبنا ضئيلة جداً ولا
نستلمها شهرياً، فنحن كما يقول المثل "نضرب القملة بصميل" وكنا ساكتين وراضين،
الفواتير حق الكهرباء لم نكن نستطيع أن نسددها، فما بالكم الآن بعد أن تم الرفع؟!!
أنا أريد أن أوضح شيئاً مهماً جداً وهو أن أغلبية سكان مدينة عدن يعتمدون على
وظائفهم ومرتباتهم ويلجأ الكثير منا إلى "الجمعية" من أجل تسيير حياته والجمعية هي
باللهجة العامية "الهكبة"، إذ أننا بالمبلغ المستلم نشتري اللوازم المهمة للأولاد
وللمنزل، إن الأوضاع السيئة تدفع بنا للقيام بأمور لا نرغب بها إطلاقاً فكثيراً ما
أتساءل عن السبب الحقيقي الذي أوصلنا إلى هذه الحالة وأجد أن هناك من يطالب بإزاحة
الظلم عنا وأقول في نفسي لماذا لا أكون أحد هؤلاء الذين يطالبون بتلك المطالب وأعود
وأقول اجلس يا رجل أنت معك أولاد أحسن لك تحافظ عليهم، لكن والله الواحد منا ما عاد
قادر يتحمل هموم أكثر من هذه "غلاء وفقر وجوع" وجالسين في البيت ننتظر أن نموت وفي
الواقع نحن نموت يومياً بدون أن يشعر بمعاناتنا أحد.
والسلام ختام.
كانت تلك
رسالة أحمد عبدالله وقد نشرتها دون زيادة أو نقصان وأنا متأكدة أن هناك الكثيرين
يعانون مثلما يعاني كاتب هذه الرسالة ربما هناك من يعاني أكثر منه ولكن هل الانضمام
إلى جماعات من أجل إزاحة الظلم يعتبر عملاً صحيحاً؟!! طبعاً لا وإنما علينا الخروج
والمطالبة بطرق سلمية وصدقوني لن تضيع أي حقوق إذا كان ورائها
مطالب.