ما الذي جعل اتحاد الكرة يسرع هذه الأيام بذات في تفاوض مع مدرب للمنتخب اليمني؟!!.. حيث إن الأقاويل بدأت تفوح.. والأوراق المتسربة بدأت تتضح.. إن اتحاد الكرة يجري مفاوضات لكسب خدمات المدرب الفرنسي الذي رفض العرض (برنار سيموندي).. ففي ساعة قراءة هذا الخبر استغربت وتعجبت (!!!) ما الذي جعل اتحاد الكرة اليمني يفكر في المدرب هذه الأيام؟!.. بعد أن همش المنتخب لسنين كثيرة.. ولا حاجة للمدرب الآن لكن.. أو لربما أنهم (مصلحين) هذه المرة، جاءوا بالمدرب ليحل مشكلة البلد.. أو ليحاول التشويش على الثورة، أو لكسب عنصر باليد أفضل من عشرة خارج.. فإذا كان هكذا، فهذا شيء آخر وراجع لاتحاد الكرة نفسه.
اتحادنا اليمني - بلا شك - هو (الأغرب) في العالم بتصرفاته وقراراته في وقت تعيشها اليمن حالة من (الحسم الثوري) يسرعون في جلب مدرب (كلفته) أو بالمعنى المنطقي، مدرب (طوارئ) مع علامات التعجب بجوار طوارئ، لأن كلمة طوارئ في كرتنا (ثقيلة) للمرة، فمن نحن حتى نطلب بمدرب طوارئ، نحن دولة ماشية على قد حالنا، لسنا الماتادور الأسباني أو أية دولة خليجية نستطيع أن نجلب عشرة مدربين في ثلاثة أشهر، ونغير متى ما اكتشفنا عيب من عيوب المدرب، فنحن إذا وقعنا على مدرب يجب أن نكون مقتنعين فيه كامل الاقتناع.. ليس كالمرات السابقة نأخذهم لمدة معينة ونطردهم (بسهولة)، عكس ما جلبناهم بتلك (الصعوبة)، وظل منتخبنا (شاغرا) لشهور حتى يأتي مدرب.. ثم يأخذ فترة طويلة، ليذهب، ومنتخبنا لم تبزغ نجوميته أو تلد نتائجه، والسبب (تخطيط) اتحاد الكرة!!.
فلماذا لا نستفيد من أخطائنا.. من تجاربنا.. من عملنا السابق.. حتى من طريقه تفكيرنا (القديمة).. نترك الحساسية، ونعمل جميعا لمصلحة منتخب البلد، ونسهل له عمله ونعينه، لا نقيده كما هو (مشهور) عنا، وكي يعيننا أي مدرب جديد في صنع منتخب يمني، فيجب قبل كل هذا، أن نعين أنفسنا حتى يستطيع الآخرين على إعانتنا، فهل نستطيع ولو في الفترة القادمة أن نكفر كل ما (أرتكبناه) من فشل وعجز في تحديد مسار صحيح لمنتخبنا اليمني الأول؟!!.. فعلا نستطيع ذلك وبسهولة بدون التدخل في عمل المدربين، وتسهيل له كل ما يريد من طلب، كما لا تنسوا أنه لو درب المنتخب اليمني أي أجنبي أو أية خواجة وكوتش وحتى لو كان، من بلاد (الواق.. واق) فأننا قادرون على صنع المستحيل، مع الالتزام بالشروط التي شرحتها آنفا كأقل تقدير.
وحتى يتحقق ذلك أتمنى من الاتحاد اليمني أن لا يكون اختيارهم لهذا المدرب اختيار (عبثي) أو طوارئ.. جئ به ليسد مكان شاغر فقط، أما تأهيل.. وترك بصمة.. وصنع منتخب، هو ليس من اختصاصه، أتمنى (أكثر) أن يكون اختيارهم لأي مدرب كان أن يكون الاختيار وفق (معيار) حب ومصلحة اليمن.. وهم واثقين كامل الثقة أن هذا المدرب سيصنع منتخبا يمانيا يرفع الرأس ويشرف كل يمني، فقط يجب عليكم أن تخلصوا نياتكم ولو هذه المرة، وعلى هذا المناول و(التخطيط) سيروا.. وسترون في الأخير الحصيلة.. هذا وسيبقى نبض قلبي يمانيا.