;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

لشباب ساحات الحرية والتغيير 1909

2011-07-07 02:45:58


غموض يلف مستقبل وطن بأسره وليس مستقبل الثورة اليمنية, هكذا أراد المخرج لسيناريو نهاية نظام صالح في اليمن لعدة أسباب، ولعل أهمها ضعف المعارضة في عملية التخطيط والأداء السياسي، وكذا عدم توحد القيادات الثورية في مختلف ساحات الحرية والتغيير، وكذا جهلها للكثير من وسائل التصعيد إلى جانب عدم قناعة الجوار بالثورات وإرادات الشعوب خوفاً من انتقال هذا الإعصار إلى أراضيها , أما الغرب والشرق، فتعاملهم مع الحقوق والحريات وفق مصالح بحتة ولا علاقة لها بقوانين الأمم المتحدة وغيرها من المعاهدات الدولية إلا بما يوافق مصالحهم وخططهم المستقبلية.
هذا هو الواقع منذ عشرات السنين، لكننا دائماً نتجاهل ذلك بمحض إرادتنا ونتناسى فلسطين والصلف الصهيوني وعلاقة تلك الدول بآلاف الجرائم التي ارتكبها المحتل ضد إخواننا في أرض المحشر.
 سؤال يطرحه كل مواطن عادي لماذا ثورة اليمن؟! ومن اللاعب الأساسي في الميدان وكيف اختزلت الثورة إلى مسيرات وصلاة الميادين وتشكيل الائتلافات؟ ماذا تعني الثورة, وهل صارت قيادات اللقاء المشترك واللجنة التنظيمية تدركان تماماً معنى الثورة؟ لا أعتقد ذلك، لأن الثوار في بلادنا يخرجون شبه يومياً في مسيرات ومنذ قرابة الشهر للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي, لا ندري ممن يطالبون الثوار ذلك؟ إذا كنت أيها الثائر لا تزال تشحت أهداف ثورتك من الآخرين وتطالب منهم تحقيقها، فمعنى ذلك أنك بحاجة إلى ثورة ضد ذلك العجز الذي يتملكك وهذا بصريح العبارة يشكك بالثورة ذاتها ويكشف عجز الثوار عن صنع أحلامهم, وفي الأخير نجد جميع الشباب والأحزاب والقيادات الأخرى في خط المناورة بانتظار القادم من وراء الحدود والمبررات واهية وتحت مسمى حقنا للدماء , رغم أننا ندرك جميعاً أن عدد من سقطوا منذ بداية الاعتصامات إلى اليوم صاروا بالآلاف والقصف كل يوم يرعب الآمنين والحالة الاقتصادية تنذر بكارثة
صحيح أن ثورتنا في اليمن سلمية وشبابية، ولكن لماذا لم نستفد من غيرنا كالثورة المصرية وتصعيداتها إلى مرحلة إسقاط النظام وتشكيل حكومة وحدة وطنية ؟، أما رأي الخارج حول مستقبل البلاد بشكل عام وليس الثورة فقط، فقد صار جلياً، ففي الوقت الذي يريد النظام ورموزه صومالاً جديداً، يريده الأشقاء سلطنات ودويلات متناحرة فيما بينها وذلك بعد أن يظل الوضع الحالي في محلك سر حتى عام 2013م وكذلك بالطبع يريدها الأصدقاء ما دامت مصالحهم مرتبطة بالجوار، فلا يمكن أن يخالفوا لهم رأياً.
أما المعارضة التي تعودت دائماً المفاوضة قبيل كل استحقاق ديمقراطي على صفقة رابحة بعدد من المقاعد وكذا الوعود العرقوبية باستئناف الحوار حول مطالبها عقب إعلان النتائج, يبدو أنها -أي المعارضة التي تعودت على ذلك- ترى إلى الثورة بالشيء الكبير ولا بأس من التصعيد باسم هذه الثورة لرفع سقف المطالب التي يريدونها من النظام والتي لا تتجاوز عشرات من مقاعد البرلمان وبضع من الوزارات الإيرادية والسياسية.
أما الشباب، فيبدو أن عبده الجندي -نائب وزير الإعلام- على حق عندما قال: إنهم شباب أحزاب المشترك من اتحادات طلابية وكوادر نقابية وغيرها تم الدفع بهم إلى الشارع بعد أن ركبت المعارضة موجة تسونامي الثورات العربية، ولكن بالطريقة التي تعودوا عليها , لذا فهم شباب مسيرون وليسوا مستقلين يدركون جيداً ما يريدونه بالفعل وما هو واجبهم ودورهم الذي تنتظره الملايين اليمنية منذ أربعة أشهر.
 عليكم أيها الثوار من شباب وأحزاب معارضة ومن أعلنوا انضمامهم إلى الثورة أن تدركوا جيداً أن أي ثورة في الدنيا لا يوجد فيها حل وسط، فهي سلاح ذو حدين إما أبيض أو أسود, إما أن تنجح الثورة وتتحقق كافة أهدافها وإما أن تفشل ويرضخ الثوار للضغوطات والقبول بأي تسوية , أو تظل كما هي عليه اليوم حتى يعيد النظام ترتيب نفسه والقضاء عليكم واحداً بعد الآخر في الوقت الذي أنتم تنتظرون فيه الضوء الأخضر من العلم الأخضر أو رأي العم سام الذي يحلم بتمزيقكم والتربع على العرش في مدينة سام.
وفي هاتين الحالتين أنتم من سيدفع الثمن ومن ستتم محاسبته من قبل الشعب جراء ما عاناه خلال الفترة الماضية, بل إنكم من سيتحمل المسؤولية حول تلك الدماء الزكية التي أزهقت في ساحات الحرية والتغيير, أولئك الأبرياء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة مشاعل نصر لهذه الثورة وهم يواجهون رصاصات النظام والغازات السامة ومسيلات الدموع بصدورهم العارية, فالوقت لا يزال متاحاً لكم لتصنعوا شيئاً جميلاً، ولتكملوا ما خرجتم من أجله, فعليكم العمل على تحقيق كافة أهداف ثورتكم دون مطالبة الآخرين بذلك وإلا ما معنى كونكم ثوار؟!.
 حافظوا على استمرار سلمية ثورتكم ولا تعطوا الآخرين فرصة لتحقيق أهدافهم وما كانون يهددون به من قبل مثل حرب أهلية وانفصال وغيرها, عليكم التعجيل في ساعة الحسم وكونوا على ثقة أن النظام الهش لا يستطيع أن يقمع ويوقف إرادة الشعوب الثائرة الصادقة مع الله والوطن والملايين من أبناء الشعب, وعليكم أن توقفوا الآخرين وفي مقدمتهم قيادات المشترك عند حدهم، فهذه ثورتكم والمستقبل لكم، فهي ثورة شباب ولا يوجد واحد بينهم شباب حتى يشهد العالم بأسره أنكم شباب ثائر مستقل لا يتلقى الأوامر من المجلس الأعلى للمشترك أو بنت خاله اللجنة التحضيرية للحوار الوطني, فهل أنتم فاعلون؟!
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد