لقد استطاعت الأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربي أن تحقق لشعوبها الأمن الغذائي الذي بدوره صنع الأمن القومي للبلدان المذكورة.
فا الشعوب الخليجية  تنعم بالأمن من كل النواحي  السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وهذه من نعم الله التي يجب الشكر عليها والحفاظ عليها والشكر لله على تلك النعم أن يلتفت حكام تلك الأنظمة إلى الشعوب المجاورة التي تئن تحت ضغط الظلم والفقر والجهل سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، فهناك شعوب عربية إسلامية مستضعفة ومحتاجة إلى الدعم المادي والمعنوي، فتلك الدول التي أنعم الله عليها بالأمن والاستقرار وانعدام الفوضى لان شعوبه أصبحت مستغنية ماديا  وحاصلة على الاكتفاء الذاتي ولكن الشعوب المستغنية التي تنعم بالأمن والرخاء تتأثر بالأوضاع التي تراها على الشعوب المستضعفة وتتألم مما يحصل لتلك الشعوب التي تمارس عليها أنظمتها سياسات القهر والافقار والتجهيل والاضطهاد مما يولد عند الشعوب المستغنية احتقانا عاطفيا وبتسمية اصح عنفاً عاطفياً مبدأه الأخوة الإنسانية والذي بدوره قد يؤدي إلى انفجار الثورة المحاولة نصرة المستضعفين.
ومما لا شك فيه أن الشعوب الخليجية لديها من النخوة والمروءة ما يجعلها تتفاعل مع كل الأحداث التي تدور في الساحات العربية وكما هو معلوم، فان ثورة الشعوب الغنية ستكون أقوى وأكثر تأثيرا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من ثورة الشعوب الفقيرة والمحتاجة لان ثورة الشعوب المحتاجة قد لا تتعدى الحاجة التي قامت من اجلها , أما ثورة الشعوب الغنية، فإنها تتعدى حدود الذات وتتجاوز مطالب الشخصية ولا تتوقف عند المغريات المادية والمناصب السلطوية , وهذا كما اعتقد سيجعل الشعوب الخليجية تتنبه إلى واجباتها الأخوية والإنسانية التي تستدعي النصرة والمؤازرة لتلك الشعوب المستضعفة في ظل الصمت الذي يخيم على الأنظمة الحاكمة في الخليج العربي إزاء ما يحصل للشعوب المجاورة مع قدرتها على إنقاذ الأوضاع المتردية مما قد يجعل الشعوب الخليجية تضغط على حكامها للقيام بدورها تجاه تلك الأحداث التي تهم الجميع وإذا تقاعست الأنظمة عن القيام بدورها، فان الشعوب ستتحول إلى ثورات عارمة لم يسبق لها مثيل كما اعتقد لأنها ستنطلق من شعورها بالمسؤولية تجاه الإنسان المظلوم، فتتحول إلى رسالة سامية سقفها السماء لأنها لن تكون ثورة جوع فقط، بل ثورة مبادئ وقيم ذات رؤية إنسانية لطمس الحدود الوهمية التي صنعها أعداء الإنسانية، حينها لن يستطع درع الجزيرة تدارك الأوضاع ولن يسعه إلا الانضمام إلى ثورة الحرية ونصرة الإنسانية