صحراءٌ بِلا ماء، جسد بِلا روح، مدينة بِلا بشر يقطنها أرواحٌ وأشباح، تنادي أين العدل وأين البقاء، أين الحرية وأحلام البسطاء؟، لماذا تهرب مني أيها الأمل ويحل مكانك الشقاء وتبقى صفحاتك توشحت بالسواد بلا كلمات، قصائد بلا قوافي وفيها أسوأ المفردات، أنا اليوم يا حلمي أحتضر.. نعم .. ويا له من احتضار..
اليوم دخلت معك مرحلة السُبات، سُبات العقل، سُبات القلب، سُبات الروح والجسد، سُباتٌ يسبق الموتَ بلحظات استعداداً للحاق بحلمٍ قد مات، مات بفعل البشر، مات قتلاً بكل إصرار وسلاحُ الجريمة، افرحوا أيها القتلة أطلقوا زغاريد العيد، ولكن فرحكم لن يكون طويل ولتعلموا أنكم فشلتم من جديد.
ولتعلموا أن أجمل لحظات حياتي هي لحظة الموت، لأنني سأبُقى على عهدي للوطن الذي احتضنني وعشقت ترابه الطاهر ولن أتركه وحيداً كما تشاؤون يا حلمي الضائع يا قلبي المكسور.
يا شمسٌ تعيش لحظة الغروب بعد إشراقة من نور، يا روح تسافر إلى عالم المجهول بمركب أسمه الألم وقبطانه قاتل مأجور، قتلوك يا حلمي بدم بارد لن تكوني وحيدة يا ملاكي ولن تنامي حزينة بعد الآن يا فتاتي، هل تعلمين لماذا كل هذه الكلمات؟، لأنك أنت نبض الوجود أنت الهواء تحمل نسيماته عبيرَ العود، حلمي أنت الروح والجسد أنت الحياة..
أنت سحابة المطر حنيني إليك يا حلمي أُرسله عبر أثير الشوق والأمل، أنا يا حلمي من الآن طائر مذبوح يحلق في سماء الروح، يسبح الله شكراً وتعظيماً، لأنه أرسلك شفاءُ الجروح أنت ماءً تروي ظمأي، دواء يشفي سقمي، هواء يداعب كل أوصالي، قلم بكل حروفي يبوح كتابٌ عليه أحلى كلماتي.
يا حديقة ً تحتوي كل أزهاري، يا مدينة بنيت فيها قبري وداري اليوم، يا حلمي أعلن أمام الجميع
أني سقطت صريعاً أمام حلمي المقتول لن نرضى إلا بالنصر أو الموت يا حلمي...
رحمك الله يا حلمي أنت وجميع الشهداء الأحرار وأسكنكم جنة الفردوس مع الأنبياء والصديقين وألهم أهلكم وذويكم الصبر على فرقاكم وإنا لله وإنا إليه راجعون.