;
محمد الحزمي
محمد الحزمي

حصار غزة يحاصر مبارك 2132

2011-02-07 05:17:57


غزة هي من عانت من ظلم النظام المصري مثل ما عانته من الاحتلال الإسرائيلي من حصار، وقتل وسجن وتعذيب ، وآخر تآمر ما حدث قبل هذه الانتفاضة المصرية المباركة بأيام، بدأت بتفجيرات الإسكندرية التي استهدفت كنيسة

في 1/1/2011م وفي 6/1 /2011م يذهب نتنياهو لزيارة مصر وفي 10/1/2011م أعلن اليهود بأنهم سيجتاحون غزة بحجة إطلاق الصواريخ، ولكي يكون النظام المصري معهم ويوجد مبرراً لذلك،

تم الاتفاق مع نتنياهو في تلك الزيارة المشؤمة ( تذكرنا بزيارة "ليفني " إلى مصر قبل حرب غزة الماضية ) وبعدها مباشرة في 23/1/2011 م يعلن وزير الداخلية المصري أن المسؤول عن تلك الجريمة هم

جماعة (جيش الإسلام ) في غزة ،لتكتمل الحلقة التآمرية ،وبدأ النظام المصري يهدد ويتوعد حكومة حماس ، وهكذا لفق النظام المصري مبرراً ليقف مع العدو الصهيوني في هجومه المتوقع ،ولكن الله مكر به من حيث لا

يشعر "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" ففي 25/1/2011م أي بعد التهديد بيومين فقط أيقض الله شعب الكنانة ليهز هذا النظام الذي كان يظن "أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ" ولكن الله أتاه من حيث لم

يحتسب.. فخرج شعب مصر ليعلنها بكل وضوح " الشعب يريد إسقاط النظام".. من كان يظن أن هذا النظام الذي عُلم بطشه ،من خلال أجهزة أمنية قمعية بلا قيم ولا أخلاق، تشكل سياجا أمنيا لهذا الطاغية ،أن تتهاوى

بهذه السرعة ؟ إنه الله القدير ، وها هو اليوم في حالة موت سريري.. فهل ستكون غزة بدعاء رجالها ونسائها ، وأطفالها ، ومظلوميها ، سببا لحصار وسقوط مبارك ونظامه ؟
وبالتأكيد إضافة إلى ظلمه لشعبه ،والذي اتضح من خلال هذه الهبة في مصر أن الشعب المقهور خرج ليثور، وأن أغلب الأجهزة الأمنية يتم غسل مخها تماماً بحيث تتحول إلى عدو لكل من يعارض الحاكم، والذي شاهده العالم من

خلال تلك الصور لسيارات الأمن والإطفاء وسيارة تحمل رقم هيئة سياسية وهي تدهس المتظاهرين بتلك الوحشية ،وأخرى ترش المصلين بمياه المجاري على كوبري 6اكتوبر.
وتحول بعض الأجهزة الأمنية إلى عصابات إجرام، وإرهاب وسرقة ،وعبث بأمن المواطن، والهدف من ذلك هو جعل الشعوب لا تفكر في الانتفاضة على حكامها الطواغيت ، وتتمنى عودتهم ، وكذلك يهدف من خلال هذه

العصابات إلى إجهاض الثورة الشعبية.. فبدلا من خروج الناس إلى التظاهر يضطرون للجلوس في البيوت لحمايتها ، وهذه طريقة قذرة يستخدمها الطغاة للحفاظ على كراسيهم ، وإجهاض كل تمرد شعبي عليهم ، بغض النظر

عما سيفرزه هذا الإجرام من سفك للدماء ونهب للأموال، وخراب للمؤسسات .
 ثم يقول مبارك: أريد أن أذهب ولكن أخشى الفوضى ، وهذه اسطوانة مشروخة يكررها المستبدون.. والحقيقة وجودهم هي الفوضى بذاتها ، انظروا ،لما ذهب "بن علي" هدأت الأوضاع وتونس اليوم بخير .
ولكن التحية كل التحية إلى اللجان الشعبية التي أفشلت خطة النظام التدميرية والإرهابية ، فمن يوم السبت قبل الماضي إلى اليوم ،لم يشكو أحد من المواطنين عن أي قضية نهب أو ترويع وعلى رأس هذه اللجان التي شكلها الشباب

، وعلى رأسهم شباب "الإخوان المسلمين"، الذي حاول الإعلام القذر التابع للطواغيت أن يشوه صورتهم.. مدعياً كذباً وزوراً أنهم وراء التخريب ،وهذا ما كذبه الواقع وشاهده الجمهور بأن شباب الإخوان هم من يدافع عن

الممتلكات وهم من يعمل على توزيع الطعام والشراب على شباب الثورة وهم من أقام المستشفيات الميدانية .
 واتضح من خلال الغضب الشعبي أيضا ، أن الطغاة يعتمدون على الخارج أكثر من اعتمادهم على الله ثم على شعوبهم ، فيخلصون بخدمة وتنفيذ أجندة الغرب ولو على حساب دينهم وأخلاقهم وقيمهم وشعوبهم وأمتهم

ومقدساتهم.. فإذا أذن الله بهلاكهم ، وسلط عليهم شعوبهم أو جنودهم ، إذ بالسند الخارجي يتخلى عنهم تحت شعار (انتهت الخدمة ،يا غبي ) وهذا ما شهدناه في نهاية طاغية تونس وطاغية مصر وأرجو من كل من يعول

على الغرب في إرساء ملكه ، أو اتخاذه ولياَ، أن يتعلم الدرس ومن لم يتعظ بغيره فليس بمتعظ .
Mnm3011@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد