شيماء
صالح باسيد
صالح باسيد
إذا كان ما يتداوله الناس صحيحاً
بأن(المعاناة تولد الإبداع)لأصبح الشعب اليمني أكثر الشعوب إذا كان ما يتداوله الناس
صحيحاً بأن(المعاناة تولد الإبداع)لأصبح الشعب اليمني أكثر الشعوب إبداعاً وأوقدهم
فكراً وأعظمهم ثقافة وأرقاهم خلقاً إلا أن ما اعتاد الناس تداوله وترديده كل حين
ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً فشعبنا لا يعرف الإبداع لأنه مكبلاً بهمومه ولم يتحرر
بعد من متطلبات حياته اليومية بالإضافة إلى زائر الصيف وهو انقطاع الكهرباء وبشكل
هستيري كل يوم وحين تنقطع الكهرباء يعني ذلك أن نعيش يوماً كاملاً دون ماء وذلك
لتوقف مولد الماء.
وحين نعيش يوماً كاملاً دون ماء فحدث ولا حرج فمن أين
ستتقد جذوة الإبداع داخل النفوس أو العقول والمواطن يسبح في محيط عميق من الهموم
والأحزان,فكيف سترتقي الأسر بمستوى أطفالها التربوي والثقافي إن كان الأب همه الأول
منذ طلوع الشمس حتى غروبها هو تأمين لقمة العيش والكفاح المتواصل من أجل أن يكفي
المصروف لأخر الشهر.
وحتى حين يأتي الراتب تتداعى عليه الأيدي كلها مثلما تتداعى
الأكلة على قصعتها فالديون والمصاريف وفواتير الماء المقطوع والكهرباء التي تنير
لنا ظلمة الليالي الطويلة وفوق ذلك كله حق(القات) فاليمني مدمن بالفطرة على مضغ
القات ليمضغ معه كل الهموم والأحزان فالقات وسيلة للهروب والخلاص وصك العبودية الذي
يحرر العقل من سلطة الهموم التي ذكرتها سابقاً والقات يحرر القلب من الأسى واللوعة
فحين يفكر المواطن بهمومه التي تمتد كحجم هذا الوطن ما عليه إلا أن يخزن ليرى أسرته
سعيدة وأطفاله في أتم الصحة والعافية ومتفوقين في الدراسة ومهذبين في الأخلاق..يمضغ
القات ليركب السيارة الفارهة وينام على السرير الوثير ويتزوج ابنة السلطان ويهديها
أطواق اللؤلؤ والمرجان ويفوز في الانتخابات لعضوية البرلمان وحتى في عالم الأحلام
تجرف هذا المواطن شهوة السلطة فيستغل منصبه السياسي أسوء استغلال فيسرق وينهب ليربو
رصيد الأموال في البنوك ويهوي رصيد الأخلاق نحو القاع.
فذلك المواطن الذي كان
يشكو بالأمس همومه وأوجاعه هاهو اليوم مسئول رفيع المستوى عريض المنكبين ممتلئ
البطن ناسياً كل الهموم التي أيقضت مضجعه بالأمس وكيف لا ينساها؟ فالكهرباء عنده لا
تنقطع أبداً وحتى لو انقطعت فانه لديه من القدرة ليولدها بالطاقة الشمسية أو
النووية والماء في بيته لا يمشي على استحياء مثلما يحدث في بيوتنا بل ينهمر كالسيل
العرم ولا يهم أي مصروفات يومية لأن على المائدة ما لذ وطاب من أصناف الطعام.
في
عالم القات الخيالي نحل كل أزمات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا بل و
نتحد جميعاً لفك الحصار عن غزة وندعم حزب الله والمقاومة ونفرض قراراتنا بقوة على
مجلس الأمن.فما أروعها من حياة !!! وكيف لا تريدون هذا المواطن أن يخزن القات
والقات هو الشيء الوحيد الذي يجبر الخاطر في هذه البلاد وحينها فقط ستنفتح في العقل
كل نوافذ الإبداع فلا يزعجه الماضي ولا تشتته هموم الحاضر ويبدو أمامه المستقبل
مشرقاً لتصبح الحياة أكثر روعة ويصبح القات أكثر متعة وبينما يسبح المواطن في عالم
الخيال تنقطع الكهرباء على حين غرة فتنهمر حبات العرق كالمطر وينقطع سيل الأفكار مع
انقطاع النفس وضيق الصدر وارتفاع الضغط لينصدم المواطن اليمني أنه كان متقدماً
ومواطناً راقياً فقط في أحلامه أما في عالم الواقع فهو لا يتقدم إلا نحو الوراء إلى
أن يفرجها الله من عنده ويقشع عنه كل الهموم والأحزان.
Sheema_b88@yahoo.com
بأن(المعاناة تولد الإبداع)لأصبح الشعب اليمني أكثر الشعوب إذا كان ما يتداوله الناس
صحيحاً بأن(المعاناة تولد الإبداع)لأصبح الشعب اليمني أكثر الشعوب إبداعاً وأوقدهم
فكراً وأعظمهم ثقافة وأرقاهم خلقاً إلا أن ما اعتاد الناس تداوله وترديده كل حين
ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً فشعبنا لا يعرف الإبداع لأنه مكبلاً بهمومه ولم يتحرر
بعد من متطلبات حياته اليومية بالإضافة إلى زائر الصيف وهو انقطاع الكهرباء وبشكل
هستيري كل يوم وحين تنقطع الكهرباء يعني ذلك أن نعيش يوماً كاملاً دون ماء وذلك
لتوقف مولد الماء.
وحين نعيش يوماً كاملاً دون ماء فحدث ولا حرج فمن أين
ستتقد جذوة الإبداع داخل النفوس أو العقول والمواطن يسبح في محيط عميق من الهموم
والأحزان,فكيف سترتقي الأسر بمستوى أطفالها التربوي والثقافي إن كان الأب همه الأول
منذ طلوع الشمس حتى غروبها هو تأمين لقمة العيش والكفاح المتواصل من أجل أن يكفي
المصروف لأخر الشهر.
وحتى حين يأتي الراتب تتداعى عليه الأيدي كلها مثلما تتداعى
الأكلة على قصعتها فالديون والمصاريف وفواتير الماء المقطوع والكهرباء التي تنير
لنا ظلمة الليالي الطويلة وفوق ذلك كله حق(القات) فاليمني مدمن بالفطرة على مضغ
القات ليمضغ معه كل الهموم والأحزان فالقات وسيلة للهروب والخلاص وصك العبودية الذي
يحرر العقل من سلطة الهموم التي ذكرتها سابقاً والقات يحرر القلب من الأسى واللوعة
فحين يفكر المواطن بهمومه التي تمتد كحجم هذا الوطن ما عليه إلا أن يخزن ليرى أسرته
سعيدة وأطفاله في أتم الصحة والعافية ومتفوقين في الدراسة ومهذبين في الأخلاق..يمضغ
القات ليركب السيارة الفارهة وينام على السرير الوثير ويتزوج ابنة السلطان ويهديها
أطواق اللؤلؤ والمرجان ويفوز في الانتخابات لعضوية البرلمان وحتى في عالم الأحلام
تجرف هذا المواطن شهوة السلطة فيستغل منصبه السياسي أسوء استغلال فيسرق وينهب ليربو
رصيد الأموال في البنوك ويهوي رصيد الأخلاق نحو القاع.
فذلك المواطن الذي كان
يشكو بالأمس همومه وأوجاعه هاهو اليوم مسئول رفيع المستوى عريض المنكبين ممتلئ
البطن ناسياً كل الهموم التي أيقضت مضجعه بالأمس وكيف لا ينساها؟ فالكهرباء عنده لا
تنقطع أبداً وحتى لو انقطعت فانه لديه من القدرة ليولدها بالطاقة الشمسية أو
النووية والماء في بيته لا يمشي على استحياء مثلما يحدث في بيوتنا بل ينهمر كالسيل
العرم ولا يهم أي مصروفات يومية لأن على المائدة ما لذ وطاب من أصناف الطعام.
في
عالم القات الخيالي نحل كل أزمات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا بل و
نتحد جميعاً لفك الحصار عن غزة وندعم حزب الله والمقاومة ونفرض قراراتنا بقوة على
مجلس الأمن.فما أروعها من حياة !!! وكيف لا تريدون هذا المواطن أن يخزن القات
والقات هو الشيء الوحيد الذي يجبر الخاطر في هذه البلاد وحينها فقط ستنفتح في العقل
كل نوافذ الإبداع فلا يزعجه الماضي ولا تشتته هموم الحاضر ويبدو أمامه المستقبل
مشرقاً لتصبح الحياة أكثر روعة ويصبح القات أكثر متعة وبينما يسبح المواطن في عالم
الخيال تنقطع الكهرباء على حين غرة فتنهمر حبات العرق كالمطر وينقطع سيل الأفكار مع
انقطاع النفس وضيق الصدر وارتفاع الضغط لينصدم المواطن اليمني أنه كان متقدماً
ومواطناً راقياً فقط في أحلامه أما في عالم الواقع فهو لا يتقدم إلا نحو الوراء إلى
أن يفرجها الله من عنده ويقشع عنه كل الهموم والأحزان.
Sheema_b88@yahoo.com