اليوم أقام الأعزاء في الحزب الاشتراكي عرسهم السنوي بمناسبة الذكرى 46 لتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في تعز.
نبارك لهم هذه الذكرى ونبارك لكل القوى السياسية اليمنية وخصوصا في محافظة تعز التي تتعلم كل يوم كيف تستفيد من الماضي وتستثمر الحاضر من اجل مستقبل تتلاشى فيها الأخطاء. والتعثرات التي حدثت وتحدث وأعاقت الوصول النموذجي لأحلام شعب مكافح وعظيم.
الحزب الاشتراكي ليس كيانا عابرا فهو حزب راسخ في العمق اليمني وجزء من تاريخه ونضاله.
والأحزاب السياسية التي لها باع في الشأن اليمني ليست ملكا خاصا لأعضاء الحزب بل هي شأن عام يخص كل اليمنيين لان تاريخ ومسلك أي حزب يؤثر مباشرة في حياة الشعب والدولة والاستقرار والسكينة بل وله علاقة بمستقبل التنمية والرخاء والوعي الاجتماعي.
ومن هنا فكل حزب يهمنا نجاحه وعافيته كيمنيين حتى أولئك الذين لا شان لهم بالحياة الحزبية فعافية الأحزاب وسلامة مسلكها يعود على الشعب حيث تتحول الأحزاب في حال نضوجها وتكاملها إلى أنهار كلها تصب في وادي الوطن.
فالأحزاب هي الوسائل المؤدية الى وطن كريم ومجتمع قوي يملك إدارة وطنه وثرواته وهي الأدوات المتعددة التي تستوعب الطاقات المتنوعة وتعبر عن تطلعات وآراء الشعب بشكل متكامل ومتناسق وجميل وهذه هي الوظيفة التي وجدت من أجلها الأحزاب وفيها تصبح (كل الطرق تؤدي إلى صنعاء) أو هذا هو المفترض والواجب الذي نعود إليه.
كانت فعالية الحزب الاشتراكي في ذكراه الـ٤٦ اليوم ضافية شعرنا بسعادة بحيوية الحزب الذي يعبر عن حيوية العمل السياسي والحزبي بالمحافظة كما اسعدنا أكثر انفتاح الحزب لنقد تجربته السياسية مالها وما عليها بدون تحفظ من أجل استخلاص الدروس.
وهو ما أكده السكرتير الأول لمنظمة الحزب بتعز الأستاذ الرائع باسم الحاج في كلمته وهو ما يجب أن تمارسه الأحزاب عموما.
فالتجربة الحزبية هي تجربة تخص كل اليمنيين.
إضافة إلى التقدم في مجال الحرص على العمل المشترك ووحدة القوى السياسية وأهمية تجربة المصالحة بتعز والتي تسير إلى الأمام مصطحبة معها تجارب ثرية لكل القوى والأحزاب السياسية، وهو ما أشارت إليها الكلمات التي جاءت كلها متكاملة معبرة عن وعي المحافظة ومنها كلمة وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي عن السلطة المحلية وكلمة الأحزاب والقوى السياسية التي ألقتها الأخت صباح راجح وكلها أكدت على وعي جمعي في المحافظة بحاجة إلى جهود وتكامل وتصحيح مستمر للمسارات،
مع أهمية العمل على تجاوز السلبيات وتنمية الإيجابيات والعمل على القواسم المشتركة وهي الأعم الغالب إضافة إلى حسن إدارة الخلافات والاستفادة من التبايانات في الرأي وتوظيفها لمصلحة تحسين وتطوير الفعل الحزبي ليؤدي الوظيفة الوطنية المنشودة التي تصب في المصلحة الوطنية العامة وتقوية المجتمع اليمني وتحصينه.
نحن بحاجة ماسة لتفعيل الجانب الثقافي في القيادات والقواعد، لتعميق شكل وأهمية الدور المشترك والمتكامل للأحزاب والذي يبدأ من وعي ودور وفاعلية الفرد فمشكلتنا التي نتعثر فيها جذرها ثقافي يتعلق بالوعي والقيم الوطنية السوية والجامعة.