;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

سؤال إلى علماء وأهل اليمن: هل علي صالح نبي الله في الأرض؟! 2943

2011-08-25 04:49:34


سمعنا في التلفزيون الرسمي من يقول: إن علي عبد الله صالح نبي الله في الأرض! والسؤال: ما موقف العلماء من هذا الكلام؟ وهل السكوت عليهم جائز؟ وهل يجب عليهم تبيين الحق؟ والغيرة على مقام النبوة؟ وهل سكوت العلماء إقرار على جواز مثل هذا القول؟ والرضا به؟ وهل هذا القول منكر يجب تغييره؟ أم هو معروف يصح اعتقاده والقول به؟.

السؤال مقدم إلى مفتي الديار اليمنية وأعضاء دار الإفتاء وجمعية علماء اليمن وأعضائها وهيئة العلماء وأعضائها وإلى كل عالم في اليمن.

نرجو من علمائنا أن يوضحوا للناس موقفهم، فإن الله تعالى ذم من يكتم العلم، يقول عز وجل: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (187) سورة آل عمران، وبنى قبوله لتوبة العلماء على التبيين للناس، قال الله سبحانه وتعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (160) سورة البقرة، وعليهم أن يقوموا بواجبهم وأن يقدموا خشية الله تعالى على خشية الخلق، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (39) سورة الأحزاب، وقال بعد هذه الآية: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب.

فما معنى سكوت العلماء في قضية من قضايا العقيدة الأساسية هي قضية النبوة وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة، وقد قاتل الصحابة رضي الله عنهم مسيلمة الكذاب ومن معه، ولم يفعل غير ادعاء النبوة، وقاتلوا سجاح للسبب نفسه، وقاتل اليمنيون الأسود العنسي وقتلوه للسبب ذاته، ولم يقبل المسلمون عبر العصور الإسلامية أن يقال أن هنالك نبي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أقروا من يقول ذلك، ولا سكتوا عنه، ولا سمحوا به.

فالله الله أن يهدم الدين وعلماء اليمن أحياء، والله الله أن تدك قواعد الإسلام، وأركان الإيمان، ومعالم الشريعة وعلماء اليمن صامتون، لا يحركون ساكنا، ولا ينطقون بكلمة، إن علماء اليمن يتداعون ويصدرون بيانات على قضايا أقل شأناً وأهمية وقدراً في الدين والدنيا من قضية هدم الدين، والتطاول على مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويخطبون الخطب ويعقدون المؤتمرات فلماذا الصمت على هذا الأمر الجلل، والسكوت على هذه القضية الخطيرة.

وأمر آخر لماذا سكت الناس عن الرد على الأفاكين الذين يزعمون وجود نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويتبجحون بذلك على وسائل الإعلام الرسمية، التي تأخذ أموال الزكاة لتصرفها على جهاز التلفزيون الذي يدعي وجود نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وهل يقبل أحد من الناس أن ينتقص الإعلام الرسمي دين الله عز وجل، ثم يسكت ولا يبالي وكأن غيره المعني، هذا رسول الله يا مسلمون يا يمنيون يا بلد الإيمان والفقه والحكمة، يتطاول الإعلام الرسمي على مقامه وأنتم صامتون، اللهم نبرأ إليك، ولا نقر ما فعلوه ولا نرضى به، ونستغفرك من صمت العلماء مع علمهم أن تأخير البيان عن وقته محرم.

أقول هذا لأن الأمر أصبح شائعا في المجتمع، فقد ذهب أحد أقربائي يشتري بضاعة من شارع هايل في العاصمة صنعاء، فوجد البائع يقول له: إن علي عبدالله صالح نبي، ويتبجح بذلك، والعلماء في نومهم ودين الله الموكلون بحراسته وتبيينه يهدم في أساس عقيدته وإن الله وإنا إليه راجعون

أخي القارئ الكريم سيسألك الله ما فعلت في الدفاع عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم في أخص خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي أنه خاتم النبيين، أعرف أنه لا يرضيك أن يتطاول أحد من الناس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن ما أنت صانع وقد تطاول الإعلام الرسمي عليه، هل تكتفي بالصمت، وهل هذا هو موقفك الشرعي، أم أن للإسلام ونبيه حق الغيرة وللدين واجب الدفاع عنه؟!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد