تنزف الكلمات دماً يا تعز، تتعطل اللغة، تموت الحروف وتعزُ الكلمات، لا شيء يعزينا فيكِ إلا أنتِ.. قسماً أيتها الحالمة لن نقبل عزاءك إلا برحيل النظام ومحاكمة مجرميه، أولئك الذين دنسوا طهرك بلماتهم الحربية، مظهرين عجرفتهم البشعة- التي تكشف عن مدى جبنهم وخساستهم المبيت- بحق أبنائك العزل الأبرياء.
فلا نامت أعين الجبناء.. والمجد والشموخ لكِ أيتها الحالمة.. وليعلم أولئك السفاحون أن تلك المجازر القذرة قذارة أنفسهم لن تثنِ الإرادة الثورية التي يقدسها أبناء الحالمة قداسة أنفسهم الطاهرة.
تعز المضرجة شوارعها بدماء أبنائها الزكية، آلت ألا تحيد عما عزمت عليه ولن تألو جهداً في تحقيق ما خرجت تبحث عنه وتاقت شوقاً إليه.. إنها الحرية والارتقاء بهذا الوطن مما دنسه نظام الفساد والإجرام إلى وطن تتساوى فيه العدالة والمواطنة، وطن تتكافأ فيه الحقوق والواجبات، وطن يرقى بنفسه إلى مصاف البلدان المتحضرة المتقدمة علمياً واقتصادياً وسياسياً وقضائياً.
تعز.. لا شيء يخيط لها الجرح ولا يجبر كسرها ولا يمسح وجه تلك الدماء المضرجة على أزقة شوارعها سوى نجاح ثورتها ورؤيتها علم الحرية شامخاً يرفرف في كل أرجاء اليمن ويعلو خفافاً سماء هذا الوطن.
كم كنتِ جميلة أيتها الحالمة وأنتِ ترسمين علم وطننا الحبيب بألوانه الثلاثة: بدماء أبناءك الزكية لوناً أحمراً ومن سلمية ثورتك بياضاً ناصعاً ومن أدخنة بارود المدفعية والدبابة ووابل الرصاص المتناثر على سمائك لوناً أسوداً.
كم تبدين رائعة شجاعة يا تعز وأنت تقهرين إرادة الدبابات والرشاشات الخفيفة والثقيلة وقصف المروحيات بصمودك وثباتك وعزيمتك التي لن تنكسر، وما استرجاعكِ واستعادتكِ لساحة حريتكِ إلا خير شاهد ودليل على إرادتك التي أبت أن تلين.
* مرايا:
املأوا الدنيا ابتساماً
وارفعوا في الشمس هاماً..
واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم
تحت السماوات انقساماً..
واحفظوا للعز فيكم ضوءه
واجعلوا وحدتكم عرشاً له..
"الفضول عبدالله عبدالوهاب"
صادق الصُليحي
تعز.. الجرح والصمود 2204