البلطجة: هي صفة سيئة ومقيتة تنطبق على كل من يحمل كثيراً من الصفات السيئة والقبيحة، والبلطجي: هو كل من يعتدي على حقوق الناس وأموالهم دون خوف من سمعة أو وازع من ضمير، وأصبح السلوك المشين لديه موضع فخر واعتزاز.
ومنذ بداية العام 2011م مع ظهور الثورات العربية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، برزت البلطجة كمجموعة من المرتزقة الموالين لأنظمة الحكم، الذين يتولون الاعتداء على المتظاهرين سلمياً، نيابة عن الحاكم وبتوجيه منه وبحماية ورعاية أجهزة الأمن، ويتقاضون مقابل تلك الأعمال الإجرامية مبالغ مالية مجزية تصرف لهم من خزينة الدولة هذه أو تلك مقابل الاعتداء على إخوانهم من أبناء الوطن.
كما أنه يطلق على البلطجية في اليمن "شقاة العون" وتطلق هذه التسمية على أولئك النفر الذين لا يقدرون على القيام بطلب الرزق وكسب العيش الحلال بطرق مشروعة، ويسعون إلى الارتزاق بعرض أنفسهم كأداة سيئة يستخدمها المتنفذون في أجهزة الدولة المختلفة مع بعض المشايخ والشخصيات الاجتماعية النافذة للاعتداء على الأموال العامة والخاصة وبشكل خاص للاستيلاء على أرضي الدولة والمواطنين، خاصة المغتربين منهم والضعفاء الذين لا يستندون إلى قبيلة تحميهم من شر هؤلاء وانتشرت هذه المجاميع من البلاطجة في عدة محافظات أهمها الحديدة بدرجة أساسية ثم صنعاء وتعز ومحافظة عدن وبدرجة أقل في ساحل حضرموت.
والبلطجي: يعمل لحساب غيره مقابل دراهم معدودة وتخزينة قات وغداء يوم وقد يتعرض للخطر أو الموت ويبيع نفسه مقابل عرض من الدنيا زائل.
وهناك البلطجي المحترف: وهذا الصنف من البلاطجة هو الذي يقوم بسفك الدماء ويبدد ثورات الأمة وينشر الرعب والخوف ويقطع الطريق ويعبث بالمال العام ويتحايل على المال العام بكل الوسائل والطرق المختلفة.
ومن أولئك البلاطجة وأشدهم ضرراً أولئك النفر من القتلة والمجرمين الذين اعتدوا على المتظاهرين السلميين أمام جامعة صنعاء وسفكوا دماء إخوانهم دون خوف من الله أو وازع من ضمير بطريقة بشعة، هزت مشاعر الملايين من أبناء الشعب اليمني والعالم كافة.. تلك المجزرة الرهيبة التي سيسجلها التاريخ بأبشع صورة مجرمين والسفاحين، مصاصي الدماء، إضافة إلى ما حصل في تعز والحديدة وعدن وغيرها من مدن اليمن.
وهناك البلطجي المستغل وهذا الصنف ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: ينطبق على بعض القادة العسكريين ومسؤولي الدولة، الذين يستخدمون نفوذهم وجنودهم للاستيلاء على أرضي الدولة كما هو حاصل في شمال وغرب محافظة عدن.. والقسم الثاني هو الذي يستغل ظروف المجتمع من خلال ضعف هيبة الدولة وتلكؤ أجهزة الأمن وأجهزة الدولة المختلفة من القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وفي ظل الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن وفي محافظة عدن بالذات، جهزت مجموعات من البلاطجة المستغلين للوضع العام القائم، فبينما طلاب التغيير يرابطون في الميادين العامة ويتعرضون بصدورهم العارية للرصاص والغازات ولحرارة الشمس والبرد ويضحون بكثير من أرزاقهم وأموالهم من أجل ما يهدفون إليه من الحرية والتغيير ، فاتجه البلاطجة في هذه المحافظة نحو الاستيلاء على أرضي الدولة والأرضي المملوكة للمواطنين والمستثمرين وبنفس مريضة محمومة، مستغلين الوضع العام وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على القيام بواجباتها.
وفي هذه الأثناء نطلق صيحة تحذير لأولئك البلاطجة بأنه لا يظن أحد بأنه سيفلت من العقاب ونحذر بعض التجار المستغلين الذين يشترون بعض الأراضي تحت مسمى الحجز ليقيموا عليها مبانٍ مستعجلة وهم يعلمون تماماً أن تلك الأراضي لا يملكها من قام بالحجز سيأتي اليوم الذي يحاسب كل إنسان على فعلته وليس بعيداً عنا، وإن عقاب الله أشد وأعظم وبعده لا ينفع الندم والله من وراء القصد.
