بقلم: اريك ستير

فتحت قوات الأمن اليمنية ومسلحون يرتدون ملابس مدنية النار على الآلاف من المتظاهرين الذين ساروا في شوارع صنعاء في مساء يوم الأحد, ووفقا لدكاترة في المستشفى الميداني فأنها أسفرت عن ما لا يقل عن 15 مصابا بالرصاص الحي. وكان هناك أيضا العديد يتلقون العلاج من الآثار الحادة الناجمة من استنشاق الغاز المسيل للدموع.

ويقول محمد الصناري الذي يتلقى العلاج بعد إن قامت قوات الأمن بضربه بالهراوي يقول " كانت هناك مسيرة سلمية للآلاف منا وفجأة فتح البلاطجة والجيش النار علينا من الشارع ومن على أسطح المنازل."

ويأتي هذا المشهد الفوضوي في احتجاجات صنعاء وسط أكثر من شهرين من الجمود السياسي الذي يهدد امن واستقرار البلاد.حيث قتل أكثر من 100 شخصا منذ أن بدا المحتجون يطالبون برحيل الرئيس في يناير.


اليمن هي أفقر دولة في المنطقة العربية, حيث تقريباً النصف من 24 مليون من سكانها يعيشون تحت خط الفقر.ومعدل البطالة وصل إلى 35%.ومع تحول الانتباه حاليا إلى الأزمة السياسية, فأن الوضع المالي الضعيف بالفعل يبدوا في حالة انهيار.

ومع تواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة بالنمو أسبوع تلو الأخر ,يعتقد البعض إن الآثار المترتبة على انهيار الاقتصاد ربما تدفع صالح الرحيل.

ويقول عبدالغني الارياني,وهو محلل سياسي مستقل- قائم في صنعاء,"إن الاقتصاد في خضم أزمة كبيرة,وبمجرد أن الضرورات السياسية تحول الناس إلى عدم التركيز حول هذه الأزمة لتخفيها, حينها الاقتصاد سيكون هو المشكلة الأساسية."

وفقا للبنك المركزي, فأنه منذ يناير, انخفضت احتياطات النقد الأجنبي بنسبة13%.

والأكثر من ذلك, فقد انخفضت قيمة الريال اليمني في الأشهر الأخيرة.وقال احد التجار إن الريال وصل رسميا إلى 216 مقابل الدولار,ولكن المئات من محلات الصرافة في أنحاء العاصمة صنعاء يبادلون الريال بأكثر من 240 مقابل الدولار بسبب انعدام العملة الأجنبية.

وهناك تكهنات واسعة أن المؤتمرات الحاشدة المؤيدة لصالح ومخيمات المواليين له المنتشرة في أنحاء العاصمة تمول مباشرة من ميزانية الحكومة.

ويقول البروفسور علي سيف أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء,المشكلة هي أننا لا نملك أسس اقتصادية متينة ,وهذا يعني أن احتياطي البنك المركزي ليس بالضرورة يدار من قبل البنك المركزي وأنما من قبل إدارة الرئيس."ومع ذلك,فأن السحب من الاحتياطي لا يمكن أن يتعارض أو يُلاحظ بسبب عدم وجود مؤسسات هيكلية,الأمر الذي يجعل الإنفاق غير رسمي.لذلك من المستحيل تتبع تدفق الأموال."

النقص في الغاز والسلع يمكن أن يجلب ثورة حقيقية

في جميع أنحاء العاصمة, ينتظر اليمنيون أيام لإعادة تعبئة اسطوانات الغاز, حيث وقد أغلقت المطاعم في جميع أنحاء المدينة أبوابها نتيجة لانعدام الغاز.

وقال السيد الارياني,"أنتاج النفط وصل إلى 120.000 برميل يومياً ونحن الآن نستورد , لدينا انخفاض كبير في دخل النفط."

ووفقاً لصندوق النقد الدولي,يتوقع أن تجف احتياطات النفط في اليمن في غضون خمس سنوات, والتي تمثل 60% من عائدات الحكومة و 90% من عائدات الاستيراد.

وقال محمد السيد, احد المتظاهرين من مدينة عدن الجنوبية,"لا يزال هناك بعض الناس لا يهتمون بالسياسة , ولكن عندما لا يستطيعون تحمل غاز الطهي والغذاء حينها ستكون ثورة حقيقية."

وما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في اليمن هو ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي, ارتفعت أسعار الأغذية الأساسية مثل الزيت النباتي والأرز والقمح إلى 11و12و 45% على التوالي منذ مارس.
ويقول جين كارلو سيلي ,ممثل برنامج الغذاء العالمي في اليمن "نحن لا نقول الآن فجأة أن هناك أزمة غذائية نقول هذا منذ سنوات.


وأضاف السيد سيلي ," التحديات التي تواجه اليمن لها جذور عميقة وأنه سيكون هناك حاجة ماسة للتغلب على الأزمة السياسية بسرعة حتى يتمكنوا من البدء في معالجة تلك القضايا.

ولكن صالح لا يزال متحدياً في مواجهة الدعوات المطالبة برحيله.وقد فشلت المفاوضات مع المعارضة التي بدأت قبل أسابيع في تحقيق أي نتائج ملموسة.

حيث وقد أعرب صالح علنا انه مستعد لنقل السلطة, ولكنه لم يبين كيف ومتى سيتم التسليم.ويقول المتظاهرون أنهم لن يقبلوا شيء اقل من الرحيل الفوري للرئيس.

ومع استمرار تزايد العنف والتهديد من انهيار الاقتصاد,تعرضت إدارة اوباما لضغط متزايد لتحديد حل سريع للمأزق.