شيماء
صالح باسيد
صالح باسيد
انتابتني نوبة من الضحك الهستيري
وأنا أتابع الأخبار منذ أيام، فقد سمعت أن الرئيس الفرنسي(نيكولا ساركوزي) سحب
الامتيازات التي كان يتمتع بها وزراء حكومته، فبدلاً من أن يركبوا السيارات الفارهة
عليهم أن يركبوا القطار كعامة الشعب وحين يسافرون خارج فرنسا عليهم إن يمكثوا في
مباني وملحقات السفارات الفرنسية بدلاً من مكوثهم في فنادق الخمسة نجوم على نفقة
الدولة.(ساركوزي) أقدم على فعلته لإرضاء شعبه وليكسب وده بعد أن تراجعت شعبيته
كثيراً، فالشعب الفرنسي ساخط جداً
على حكومته وضد أن تعود(طبقة النبلاء والبرجوازية) لتحكم البلاد والمعروف أن الشعب
الفرنسي حر وديمقراطي، فالثورة الفرنسية والتي تعد الثورة الأم لكل الثورات في
العالم قامت على أرواح وأكتاف وأيدي الفلاحين والفقراء والجياع الفرنسيين فهذا
الشعب عظيم ويستحق كل الاحترام فهو لم يقبل أن تعيش ملكته(ماري أنطوانيت وعائلتها)
في رغد العيش بينما يتضور الأطفال جوعاً.
بالعودة إلى نوبة الضحك الهستيري التي
انتابتني والتي بالتأكيد كانت بسبب تذكري في نفس اللحظة لخبر رفع تعرفة الكهرباء
على الشعب اليمني المسحوق حتى الأعماق، فجاءت في بالي صورة الشعب الفرنسي وصورة
الشعب اليمني.
تساءلت كثيراً ما الذي نفتقره نحن ويمتلكه هؤلاء؟..
لم أجد
الجواب الشافي الذي يرضي فضولي إلى أن قابلت أستاذاً أكاديمياً درس وعاش في فرنسا،
فباغته بسؤالي سريعاً فرد علي بكل ثقة وحكمة وقال أن الاختلاف بيننا وبينهم يمكن أن
تلخصه كلمة واحدة وهي:(الاحترام)..
أثلجت هذه الكلمة صدري وأخمدت ثورة الأسئلة
التي اشتعلت في رأسي، لم يشرح لي أستاذي معنى كلمة الاحترام لكنه أصر أن أفكر فيها
لوحدي.
في الحقيقة حين فكرت فيها شعرت بالهوة التي بيننا وبينهم، فهناك
الجميع(الحكومة والشعب) يحترمون القانون والنظام، فلا سلطة ولا وزير ولا جاه ولا
قبيلة تعلو فوق القانون..
هناك الحكومة التي لا تحترم الشعب عليها أن تودع
السلطة فوراً، ولأن هناك الشعب محترم جداً فلا مجال لخداعه أو هضم حقوقه، أما هنا
فالحال لا يسر عدواً ولا صديقاً، فالبلاد غارقة بالأزمات المتفجرة هنا وهناك
ولاحتواء هذه الأزمات علينا أن نعيش على أرض الواقع من خلال القرارات الحكيمة
للخروج من المأزق وذلك لتهدئة الشارع بدلاً من قرارات تزيد من تأجج
نيرانه.
فبينما أنا أكتب هذا المقال أنقطعت الكهرباء لأربع مرات متتابعة فهل
يعني ذلك افتقارنا لسياسة الاحترام المتبادل؟ فلربما تكون هذه دعوة صريحة من
الحكومة للعودة إلى الماضي والتراث لنشعل الفوانيس والشموع وفي الأخيرة لمسة
رومانسية دافئة ووفقاً لسياسة الاحترام المتبادل علينا أن نشكر الحكومة على لمستها
الحانية.
أشعر أن الكهرباء ستنقطع للمرة الخامسة، لكن علي أن أكافح لأنهي سطوري
هذه مثلما كان (توماس أديسون) يكافح ويسهر الليالي الطوال من أجل أن ينجح في اختراع
المصباح الكهربائي.
هل لنا أن نحترم قليلاً هذا الرجل الذي خدم البشرية باختراعه
العظيم؟ وهل لنا أن نعيش في أوضاع معيشية كريمة؟؟ومتى سيخرج الشعب اليمني من مربع
المطالبة بحقوقه الأساسية في الكهرباء والماء والوظائف وتخفيض الأسعار؟؟ سمعت
مواطناً في الشارع يقول:أنا سأحترم هذا القرار إذا طبقوه على الجميع الوزير
والفقير.
قلت في نفسي: هذه مش فرنسا يا جماعة أصلاً، لست متأكدة أن وزرائنا
يسددون فواتير الكهرباء والماء مثلنا وإذا سددوا فهل يكون ذلك من حر مالهم ومن
راتبهم الشهري الذي تعتمده الحكومة، لست عارفة، سأبحث عن أستاذي الأكاديمي ليجيبني
على هذه التساؤلات وفي الأخير أقول:((يا جماعة من فات قديمه تاه)) فأهلاً وسهلاً
بعودة الفوانيس.
Sheema_b88@yahoo.com
وأنا أتابع الأخبار منذ أيام، فقد سمعت أن الرئيس الفرنسي(نيكولا ساركوزي) سحب
الامتيازات التي كان يتمتع بها وزراء حكومته، فبدلاً من أن يركبوا السيارات الفارهة
عليهم أن يركبوا القطار كعامة الشعب وحين يسافرون خارج فرنسا عليهم إن يمكثوا في
مباني وملحقات السفارات الفرنسية بدلاً من مكوثهم في فنادق الخمسة نجوم على نفقة
الدولة.(ساركوزي) أقدم على فعلته لإرضاء شعبه وليكسب وده بعد أن تراجعت شعبيته
كثيراً، فالشعب الفرنسي ساخط جداً
على حكومته وضد أن تعود(طبقة النبلاء والبرجوازية) لتحكم البلاد والمعروف أن الشعب
الفرنسي حر وديمقراطي، فالثورة الفرنسية والتي تعد الثورة الأم لكل الثورات في
العالم قامت على أرواح وأكتاف وأيدي الفلاحين والفقراء والجياع الفرنسيين فهذا
الشعب عظيم ويستحق كل الاحترام فهو لم يقبل أن تعيش ملكته(ماري أنطوانيت وعائلتها)
في رغد العيش بينما يتضور الأطفال جوعاً.
بالعودة إلى نوبة الضحك الهستيري التي
انتابتني والتي بالتأكيد كانت بسبب تذكري في نفس اللحظة لخبر رفع تعرفة الكهرباء
على الشعب اليمني المسحوق حتى الأعماق، فجاءت في بالي صورة الشعب الفرنسي وصورة
الشعب اليمني.
تساءلت كثيراً ما الذي نفتقره نحن ويمتلكه هؤلاء؟..
لم أجد
الجواب الشافي الذي يرضي فضولي إلى أن قابلت أستاذاً أكاديمياً درس وعاش في فرنسا،
فباغته بسؤالي سريعاً فرد علي بكل ثقة وحكمة وقال أن الاختلاف بيننا وبينهم يمكن أن
تلخصه كلمة واحدة وهي:(الاحترام)..
أثلجت هذه الكلمة صدري وأخمدت ثورة الأسئلة
التي اشتعلت في رأسي، لم يشرح لي أستاذي معنى كلمة الاحترام لكنه أصر أن أفكر فيها
لوحدي.
في الحقيقة حين فكرت فيها شعرت بالهوة التي بيننا وبينهم، فهناك
الجميع(الحكومة والشعب) يحترمون القانون والنظام، فلا سلطة ولا وزير ولا جاه ولا
قبيلة تعلو فوق القانون..
هناك الحكومة التي لا تحترم الشعب عليها أن تودع
السلطة فوراً، ولأن هناك الشعب محترم جداً فلا مجال لخداعه أو هضم حقوقه، أما هنا
فالحال لا يسر عدواً ولا صديقاً، فالبلاد غارقة بالأزمات المتفجرة هنا وهناك
ولاحتواء هذه الأزمات علينا أن نعيش على أرض الواقع من خلال القرارات الحكيمة
للخروج من المأزق وذلك لتهدئة الشارع بدلاً من قرارات تزيد من تأجج
نيرانه.
فبينما أنا أكتب هذا المقال أنقطعت الكهرباء لأربع مرات متتابعة فهل
يعني ذلك افتقارنا لسياسة الاحترام المتبادل؟ فلربما تكون هذه دعوة صريحة من
الحكومة للعودة إلى الماضي والتراث لنشعل الفوانيس والشموع وفي الأخيرة لمسة
رومانسية دافئة ووفقاً لسياسة الاحترام المتبادل علينا أن نشكر الحكومة على لمستها
الحانية.
أشعر أن الكهرباء ستنقطع للمرة الخامسة، لكن علي أن أكافح لأنهي سطوري
هذه مثلما كان (توماس أديسون) يكافح ويسهر الليالي الطوال من أجل أن ينجح في اختراع
المصباح الكهربائي.
هل لنا أن نحترم قليلاً هذا الرجل الذي خدم البشرية باختراعه
العظيم؟ وهل لنا أن نعيش في أوضاع معيشية كريمة؟؟ومتى سيخرج الشعب اليمني من مربع
المطالبة بحقوقه الأساسية في الكهرباء والماء والوظائف وتخفيض الأسعار؟؟ سمعت
مواطناً في الشارع يقول:أنا سأحترم هذا القرار إذا طبقوه على الجميع الوزير
والفقير.
قلت في نفسي: هذه مش فرنسا يا جماعة أصلاً، لست متأكدة أن وزرائنا
يسددون فواتير الكهرباء والماء مثلنا وإذا سددوا فهل يكون ذلك من حر مالهم ومن
راتبهم الشهري الذي تعتمده الحكومة، لست عارفة، سأبحث عن أستاذي الأكاديمي ليجيبني
على هذه التساؤلات وفي الأخير أقول:((يا جماعة من فات قديمه تاه)) فأهلاً وسهلاً
بعودة الفوانيس.
Sheema_b88@yahoo.com