;

ماذا لو انعدمت المعاناة ؟؟!! 1619

2010-07-27 06:58:01

علي
محمد الحزمي


قيل أن الإبداع يولد من رحم
المعاناة ، والمعاناة لها عدة أشكال وأوجه ومضامين ، وليس مجرد
قيل أن الإبداع يولد من رحم
المعاناة ، والمعاناة لها عدة أشكال وأوجه ومضامين ، وليس مجرد معاناة وراء لقمة
عيش كريمة يبحث عنها المستضعفون في الأرض ، وإلا لكان الشعب اليمني بأكمله مبدع من
أول شخص إلى آخر شخص صغير وشاب وشيخ ، رجل أو امرأة ، لأن المعاناة في حياتنا
أصبحت
شيئا مألوفا في حياتنا نحن اليمنيون وهذا ما يجسد وجود العديد من
المبدعين الذين يبرزون عادة خارج الوطن وفي المحافل الخارجية الأدبية والفنية
والإنشادية والمهارية باستثناء الرياضة بما عملته في رياضيينا ، إلا من خرج من
الوطن منذ الصغر وتربى وترعرع في الخارج فاستطاع أن يظهر موهبة نادرة سريعا ما تحوز
الإعجاب والرضا وتصبح ملكا للغير ، وإذا كانت المعاناة المختلفة التي يعيشها
المواطن في بلدنا تجعل منه مبدعا في أي مجال فانك تسمع الكثير ممن يجيدون العديد من
المهن ولكن لا يجدون للعمل سبيلا ، وتجد الفنان والشاعر والمبدع والقاص والراوي
والكاتب والإعلامي بالفطرة ، موهبة تتجلى في أوجها وبشكل ملفت للأنظار وبقوة في أي
ساحة في حال ترك لها المجال للإبداع ، فهنا حقا تقول أن المعاناة خلقت إبداعاً ،
ولعلني أصبحت أناقض نفسي وأنا أسهب في الحديث عن المعاناة والإبداع في وطننا ، ولكن
هذا لا يمنع من أني لازلت امسك بزمام أمور طرحي هذا ، لأنني لم ابتعد كثيرا عن
دائرة ومحور حديثي ، وبنظرة سريعة لكل منا حول بيئته أسرته مجتمعه جيرانه سيجد
الكثير من المبدعين ممن يملكون الموهبة ولكن بعيدا عن أي اهتمام يذكر من قبل الأسرة
التي لا تملك سوى الكفاح من اجل لقمة العيش ولا من قبل المسؤلين المحليين والذين هم
أيضاً يكافحون من اجل لقمة القات ، ولا من اجل المعنيين والذين افنوا حياتهم في
الكفاح الذي لم نعرف عنه شيئا سوى حين موتهم وحين تنهال التعازي الحارة من كل قريب
وبعيد ، وبهذا أيضاً صورة من صور أشكال الإبداع الذي تخلقه معاناة المعنيين في
تعيين المسؤلين الذين يعانون من متابعة الشعب الذين يعاني كثيرا في حال انتخاب
أشخاص يندم كثيرا حين يتضح له نوايا ما يجنوه من كفاحهم والذي هو في أعينهم يمثل
معاناة ولدت إبداعاً عنوانه المنصب.
فماذا لو انتهت المعاناة في وطننا
وأصبح الجميع يعيش في رفاهية وترف مطلق ؟ هل سينتهي الإبداع في وطننا ونصبح وطنا
بلا مبدعين ، حينها سنقبل المسؤولين من اجل أن نظل عاطلين عن العمل ولكي نجد وقتا
للكاتبة ونقبل أيادي المانحين كي يمتنعون عن منحنا أي منحة نستطيع أن نبني بها
الوطن ، وسنناشد كل من له مسؤولية علينا أن يحاول أن ينسى شيئا اسمه الضمير ،
وستصبح الصحف بلا فائدة لأنه لن يصبح هناك ما يستحق الذكر ، وسينتهي كل من يقول لا
وسيعيش الجميع في وئام وسلام ولكن بدون مبدعين ، وسيضحك العالم علينا لأننا كنا في
الماضي رغم كل ما نعاني إلا أننا نملك مبدعين في كل المجالات ، حتى في مجالات
التسول ومجالات اختلاق الأكاذيب التي تفوق مثيلاتها من بنات ابريل الشهير ، وسنندم
صدقوني ، ولكن برأيكم ما هو الأفضل أن نبقى وطن المبدعين والمسترزقين ، أم وطن
المترفين واللامبدعين ؟! a. mo. h@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد