إن المتابع لخطابات الرئيس اليمني سيجد فيها جميع المتناقضات مما يؤكد للسامع انه ليس صاحب رؤية حقيقية لان خطاباته لا تحتوي على أي إستراتيجية واضحة , ولا يلمس منها المستمع أي تفاؤل قد يعطيه دفعة أمل إلى الأمام في مصداقية ذلك الرجل، بل بالعكس يعلم المستمع لخطاباته علم اليقين أنها عبارة عن خدع كلامية مثلها مثل الخدع السينمائية التي توهم المشاهد بان ذلك التمثيل حقيقة وليس خيالا , فهو يقول اليوم الأول كلاماً يخيل إلى المواطن المسكين انه سيراه على ارض الواقع حقيقة ناطقة وسيرى ثماره في الغد القريب , ثم يعود اليوم الثاني وقد نسي أو تناسى ذلك الخطاب، فيأتي بخطاب جديد ينسف فيه كل ما قاله في اليوم الأول وكأنه كان يمثل دورا دراميا في مسلسل مكسيكي كثير الحلقات .
قال لن أترشح لفترة رئاسية جديدة ثم ما لبث أن ترشح من جديد بدعوى الحفاظ على اليمن الذي لا يجيد امتصاص دماء أبنائه إلا هو وشلته, قال لا تمديد كما قال بن علي لا رئاسة مدى الحياة ثم ذهب بعيدا ليبرر للتمديد بالتخويف من الإسلام وخطره على الغرب في إشارة إلى الإخوان المسلمين إذا حكموا فإنهم سيقطعوا الأيدي والأرجل من خلاف , وقال لا توريث وإذا به يتناول في خطاباته أبناء حزبه بدلا من أبناء اليمن وأفراد الحرس الجمهوري بدلا من القوات المسلحة والأمن المركزي بدلا من الأمن العام والأمن القومي بدلا من الأمن السياسي أي القوات التي بأيدي أولاده.
قال على قوات الأمن حماية المعتصمين ثم قال واجهوا التحدي بالتحدي وهاهو يحرق المخيمات في تعز على أصحابها . انه يفكر بصوت مسموع لأنه يستهتر بشعب كريم صبر عليه أكثر من ثلاثة عقود دون تذمر واليوم نفد صبره ليريه انه ليس عاجزا عن التغيير حتى ولو احرق علي صالح كل الشعب، فسترفضه الأرض الطيبة لأنه لا يرعى جميلا لأحد كما فعل مع الجميل الذي قدمه له الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله طيلة حكمه وكذلك الجميل الذي فعله معه اللواء علي محسن الأحمر وخدماته الطويلة التي استغنى عنها علي صالح بعد أن كبرت العيال وظن أنهم سيحمونه من غضب الشعب المظلوم
سلام سالم أبوجاهل
كيف يفكر الرئيس؟! 2242