"إذا كان المتكلم مجنون فلابد أن يكون المستمع عاقل"، و"اللي ما يشوف من الغربال لازم يكون أعمى".. أعذرني إيها القارئ الكريم لهذه البداية التي بدأتها بالجنون والعمى.
فالأوضاع في البلاد تنحدر إلى الهاوية وسماء البلاد ملبدة بالغيوم السوداء، فما من شيء فيها يسر الخاطر ويغرد، فالرئيس يسعى ويخطط لجر البلاد إلى مربع العنف والاقتتال من خلال الزج بها إلى حرب أهلية.
وهنا أنا أتساءل هل يعي الرئيس جيداً ما معنى حرباً أهلية في ظل هذه الظروف الراهنة؟ أم أنه يتحدث هكذا ويتفوه بهذه الكرامة دون قصد! أعلم إنكم تستغربون من سؤالي هذا لأني في الحقيقة لا أرى أي مقومات لقيام مثل هذه الحرب في اليمن إطلاقاً حتى ما حدث في اليومين الماضيين، فهذا لا يعد من وجهة نظري فتيلاً لإشعال الحرب لأن الأمر برمته يعتبر اعتداءً سافراً وغير مبرر قامت به السلطة تجاه مواطنين يمنيين "حتى وأن حملوا لقب المشائخ" فهم أولاً وأخيراً من أبناء هذا اليمن ولا يجب الاعتداء على مسكنهم الشخصي فهو ليس وزارة ولا ثكنة عسكرية أو حتى دائرة من دوائر الدولة حتى تهاجم بذلك الشكل الجنوني والهمجي.
ومن يعرف جيداً منزل الشيخ/ عبدالله الأحمر وأين موقفه سيعرف تماماً أنه من الغير المعقول لأن يلجأ أولاد الشيخ/ عبدالله الأحمر إلى ذلك الأسلوب الهمجي.. ولن يعرضوا حياتهم أصلاً للخطر.
لذلك أنا أرى أن ما حدث هو اعتداء من السلطة على مواطنين يمنيين في منازلهم وتعريض حياة الآخرين الآمنين إلى الخطر جراء القصف عليهم، وإذا كان الرئيس أو السلطة تظن بأن ذلك سيجر البلاد ويقودها إلى حرب أهلية، فهذا عشم إبليس في الجنة، فالشعب اليمني يعي ويدرك تماماً أن الحرب الأهلية لن يذهب ضحيتها إلا المدنيين الأبرياء ولن يتشرد إلا هؤلاء ويعرفون حق المعرفة أن الحرب الأهلية ستخدم السلطة وأعوانها لأنها ستكون في موقف المتفرج وعليه فقد قرر الشعب منذ الوهلة الأولى لقيام ثورتهم وحتى الآن على أن تكون ثورتهم سلمية.. وكلما قلت سابقاً أن ما تقوم به السلطة من أعمال قمعية وتخريبية تجاه المواطنين لا يمكن السكوت عليه ويجب مناشدة المجتمع الدولي وكذلك الأشقاء في دول الخليج بضرورة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها ردع السلطة ووقفها عند حدها، لأنها كما يبدو بأنها لا تريد السقوط إلا بعد أن تتحول البلاد إلى خراب.
كروان عبد الهادي الشرجبي
إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل 9349