إن الحالمة اليوم شبت عن الطوق ولم تعد تقوى على الخنوع ولا الترهبن في بلاط السلطان أيها العائد من رحلة القهر – المنهزم- للانتقام منها.. من أبنائها.. من جمالها.
أيها الحاقدون على تعز الثورة والانتصار، إن حقدكم الدفين سيعود سهاماً صوب نحوركم المقهورة المهترئة وستغلبون يوماً أمام عنفوانها الشامخ شموخ "صبر"..
تعز.. لا ضير أيتها الحبيبة ما اقترفته تلك الأيادي القذرة المحتضرة بحقك ما دام التاريخ سطر خلودك على صفحاته بكل عز وإباء.
أيها المتأرجحون بين حقيقة الانتماء الوطني.. تعز التي ترجمت معاني الوطنية والحرية وقدمت فلذات أكبادها فداءً لهذا الوطن، لهي قادرة على استرسالكم نحو العدالة وأنتم صاغرون.
ومن هنا أقول لغربان العصر القادمين إلى تعز بمعداتهم الحربية: اسرقوا النور.. واقتلوا الطفل والشيخ والمرأة واحرقوا الثقافة والحضارة.. احرقوا الياسمين، فإننا لا ولم ولن نستكين.
أيها المدعون انتمائهم إلى تعز – أرضاً وإنساناً- المقتاتون على فتات بقايا نظام آيل للسقوط.. إليكم أقول: إن كان لديك بقايا رجولة تدعونها، فإنها مدفونة تحت أقدام ماجدات تعز الحالمة.. تلكم الناجبات اللاتي سطرن أنصع المواقف البطولية في كل شبر من أرض الحالمة من أجل الحرية والكرامة، في حين أنتم بعتموها مسبقاً في دهاليز الرئاسة.
تعز.. إن الدماء الطاهرة المضرجة على الشوارع والأرصفة - من أجل تطهير ما دنسه أولئك المنبطحون على فراش السلطان- ما كان لها أن تذهب هدراً، بل ستبقى منبعاً طاهراً يرتشق منها شباب الحرية والأجيال القادمة بعدهم معاني الحرية والكرامة، سنشرع منها منهجاً يطارد فلول القتلة والمفسدين على مر التاريخ.
إلى الشهداء الأطهار.. إننا نعاهدكم أمام ضمائرنا والتاريخ بأننا على نهجكم ماضون وعلى اقتفاء أثركم ذاهبون وعلى درب نضالكم سائرون.. وإن تلك الأيادي القذرة ستذهب من أرضنا ومن تاريخنا ومن أوطاننا.
أيها المارون بين الكلمات العابرة آن لكم أن تنصرفوا وتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا.. فلنا أرضنا ولنا الماضي هنا ولن صوت الحياة الأول، فاخرجوا من بَرِنا ومن بحرنا واخرجوا من مفردات الذاكرة.
أيها المارون بين الكلمات العابرة.. منكم الدبابة والمدفع ومنا دمُنا.. منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا وأجسامنا.. منكم دبابة أخرى ومنا سلميتنا.. فخذوا حصتكم منا وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص ونحن نحرس ورد الشهداء.. وعلينا أن نحيا كما نشاء.. فلا نامت أعين الجبناء.
الخلود للشهداء.. والشفاء للجرحى.. المجد للوطن.
ومضة:
تعز الحبيبة.. سأبدأ فيك خلق أبجدية الحب
وسأرسم على وجهك ألوان التناسق والخيال
وسأكتب على حيطانك كلمات التاريخ والحكمة
Alsadeq79@Gmail.com