منذ أسابيع وقوات الحرس الجمهوري تقتل المواطنين في أرحب، وأنتم صامتون، إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي والإنساني يدعوكم للقيام بما يليق بمناصبكم السيادية في اليمن، فلا الدين ولا الأخلاق ولا الوطنية ولا الإنسانية تقبل صمتكم عن قتل المواطنين في أرحب، قائد الحرس الجمهوري يقول: إنه ينفذ أوامركم وملتزم بها، فهل أنتم من يأمر بالقتل، إن الصمت عار، والسكوت قبيح، والموت البشع يقتل أبناء أرحب، وقذائف الدبابات الفظيعة تفتح القبور، إن كل قبر يفتح أنتم مسؤولون عنه، وكل شخص يقتل أنتم مسؤولون عنه، وكل قلب يخاف، وكل طفل يفزع، وكل عين تدمع، وكل كبد حرى، وكل نفس ولهى، أنتم مسؤولون عنها، اللهم فاشهد.
إن أرحب قبيلة يمنية أصيلة مسالمة، قدمت للثورة فلذات أكبادها في مواطن الشرف، وجادت بأبنائها ورجالاتها في ميادين البطولة، وثبت رجالها الأحرار تحت سيف الجلاد و الإمام/ أحمد يقطع رؤوسهم لأجل اليمن، واليوم تكافأ بالقتل، وتجازى بالدمار، وهدم المساكن، وقصف الآبار، وتدمير البيوت، فالله الله لا تتأخروا في نصرها ورفع الظلم عنها وعزل القادة الذين أمروا بقصف أرحب، فاليمن تربي جيشاً لحمايتها وليس لقتل مواطنيها.
ما أشد قسوة قوات الحرس الجمهوري في اليمن وإلى الله المشتكى، كم طفل أدخل حفرته، وصبي صغير أنزل في لحده، وشاب في مقتبل العمر ووري الثرى، وامرأة غيبت في حفرتها، وأهيل عليها التراب، وشيخ طاعن في السن ضمن في ضريحه، ووسد في رمسه، وأنتما تشربان الشاي غير آسفين، وتشاهدان التلفاز غير مباليين، تتابعان قناة "اليمن" و"سبأ" في انتظار مهدي الرياض لا رده الله، وأبناء أرحب تقصفهم المنايا، وتغتالهم يد الردى، وتعبث بهم مخالب المنون، ويعيث الموت فيهم قتلاً وتشريداً ودماراً.
إن صمتكم عار عليكم في الدنيا والآخرة، وسكوتكم خزي يلحقكم أبد الدهر، ما بقي الليل والنهار، وما تعاقبت الليالي، وما أصبح صبح، وأظلم ليل، ما معنى الصمت والسكوت والمصائب النازلة بأرحب، والمنايا أناخت مطاياها قتلاً وتقتيلاً.

إن مصاب أهلنا في أرحب فادح ومفجع ومؤلم، ومصيبتهم مروعة ومقلقة ومحرقة ومحزنة، لقد نالتهم مصيبة كبيرة عظيمة، ورزية فاقرة مؤلمة، وفجيعة شديدة موجعة، كسفت البال، وغيرت الحال، وهدت الأركان، وهدمت البنيان، ودمرت الآبار، يقتل الناس الرصاص والعطش.

إنها مصيبة تبكي العيون، وتدمي الجفون، وتشجي الصدور، وتقصم الظهور، وتذهل العقول، وتكوي القلوب، وتفتت الأكباد، وتذيب الفؤاد، وتطير الرقاد، وتكدر صفو الحياة، وتنغص لذيذ المعاش، لمن كان له قلب، لا تزال العين منها دامعة، والنفوس في فاجعة، والكبد حرى، ولكننا نقول لأهلنا في أرحب ولكل حر في اليمن الحبيب في سبيل الله ما دهانا، وداهمنا، وعرانا، وغشينا، وأصابنا، ومسنا، ووصل إلينا، ولحقنا، ونزل بنا، وفدحنا، وورد علينا، ورزأنا، وعند الله نحتسب كل ما لقينا.

تضحكون والأمهات تبكي، وتأمنون والنساء يطويهن الخوف، وتفرحون والأطفال يرتعبون، وتملأ البسمات قسمات وجوهكم وأنين الجرحى وحشرجات القتلى تملأ ما بين السماء والأرض، أي رجال ظلمة اختارهم صالح للدولة في اليمن، فهو منهم وهم منه، قلوبهم صخر جلمود، وأفئدتهم أحجار سود، فسواء بقي أم ذهب، فظلم نظامه وأزلامه باق، يقتل الأنفس، ويزهق الأرواح، ويسفك الدماء، ويقصف الآبار، ويخرب البيوت، ويقطع الأرزاق، ويشرد الناس، ويروع الآمنين، ويهدم الحياة.

لا عذر لكم عند الله، ولا عند خلقه، لا عذر لكم، الصمت عار، والعجز عار، الصمت تواطؤ، والسكوت اشتراك في القتل، ولكننا ندعو عليكم جميعاً لا نستثني أحداً.

اللهم إنا نستنصر بك فقد قل الناصر، ونستغيث بك فقد ضعف المغيث، ونلجأ إلى ركنك الوثيق، ونحتمي بعزتك التي لا تضام، وبقدرتك التي لا تقهر، فأنت الله الذي أحطت بكل شيء علماً، وأحصيت كل شيء عدداً، وأنت من ورائهم محيط، وبمكرهم عليم، وعليهم قدير، استقووا علينا بقوتهم، ونحن نستقوي عليهم بقوتك يا ذا الجلال والإكرام، ونلوذ بجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم أرنا فيهم جبروتك يا شديد العقاب، وأرنا في كبيرهم وصغيرهم قائدهم وجنديهم ممن قتل أو رضي أو سعى أو أعان بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وغضبك الذي أعددته للمعتدين، وانتقامك الذي لا يرد عن القوم الظالمين، يا سريع الحساب، يا فعال لما يريد، الغوث الغوث، النصر النصر، الساعة الساعة، يا رب يا رب يا رب.