;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الثورة الشبابية الشعبية أخرجت اليمن من زمن التيه 2301

2011-09-12 03:28:15


هل يصلح علي صالح ونظامه وبقاياه واجهة لليمن؟ هل يصلح ذلك النظام البائس أن يكون عنواناً ليمن الإيمان وهو الذي يكذب كما يتنفس، ويغدر في كل أحواله، ويخالف قوله عمله في كل وقت، ويقتل النفس التي حرم الله في أرحب وأبين وتعز والحديدة وإب والحمية ونهم وشوارع العاصمة وحي الحصبة وفي كل شبر من أرض اليمن، وهل من الإيمان سفك الدم الحرام، وهدم المنازل، وتدمير المزارع، وتخريب البيوت، وتشريد المواطنين، وقصف القرى اليمنية وأحياء المدن بالطائرات والمدفعية؟
هل من الإيمان هدم المساجد، وقصف المآذن، وقتل حفظة القرآن الكريم بالقراءات السبع، والكذب على رؤوس الأشهاد، وإخلاف الوعود أمام الداخل والخارج، بمرأى من الكبار والصغار؟.
هل يصلح ذلك النظام البائد أن يكون ترجمة صحيحة وحقيقية ليمن الحكمة، وهو النظام الذي يتصرف بغوغائية بشعة في قراراته المزاجية، ومواقفه العبثية، فهل من الحكمة في شيء موقف اليمن من الكويت الغالية في احتلال العراق للكويت 1990م،؟ كيف خذلت اليمن دولة الكويت ودولة الكويت كانت مثل النهر الذي يعطي في صمت، ويجود بغير من، فجوزي إحسان الكويت بإساءة نظام صالح إلى الكويت وقبلها إلى الشعب اليمني؟.
 وهل من الحكمة من شيء موقف النظام البائد من ثورة الشعب الليبي حين تم استدعاء السفير اليمني إلى صنعاء حتى لا يحضر الجلسة التي يشارك فيها الوفد الليبي في جلسة الجامعة العربية، فهل هذا موقف حكيم؟، لماذا الإساءة إلى الشعب الليبي لأجل طاغية أزاحه الله تعالى من فوق الأرض الليبية الحبيبة، وهل من الحكمة الانحياز للطاغية القذافي ضد الشعب الليبي العظيم، وهل يفعل هذا الموقف أي عاقل حكيم على وجه الأرض؟.
هل يصلح نظام صالح وبقاياه ليمن الفقه وهو النظام الذي لا يفقه المعادلات السياسية فيقف المواقف الخاطئة طوال الوقت، فأين مكانة اليمن في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله، من مكانة اليمن في زمن نظام صالح، وإبراهيم هو من قال عنه الرئيس السادات: أصغرنا وأذكانا، قارن بين خطابات إبراهيم ـ رحمه الله ـ وبين خطابات صالح، كما بين النهار الجلي وبين الليل البهيم، اسمع لإبراهيم وهو يقول: العمل بصمت والنتيجة المشرفة بدون ضجيج، وتأمل إبراهيم وهو يقول: تجريب المجرب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين، أين هذا الكلام الذي يدون في الكتب بجوار كلمات عظماء التاريخ وبين خطاب الشيوبة، أو خطاب الاختلاط، أو كلمة التحدي من سرير المرض، أو غيرها هل هناك كلمة تحفظ، أو عبارة تدون.
إبراهيم يقول: إنه يحب اليمن باتساع السماء، وعلي صالح يقول عن حرب صعدة إن الخسران هو الحوثي أما علي صالح فإذا قتل جندي سيجند غيره، ناسياً ومتناسياً أن الجندي والحوثي كلاهما يمنيون وواجبه حمايتهم، وأن الجندي ليس متاعا يستبدل، ولكنه مواطن بطل ضحى بنفسه لأجل الوطن، فهل هذا من الفقه والحكمة، وإبراهيم يقول: لو لم أكن رئيسا لليمن لما أهدى إلي أحد شيئا، وعلي صالح يدعي أن على الشعب أن يتوقف عن حسده مما في يديه وأن كل واحد يكد من فضل الله، وكأن ما في يد علي صالح هو نتاج جهده، وليس مال الشعب، الذي يسحقه الفقر، ويقتله الجوع، ويعبث بمقدراته الفساد، ويأكل خيراته المفسدين.
هل يصلح نظام صالح وبقاياه أن يكون ممثلا لحضارة اليمن الضاربة في جذور التاريخ، والممتدة في شعاب الزمن، تتناقلها الأجيال، ويتدارس عظمتها العلماء، لم يقرأ علي صالح ونظامه تاريخ اليمن، فلذلك يحتقر الشعب عشرين مليون لا يوجد فيهم أحد في نظره يقدر على قيادة الحكم في اليمن، ويحال بكل جهد تحجيم دور اليمن، وصورة اليمن، من خلال تسويق صورة بائسة عن اليمن أنهم متسلون وعاطلون وإرهابيون وغير حضاريين ولا يعرفون النظام ولا ينحازون إلى القانون، وأنهم يحلون مشاكلهم بالسلاح، ويحتكمون في خلافاتهم إلى البندقية، ولا يجيدون شيئا غير الاقتتال، وأنهم مرتزقة يأخذون من كل الناس لأجل الاحتراب الداخلي فهو يقول من السعودية أن دولا خارجية غذت حروب اليمن وأنها تدفع للطرفين، وبحسب كلامه فالشعب اليمني مجاميع من المرتزقة، أين هذا من تفكير الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، ومن أداءاته لقد جعل إبراهيم لليمن حظوة واحتراما، فكان يعامل المغترب اليمني في عهده معاملة إكرام وإجلال وإحترام وكان المغترب اليمني يفرض شروطه، ويرفع صوته قائلا لمن يراجعه: راجع إبراهيم، أو راجع الحمدي، وفي ظل زمن التيه لنظام صالح وبقاياه يكدس اليمنيون كالخرفان في المنافذ الحدودية مع السعودية في صورة قاسية لامتهان كرامة اليمني وإنسانيته.
هل يصلح نظام صالح وبقاياه أن يكون قدوة للأجيال، بماذا ستذكره الأجيال بحرق المعاقين، أم بقتل المصلين يوم جمعة الكرامة، أم بالغدر بالمتظاهرين أمام بنك الدم، أم بحصار الثوار في جامع الرحمن بشارع الجزائر، أم بقصف الطائرات لليمنيين. في أي شيء تقتدي الأجيال بهذا النظام في الكذب الذي نراه على الشاشات، أم في نشر ثقافة الكراهية، أم في التلاعب بالدين واستضافة علماء السوء الذي يريدون أن يجعل الله العدل سبحانه الذي أمر بالعدل وأثاب عليه وشرع دينه لإقامته وأنزل كتابه لأجل القسط قال الله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (25) سورة الحديد. يريدون أن يجعلوا الإسلام إقرارا لحكم الظلمة وولاء لهم والله تعالى يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (113) سورة هود. فرتب النار على الميل بالقلب إلى الظلمة المتمثل في الركون.

هل يصلح نظاما التيه والنفق المظلم أن يكون وجها وواجهة ليمن الحضارة وشعبها العظيم، لا يصلح لأن من يقتل شعبه لا يجوز له أن يحكمه، ومن يسفك دماء اليمنيين لا يحق له أن يكون حاكما عليهم، وقد سلط جيشه العائلي من فلول الحرس غير الجمهوري على أرحب وتعز وغيرها.
وأخيرا إن الله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء. فماذا أنتم قائلون لله أيها التائهون من الجنود والصف والضباط التابعين للحرس، أتخشون قاداتكم، {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} (13) سورة التوبة. أم تحبون إرضاء قادتكم بسخط الله تعالى والله عز وجل يقول: {وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ} (62) سورة التوبة. إن اللإيمان بالله الموجود في قلوبكم والراسخ في ضمائركم سيهديكم إلى الخروج من زمن التيه والانضمام إلى الثورة، فالإيمان بالله يهدي أصحابه إلى صون النفس وحفظ الدم، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (9) سورة يونس
شكراً للشباب وثورتهم العظيمة المنصورة بإذن الله لقد أعادت لليمن قامته التي سلبها النظام، وصورته البهية الجميلة التي شوهها النظام، ومكانته الحضارية التي حاول نظام صالح تغييبها، لقد أعطت الثورة لليمن فرصة الوجود الحضاري، والخروج من زمن التيه، فما بال بعض الناس من الجيش ومن المواطنيين صامتون، فهيا إلى الساحات وهي إلى المظاهرات، لبي نداء الوطن، فأنت لها لا تقعد مع المتخلفين.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد