الخامس عشر من حزيران الفائت يوماً استثنائياً عاشته تعز الحالمة.. التقت فيه أفراح النصر.. مع تعالي الزغاريد وسط مشاعر لطالما عانت الإحساس بروح الوطنية بعد أن انهمرت الدموع شوقاً ولقاءً.. وتلاقى الأحباب بالأحباب.
كان ذلك اليوم مشهوداً، اجتمعت فيه كل معاني الحب وعبير الحرية وأريج الوطنية، حيث امتزجت الإرادة الكونية بالإرادة الثورية لتصنع حدثاً كونياً شهد حضوره العالم أجمع في ظاهرة خسوفية استمرت زهاء الساعة والنصف.. فترة زمنية أظلم خلالها الكون بأسره ليعود بعدها النور من جديد وتشرق الأرض بنور ربها بعدما تبدد الظلام وتجلت الأنوار.. حدث لم يتوقف عند حدود الكون الخارجي، بل استمر حتى طال سماء الحالمة التي شهدت هي أيضاً تبدد الظلام النظامي الذي خسف بساحة الحرية في التاسع والعشرين من مايو الماضي ليعود النور مشرقاً وضاءً بعودة الساحة إلى محبيها، من عشقوا الحرية وقدموا أرواحهم ثمناً لذلك العشق.. نعم عادت ساحة الحرية إلى أبطالها المغاوير.. الساحة التي تنفس فيها الشباب الصعداء.. الساحة التي تعني بالنسبة لهم البيت الكبير الذي يأوون إليه.. الساحة التي يستقون منها إلهامهم النضالي.. الساحة التي أعادت لهم أحلامهم الشبابية التي مزقها نظام الفساد الذي يجيد مهارات القتل والتنكيل بحق مواطنيه وشعبه.. هاهي الحرية عادت وعاد معها الوطن ـ إنساناً وتاريخاً وحضارة.. عادت وفي فجرها موعد النصر المنتظر بإذن الله.. عادت لتقول لأعداء الحرية والإنسانية إنها باقية ما بقي نظامهم المتهالك وإنها صامدة مهما نكلوا بها وأحرقوها.. عادت ليعلم أولئك المرجفون أن حرقهم للساحة لا يعني حرق الحرية والإرادة الثورية التي تجذرت في أعماق الشباب الثوري الحر وإن اعتقدوا ذلك فإنهم واهمون.
أما صاحب هذه السطور فإن كان له من شيء يقوله فهو تحية إجلال وإكبار.. تحية حب وإعظام لكل تلك الهامات الوطنية التي جسدت في مواقفها النبيلة الشجاعة أروع صور الإنسانية التي سيسجلها التاريخ بماء الذهب للأجيال القادمة.
إلى كل المشائخ في تعز وكل الوجاهات الاجتماعية.. وإلى كل الجنود الأشاوس حماة الأرض والإنسان الذين أعلنوا انضمامهم للثورة المجيدة.. إلى كل الوجاهات الاجتماعية في ربوع اليمن السعيد.. أصحاب الإنسانية ورجال المبادئ والقيم.. إليكم جميعاً أبارك لكم مواقفكم الوطنية التي سيحتضنها تاريخ اليمن الجديد.. يمن الحرية والعدالة.. يمن المواطنة والمتساوية والدولة الحديثة.
الخلود للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والمجد للوطن
مرايا
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي * بالسيف ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة * أو نزع إيماني ونور يقيني
Alsadeq79@gmial.com
صادق الصُليحي
عظيمة أنت يا تعز! 2266