عبدالعزيز
الجلال
الجلال
تلقى فتى لطمة في وجهه. . فكانت مؤلمة
وطافحة فدخل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاشتكى إليه فقال له عمر. . من فعل بك
هذا قال له فيروز الديلمي فقال عمر أين هو قال له هو أمام الباب فأمر
عمر بدخوله للتحقق من الأمر، دخل فيروز الديلمي إلى مجلس أمير المؤمنين فقاله له
ما هذا يا فيروز قال لقد جئت للقائك من اليمن امتثالاً لأمرك بعد أن وصلتني
رسالتك بأن آتي إليك فأردت الدخول عند الوصول إلى هنا قبل هذا الفتى ثم
وقع ما أخبرك به. . فيروز الديلمي هو من سادة أهل اليمن صحابي جليل قام بدور
عظيم وهو ممن بعثهم كسرى لقتال الحبشة وقيل أنه ابن أخت النجاشي" ملك الحبشة. . وهو
من أقبل إلى رسول الله "صلى" وأسلم بعد ما عرف النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه
متزوج من أختين فأمره النبي "ص" أن يطلق إحداهما لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين
إلا ما قد سلف. .
ثم عاد إلى اليمن وطلق إحداهما و"أسلم".
وهو من قتل الأسود
العنسي الذي تزعم النبوة في اليمن. .
كل هذا هل يشفع له عند أمير
المؤمنين. .
الفتى ينتظر القصاص. .
وعيناه تذرف الدموع أمام عمر أصدر أمير
المؤمنين الحكم قائلاً: القصاص ولا مفر منه" فلا بد أن يقتص الفتى من فيروز، رغم
مكانته، ويلطمه كما لطمه".
نظر فيروز إلى أمير المؤمنين فقال هل لابد من
القصاص فقال أمير المؤمنين بلهجة صادقة نعم امتثل فيروز الديلمي لهذا الجزاء
ثم استعد ووقف على ركبتيه، ووقف الفتى كي يقتص منه ويلطمه كما لطمه. .
صمت الجميع
أمام هذا الموقف والمشهد مثير ومرعب، لكن الإسلام هو العدل وهو المدرسة النموذجية
التي تخرج منها الصحابة وهي مدرسة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. .
تقدم
الفتى ورفع يده وقبل هذا قال له أمير المؤمنين مهلاً أيها الفتى أنتظر حتى أخبرك
بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وضع الفتى يده لكي يسمع حديث النبي "ص" قال
عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قتل الليلة الأسود العنسي الكذاب قتله
العبد الصالح فيروز الديلمي اليمني"، نظر الفتى إلى ذلك العبد الصالح فيروز الديلمي
المطروح على ركبتيه هذا سيد اليمن الذي خلص الأمة من الكذاب اللعين الذي أدعى
النبوة العنسي الكذاب الذي خاض معارك ضد الإسلام فاستولى على اليمن حتى كانت نهايته
على يد فيروز الديلمي.
لكن كل هذا العمل النبيل والعظيم لا يعفيه من القصاص
فقال له عمر: الأمر متروك لك أيها الفتى إما أن تقتص أو تعفو عنه.
كان هذا الفتى
وفي هذه اللحظة قادراً على القصاص بفضل الله وفضل العدالة فقال لقد عفوت عنه
بعدما سمعت ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
فقال عمر أشهد بأن سيفي وفرسي
وثلاثين من مالي هبة لهذا الفتى. .
عفوت عنه ونلت ثواباً وأخذت مالاً.
هكذا
يكون العفو عفواً عند المقدرة. .
وهكذا تكون العدالة والمساواة بين القوى والضعيف
وبغير هذه المدرسة النموذجية تبطل العدالة وتضيع الحقوق وتكثر المظالم والآهات
ويأكل القوي الضعيف وتنزع البركة من حولنا. .
فسأل الله أن يكون شهر رمضان هو
فرصة للعفو والتسامح. .
والله الموفق.
وطافحة فدخل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاشتكى إليه فقال له عمر. . من فعل بك
هذا قال له فيروز الديلمي فقال عمر أين هو قال له هو أمام الباب فأمر
عمر بدخوله للتحقق من الأمر، دخل فيروز الديلمي إلى مجلس أمير المؤمنين فقاله له
ما هذا يا فيروز قال لقد جئت للقائك من اليمن امتثالاً لأمرك بعد أن وصلتني
رسالتك بأن آتي إليك فأردت الدخول عند الوصول إلى هنا قبل هذا الفتى ثم
وقع ما أخبرك به. . فيروز الديلمي هو من سادة أهل اليمن صحابي جليل قام بدور
عظيم وهو ممن بعثهم كسرى لقتال الحبشة وقيل أنه ابن أخت النجاشي" ملك الحبشة. . وهو
من أقبل إلى رسول الله "صلى" وأسلم بعد ما عرف النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه
متزوج من أختين فأمره النبي "ص" أن يطلق إحداهما لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين
إلا ما قد سلف. .
ثم عاد إلى اليمن وطلق إحداهما و"أسلم".
وهو من قتل الأسود
العنسي الذي تزعم النبوة في اليمن. .
كل هذا هل يشفع له عند أمير
المؤمنين. .
الفتى ينتظر القصاص. .
وعيناه تذرف الدموع أمام عمر أصدر أمير
المؤمنين الحكم قائلاً: القصاص ولا مفر منه" فلا بد أن يقتص الفتى من فيروز، رغم
مكانته، ويلطمه كما لطمه".
نظر فيروز إلى أمير المؤمنين فقال هل لابد من
القصاص فقال أمير المؤمنين بلهجة صادقة نعم امتثل فيروز الديلمي لهذا الجزاء
ثم استعد ووقف على ركبتيه، ووقف الفتى كي يقتص منه ويلطمه كما لطمه. .
صمت الجميع
أمام هذا الموقف والمشهد مثير ومرعب، لكن الإسلام هو العدل وهو المدرسة النموذجية
التي تخرج منها الصحابة وهي مدرسة الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. .
تقدم
الفتى ورفع يده وقبل هذا قال له أمير المؤمنين مهلاً أيها الفتى أنتظر حتى أخبرك
بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وضع الفتى يده لكي يسمع حديث النبي "ص" قال
عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"قتل الليلة الأسود العنسي الكذاب قتله
العبد الصالح فيروز الديلمي اليمني"، نظر الفتى إلى ذلك العبد الصالح فيروز الديلمي
المطروح على ركبتيه هذا سيد اليمن الذي خلص الأمة من الكذاب اللعين الذي أدعى
النبوة العنسي الكذاب الذي خاض معارك ضد الإسلام فاستولى على اليمن حتى كانت نهايته
على يد فيروز الديلمي.
لكن كل هذا العمل النبيل والعظيم لا يعفيه من القصاص
فقال له عمر: الأمر متروك لك أيها الفتى إما أن تقتص أو تعفو عنه.
كان هذا الفتى
وفي هذه اللحظة قادراً على القصاص بفضل الله وفضل العدالة فقال لقد عفوت عنه
بعدما سمعت ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عنه.
فقال عمر أشهد بأن سيفي وفرسي
وثلاثين من مالي هبة لهذا الفتى. .
عفوت عنه ونلت ثواباً وأخذت مالاً.
هكذا
يكون العفو عفواً عند المقدرة. .
وهكذا تكون العدالة والمساواة بين القوى والضعيف
وبغير هذه المدرسة النموذجية تبطل العدالة وتضيع الحقوق وتكثر المظالم والآهات
ويأكل القوي الضعيف وتنزع البركة من حولنا. .
فسأل الله أن يكون شهر رمضان هو
فرصة للعفو والتسامح. .
والله الموفق.