;
علي محمود يامن
علي محمود يامن

قراءة تحليلة للخطاب البرنامج للواء/ علي محسن 2973

2011-11-13 16:30:16


بداية عليَّ الاعتراف للقارئ الكريم أنني لا أحبُ الكتابة عن الأشخاص ماداموا على قيد الحياة، أمقتُ حمل صور الأحياء على الأكتاف مهما كانت مكانتهم.
لاقدسية عندي في العمل الوطني والسياسي إلا للوطن، للشهداء وجرحى الأمة، لجموع الشعب الثائرة، لا أؤمن بالقائد الوطن ولست من أتباع مذهب الزعيم الضرورة، يبقى الوطن هو قُدس أقداس الضمير الوطني والشعب هو صاحب السيادة ومانح الثقة.
الا أنني ورغماً عني أجبرني الخطاب البرنامج للواء/ علي محسن بمناسبة عيدالأضحى المبارك أن أمتطي فقه الضرورة السياسية لأقدم قراءة تحليلة لخطاب الرجل والذي أعتبرهُ الأرشد رؤية والأعمق دلالة والأصدق فكرة والأنضج محتوى لمجموع خطاب فرقاء العمل السياسي في الساحة الوطنية.
وقبل الشروع في صلب الموضوع ولحتمية الربط بين مفهوم الخطاب وشخصية المُتحدث فلا مناص من أن أعرج للضرورة على بعض من الصفات القيادية العسكرية التي أكبرها شخصياً في الرجل، تاركاً ما يتميز به من السجايا الإنسانية والأخلاقية النبيلة للتاريخ ولمن هم على مسافة قريبة منه وأجملها التقدير والنظرة المتساوية تجاه كُل أبناء الوطن ويمكن لأي مُطلع على الفريق القيادي للمنطقة والفرقة يجد كل مساحات الوطن وأطيافه حاضرة هناك في مواقع المسؤولية والتأثير، ناهيك عن التعامل الإنساني الراقي والرعاية المسؤولة لكل منتسبي الوحدات العسكرية والمساهمة في كل الأنشطة المجتمعية البناءة، وهو ما وفر للرجل حصانة ذاتية عصية على الأختراق وحباَّ صادقاً من جُل مرؤسيه، صنع فدائية واعية للمبادئ النبيلة التي يؤمن بها الرجل وجنود الوطن الأحرار.
وبحكم اعتمادي على فقه الضرورة أتوقف هنا عند هذه الجزئية لأعود إلى لب الموضوع فقد برع الرجل وباحتراقية سياسية واستراتيجية عالية في معظم خطاباته وتصريحاته منذ إعلانه تأييد الجيش الوطني لثورة الشعب السلمية والتي قدم من خلالها رؤية وطنية راشدة ونموذجاً متميزاً لشرف الانتماء للمؤسسة الدفاعية والأمنية كحامية لحريات الشعب ومدافعة عن كرامة الأمة ومحافظة على مصالح الوطن ومقدراته، قدم الكثير من التطمينات بحمايته الثورة وحراسة مكتسابتها لصالح الشعب اليمني، تعهد بعدم سرقة أهداف الثورة من أي كان.
حرم خصوم الثورة من أي زلة سياسية إعلامية توفر لهم غطاءً كاذباً لمجمل إشاعاتهم وتخرصاتهم، فوّت عليهم هوياتهم المفضلة في تزييف الحقائق وتحريف المقاصد وليّ أعناق النصوص، قهر تكنولوجيا قص ولصق الألفاظ واجتزائها، قدّم النزعة الوطنية دون سواها كهدف رئيس للجيش الوطني، أذاب نفسه في المجموع وأسند كل الإعجاب والتقدير والشموخ لحشود الثائرين السلميين في كل ميادين الحرية والنضال، لا وجود لأي من مفردات الأنا البتة في خطاباته وتصريحاته إلا ما يتعلق بالاعتراف النبيل بالمسؤولية والاستعداد لتقديم التضحية في سبيل الوطن.
أعلن استعداده في ترك موقعه القيادي مع كل من يساوم النظام بهم كشرط لرحيله، تعهد بعدم تبوء أي منصب قيادي عقب نجاح مشروع التغيير المنشود، ساهم في تقديم رؤية وطنية شاملة لما يجب أن تكون عليه الدولة المدنية الحديثة التي يتمتع كل أبناء اليمن فيها بفرص متكافئة ومواطنة متساوية وحرية كاملة ومشاركة عادلة لكل أبناء الوطن، أدرك واجب الزمان والمكان بضرورة إسقاط النظام المستبد واقتلاع جذور الفساد وإعادة حق إسناد السلطة إلى الشعب، يمنحها لمن يشاء.
إلا أن خطابه بمناسبة عيد الأضحى المبارك كان الأكثر تأثيراً والأروع أسلوباً والأنبل أهدافاً عمن سبق، حقق تأثيراً واسعاً في أوساط الشعب اليمني، هز أعماق من تبقى في صفوف الموالاة خاطب الضمير الحر في منتسبي الحرس الجمهوري والأمن المركزي.
الأروع أنه رفع الرصيد النضالي للجيش المؤيد للثورة، الأجمل في ذلك الاستعداد النفسي والمعنوي للمثول أمام القضاء العادل للثورة تحت طائلة القانون للمساءلة ولتقديم الشهادة والإثبات لكل ما يُعيد حقوق الشعب المصادرة وثرواته المنهوبة ويحقق العدالة في كل ربوع الوطن.
تحلى بقدر عالٍ من المسؤولية الوطنية والأخلاقية والشجاعة الأدبية الرائعة والنبيل الإنساني الراقي وهو يعترف بالقصور البشري ويحّمل نفسه شخصياً قدراً كبيراً من المسؤولية التاريخية عن السكوت عما سماه بالخطيئة لتبوء علي عبدالله السلطة في غفلة من الزمن.
وتعدى ذلك إلى اعتبار المشاركة في صناعة هكذا نظام لا يعفي أحداً من المسؤولين.. إن هكذا روعة في تحمل المسؤولية وعدم التنكر لجزء من تاريخ صاحب الخطاب تنم عن شخصية تحترم عقل المتلقي وتعلي فهم الشعب ولا تسلك سُبل الزيف والخداع والتضليل والتي تعد منتجاً حصرياً لسلطة الفساد وسياسة غير رشيدة لبقايا النظام لتحقيق مآرب ومكاسب غير أخلاقية.
إن الجرأة والشجاعة والنبل الذي وضع من خلاله الرجل نفسه وتاريخه ومستقبله في خدمة مشروع الثورة التغييري في آفاق دولته المدنية الحرة أثار إعجاب خصومه ومناوئيه قبل محبيه ولا أحسب أحداً من القيادات السياسية في الوطن العربي تمتلك من الجرأة والشجاعة لاتخاذ مثل هكذا فداء.
قدم الخطاب قراءة جيدة للتاريخ والجغرافيا، تتمتع بقدرٍ عالٍ من الإنصاف للأطراف الوطنية ولا سيما بصناع الوحدة الحقيقيين من إخواننا أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وقيادتهم وكل المخلصين من أبناء اليمن، شخّص بمسؤولية واحترافية مكامن الخلل في بنية النظام السياسي التي أدت إلى الانتكاسات والحروب والصراع الجارح بين القوى السياسية منذ تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 90م.
أنصف وقدّر الجهود المبذولة لكل القيادات التاريخية والرؤساء السابقين لشطري اليمن ورفاق دربهم المناضلين الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية، أكد على أن الشرعية هي لمن يحافظ على وحدة اليمن ويصون دماء وكرامة الشعب ويسهر على حراسة الوطن ويكون خادماً للشعب لا مالكاً له.
بإحساس عميق وإدراك لامع وتبصر لحقيقة ما يعتمل في الساحة اليمنية وبألم صادق وصف الخطاب المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء العقاب الظالم والممارسات القمعية والقتل الممنهج في كل ساحات الوطن، قدم محاكمة تاريخية لفلول النظام المترنح، حشره في أضيق الزوايا ناهيك عن أن الخطاب وجه ضربة قاسية لآلة الدجل الإعلامي المضلل، هتك أستار الزيف المأجور لصناع الطواغيت وما سحي أحذية الاستبداد وعرّى صناع الكذب الرسمي وخداع بسطاء الناس، وببصيرة سياسية واعية ثمن الرجل مواقف دول الجوار الإقليمي وأثنى على المواقف الدولية الداعمة للشعب اليمني، كان أول من وافق على المبادرة الخليجية، ورحب بقرار مجلس الأمن الدولي، قدم تطمينات مسببة وواعية للعالم بأن ثورة اليمن ستضيف رصيداً إيجابياً للأمن والسلم الدوليين وستحافظ من موضع القدرة وموطن العزيمة على المصالح المشروعة والحقوق المتبادلة لليمن وكل شركائه الدوليين، وأكد على مطالبة الشعب اليمني للمجتمع الدولي أن يبذل المزيد من الجهد لرفع المعاناة والظلم من على عاتق هذا الشعب الذي قدم أنظف وأرقى ثورة بيضاء تعتمد على النضال السلمي الحر رغم امتلاكه للقدرة العسكرية المجتمعية الدفاعية فآثره وحمل الورد لمواجهة سيل الرصاص الجارف لسلطة القهر وعشاق القتل، من موضع القدرة آثر السلم وقدم صورة مشرقة للإنسان اليمني السعيد، طمست عقوداً من تزييف الوعي العالمي عن اليمن الإنسان.
أدرك صاحب الخطاب حاجة جمهور من الشعب لتوضيح المآلات لثورة الشعب السلمية فقدم تطميناً صادقاً بأن الآتي هو المشرق وجموع الشعب اليمني هم صانعوا هذا الفجر، دولتهم المدنية الحديثة، هم من سيشيد مداميك صرحها الشامخ.
لا شك أن الخطاب ساهم بفعالية في تصويب مسار قطار الثورة، ضم إليه جموعاً صاعدة، وأرخى مكابح الزيف لإعلام السلطة ومضلليها وقدم دروساً بالغة الأثر في فن صناعة الثقة بالقيادة التي تعد من عناصر التأثير المعنوي الفاعل في كل ميادين الصراع، فالمتابع للخطاب ولتأثيراته القوية والإيجابية في الداخل والخارج يدرك تماماً أن قيادة أنصار الثورة تمتلك من القدرات السياسية والاستراتيجية والإدارية والتفوق الأخلاقي والقراءة المعمقة والوعي لحقائق التاريخ والجغرافيا والفهم السليم لمكانة اليمن وموقعها الجغرافي والاستراتيجي المتميز وبدراية عالية بمقتضيات السياسة والدبلوماسية، كل ذلك يجعلها الحامل السياسي الأقدر بإيصال قطار الثورة إلى محطة النصر المنشود والعبور باليمن إلى رحاب العالم الحر.. عالم الديمقراطية الحقيقية الذي تكون فيه القيادة والتأثير للشعب لا سواه.
 فهل يعي الأحرار الصامتون ومؤثروا السلامة أن عصر الشعوب قادم وأن سنة الله أن العاقبة للمتقين وأن إرادة الشعوب من إرادة جبار السموات والأرض وأن صبح الثورة قادم وظل الحرية وارف وأن النصر قريب والله غالب على أمره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد