سعدنا في الأيام الماضية بقرار الأندية المتخذ بعدم لعب الدوري بسبب الظروف الحالية، والوضع الدموي.. وفجأة وبلمح البصر تعدل أغلب الأندية عن قرارها بسبب ضغوطات سياسية لترضخ وتتخل عن كل (المبادئ) والقيم لأجل إطاعة قرار سياسي لن تخالفه أبدا مهما يكن الأمر بحقها مسيء ومهين!!.
عيب!!.. والله ما حدث وصار من قبل الأندية اليمنية التي كانت قد تمسكت بعدم خوض الدوري، ثم عدلت عن قرارها (بإيعاز) من شخصيات تنتسب لمواقع في السلطة، وكانت شريكة في كثير مما أصاب هذا الشعب وثورة شبابه.. ومازال هناك من يصر على إهانة الأندية اليمنية بالرقص والتصفيق على جثث الشهداء الذين تساقطوا في كل محافظة دون شعور بأنهم من أبناء هذا الشعب، وأن دماءهم الزكية قد سالت لأجله.. الصورة تؤكد مدى احتقارهم لكل شهيد سقط في كل محافظة، وأنه أمر لا يهمهم، ولا يشغل بالهم، ولا يعنيهم، فالأهم عندهم هو إبقاء أمورهم تحت السيطرة.. غير مبالين بما سوف يحدث من عواقب استئناف الدوري، وما يلحق بالأندية ولاعبيها أثناء سفرهم بعد كل مباراة.
 فعلا.. إنه قرار خبيث، وتصرف مسيء بحق الشعب اليمني ككل.. قرار مسيء لكل الأطراف التي وافقت على تطبيق قرار الاستئناف الذي يطيح بالرياضة، ويضحي بها لأجل مصالح البعض ممن أضرت تدخلاتهم برياضتنا، ورمت بها إلى الحضيض!، ودهور بها كرتنا اليمنية، وعادت إلى الوراء بفعل أعمالهم المشينة.. إنه منظر قاسٍ من الصعب أن ينظر إليه بعدما التجرد من الحياء!!.
 أنا هنا لا ألوم اللاعبين ومدربيهم، لأنهم تعودوا وعودوا أنفسهم أن يلقوا أنفسهم إلى (التهلكة) بأمر من أشخاص مؤمنين أن رزقهم بيدهم!!.. هنا يقع اللوم والمسئولية الكبرى على القائمين على تلك الأندية، ومن عاثوا بالرياضة فسادا وتدميرا وانتهاكا، وتدخلات لا يقبلها عقل ولا منطق أو حتى عاطفية، بل هي (انتماءاتهم السياسية) من جعلتهم ينسوا حرمة الرياضة واسمها.. وهيبتها.. ورسالتها.. ونبلها.. وغاياتها وعلى حساب أندية (اؤتمنوا) عليها، فخانوا هذه (الأمانة)، وجعلوها جسر مرور سهل المنال لأي عمل سياسي خبيث متخذ، وهم سبب جلب السمعة السيئة لكل نادي، حتى ظهر الأندية الرياضية (بلا مبادئ)، وهو من المفروض أن لا يكون، لأن طبيعة هذه الأندية الرياضية وروحها الأصيل تمنعه عن ذلك.
 وهنا أوجه رسالة لكل أعضاء اللجان العمومية وأقول لهم: "أنقذوا أنديتكم، وسجلوا مواقفكم الشريفة التي كانت قد اتخذت من قبل، فعدلتم عنها إرضاءً لوجهات وشخصية، فآن الأوان لإثبات دوركم في اللجان العمومية في عملكم المشروع، وحبكم وولاؤكم واحترامكم للعبتكم ومهنتكم التي تنتهك على يد أشخاص لم يعيروا لها أي اهتمام، أو يعطوها جل احترامها أو يحترموها ويحترموا تاريخها المشرف!!".. فلازلت على أمل أن (تهبوا) لتأخذوا القرار السليم بحق أنديتكم، وترفضوا كل تدخل سياسي خبيث فيها!.
 وفي الأخير أسجل إعجابي (وأزف) كل احترامي لعمومية الصقر وموقفهم النبيل الذي خرجوا به الإثنين الماضي حين أقروا بعدم خوض الدوري، وهم متمسكون بمبادئهم حتى لو هبطوا للدرجة الثانية أو الثالثة، وهذا قرار راجح من إدارة إنموذجية تصنف بالأفضل من بين الأندية اليمنية.. فكان القرار راجح وصائب من نادي يحترم مهنته.. ورسالته.. وغايته، وإدارته أيضا تحترم عملها لتؤديه بكل حب وإخلاص وتفانٍ، ولا أنسى أن زف حبي وتقديري لكل نادي شريف وحر ونبيل أعلن تمسكه بحقه ومستحقه، ورفض القرار السياسي من اتحاد كرة الجبن والتخاذل المدار بيد أشخاص (كرموت كنترول)، فلهم منا كل الحب والتقدير.. وأما بقية الأندية المدارة بيد أشخاص فلا عزاء لهم، فقد اختاروا لأنفسهم هذه المكانة.. وهذا الذل.. وهذه المهانة.. وأتمنى أن تعقلوا وتعودوا إلى رشدكم حتى لا تفقدوا جماهيركم واحترامكم وحبكم الكبير بين جماهيرنا الرياضية.