لقد بدأت انتصارات الثورة اليمنية تتجلى للعالم بتلك الابتسامات المشرقة البريئة الصادقة التي أضاءت أرجاء الوطن الحبيب وبددت دياجير الظلام الذي صنعه النظام الحاكم طيلة ثلاثة عقود من الرق ومصادرة الحقوق والحريات التي دفن فيها النظام اليمن بمبادئه وقيمه وعقائده عن أنظار العالم حتى لا يعرف العالم عن اليمنيين إلا الثأر والعنف والتناحرات القبلية والتخلف وانتهاك حقوق المرأة بل واستطاع أن يقنع العالم بأن اليمن بتلك الصورة التي نقلها لهم، فتعامل العالم مع اليمن على تلك الصورة , ليتفاجأ العالم اليوم بالحقيقة التي ظهرت جلية مع ثورة الشباب الذي سئم التزييف والدجل السلطوي فبدد نور تلك الثورة ذلك الظلام الدامس الذي استمر في عتمته مدة حكم علي صالح, وهنا استطاع الشباب الثائر أن ينقل للعالم حقيقة الظلم الذي عاناه الشعب وكشف الوجه الحقيقي للنظام الظالم الذي كان يضحك به على العالم ويخفي تحته الإرهاب والعنف والتزييف للحقائق .
أما اليوم فإن الشباب قد نقلوا الوجه الحقيقي لليمن الأرض والإنسان إلى العالم الذي كان لا يرى منه إلا ما ذكرنا من زيف وكذب لقد نقل الشباب للعالم القيم الحقيقية والمبادئ والأصالة والسلام الذي طعنه النظام في مقتل, فسفك دماء الأحرار لتبقى تلك الصورة التي نقلها هو للعالم عن اليمن والتي كان يسترزق بها .
لقد أبى اليمانيون السير في آخر الطابور وأبى الشباب أن تكون اليمن في ذيل العالم فقدموا التضحيات وسكبوا الدماء رخيصة لتكون كلمة الله هي العليا كلمة الله، الذي حرم الظلم ونهى عن العنف ومصادرة الحقوق والحريات.
اليوم انكشف الغبار فبان الصدق من الكذب .
إن الشعب اليمني لم يذق طعم الفوز بالجد أو باللعب قط في زمن الفساد الحاكم ولم يشاهد الانتصارات إلا في شاشات التلفزة , أما اليوم وخلال سبعة أشهر من نضاله فقد انتزع أول فوز له وهو ليس أي فوز بل فاز بجائزة عالمية لم يكن يحلم بها النظام الحاكم أبداً, لقد فازت اليمن على رغم الجراح بجائزة نوبل للسلام لتحقق آمال الشباب التي تجاوزت حدود الوطن الحبيب وتطلعاته التي تعانق السماء فألف مبروك لليمن جائزة السلام التي تحققت عبر ابنته توكل عبدالسلام والتي أصبحت بفضل الله الصورة المشرقة للمرأة المسلمة وحملت رسالة السلام إلى العالم ليعلم العالم أن المرأة في الإسلام هي الملكة
وبدورها فقد أصبحت الجائزة هي جائزة الأمة العربية والإسلامية بل والإنسانية جمعاء لأنها رسالة السلام إلى العالم ليعرف أن العقلية الشرقية هي التي حرمت المرأة حقوقها وليس الإسلام ... فألف مبروك لاخت الرجال التي حملت هموم الرجال والنساء وهنيئاً لليمن بأمثالك والسلام يا توكل عبد السلام , وشكرًا لأنك لم تلتفتي إلى المثبطين والمنهزمين والمشككين الذين نصبوا أنفسهم أولياء حتى على النوايا التي لا يعلمها إلا الله فإلى الأمام .
