فوضى.. غوغاء.. وغوغائية كلها عاهات مصطلحية متشابهة تحوي بالفوضى الحاصلة والخطير في شيء معين والذي هو موضوعنا بشيء رياضي، وعندما يكون الفوضى رياضي فهذا يعني قد بلغ مبلغة حتى تعدى شروطه الكبير وفق مدى كبير لم نكن نعهده، ولم نكن نتوقعه، ولا في الأحلام ولم نشاهده حتى في أفلام الرعب والإنمي والكرتون، وشاهدنا هنا في (دورينا اليمني) الذي نحزن له كل موسم ويفقد محبيه كل موسم وينبذه عشاقه كموسم ويخسر مؤيديه كل موسم، ولا يأتي موسم إلا باسوا سابقيه، ومستحيل أن يظهر بشيء جديد مميز، بل سلبي يطغي عليه ليحوله إلى أسود وأبيض ومعتم اللونين وعمياء تخضب مجنونة ترتقي لحجر وسيري سايره واللي ما يشتري لن يتفرج حتى لو زينوه بمساحيق تجميل كاذبة ومخادعة.
هذا هو دورينا باختصار، فأي دوري، وهو اسم وهمي فارغ لا يحمل في معناها أي مصطلح ولا ينطبق مع الاسم والتسمية لاعبين وفرق يؤدون مسرحيات (هزلية) وملاعب أشبه بصحراء ممتلئ بالخرسانة (الحجارية)، وأرضية مصابة بمطبات (بيئية) يطلق عليها ملاعب (رياضية) يلعب فيها لاعب يمني، وهو مغلوب على أمره، بل قد يفقد اللاعب اليمني موهبته بسبب هذه الأرضية، وقد ينهي تاريخه الرياضية بسبب تماديه واستمراره في لعب (كرة الاتحاد) بدوريهم الهزيل الذي يهزل كل سنة وهذه السنة لم يعد دوري بل مسرحية إن لم يكن (فلم) يمني جديد شارك في إعداده وإخراجه كل من وزارة الشباب بتنفيذ من اتحاد الكرة المسكين الذي يضعف ويخضع ويركع لقرارات الوزارة القمعية!.
دورينا اليمني فقد متعته سابقا قبل سنين، وفي المواسم الماضي فقد محبيه ومؤيديه، وهذا الموسم لقد بدأ يفقد اللاعبين، وما تبقى لنا من مواهب يمنية مازالت تلمع وتبرز، وتسجل حضور شرفيا رغم الوضع المأساوي والخطير المحدق بها وغير المساعد على تنميتها وتطوير نفسها، بسبب دوري يطلق عليه باليمني، وهو بالواقع الحاصل (محرقة) يرمي بها باللاعبين ليتم حرقهم بدنيا ورياضيا ومعنويا، ولعلكم قد شاهدتم هذا الموسم في البداية كيف تحولت الأندية إلى ضعيفة وجبانة وأندية قوية تخسر بالخمسة، وثانية تتجرع الويل وثالثة تعاني من شحة الإمكانيات، وتظل تبحث عن موارد تساعدها رياضيا.. ورابعة تلعب بالعافية وخامسة بالكاد لعبت وانتهت.. بل المصيبة إن أندية أخرى تعرضت للاختطاف والتوقيف واتحادنا اليمني كأنه لا يسمع أو يخصه، وهو راعي هذا (الدوري الرسمي).
والله هي فضيحة في وقت سكت عنها الإعلام اليمني الرياضي، وجريمة لا تغتفر بحق رياضتنا، ونحن نشاهدها تموت موت سريري، وهاهي تلفظ أنفاسها الأخيرة مع بداية موسم جديد الذي يوهمونا أنه مازال دوري (الهواة) هذا ولعمري لا يرتقي للهواة ولا للمبتدئين لأنه بدون أدنى مقومات أو أساسيات الدوري الحقيقي من ملاعب وبيئة رياضية وجو رياضي يخلقه الاتحاد بمساعده الوزارة ويساعدون على التطوير بشتى الطرق، لكن اتحادنا (غير) اجتمع قبل الدوري.. وأقر بدايته وبعدين في البيت (رقود) يديرونه على هذه (الآلية)، وهكذا يديرون دورينا بدون خطة أو تصور أو هداف بصنع شيء معين في موسم محدد حتى يحقق أهداف تم رسمها بخطة ليتم مراجعتها باستمرار بكيف حقق نجاحها ومدى درجة نجاحها حتى يستفيد في المرات القادم، لكن نحن عكس ذلك (ومختلفون) أيضا حين نقيم المسابقات الكروية من أجل أن (تقام فقط) وبدون فائدة نجنيها من الإقامة من نشاطنا.. هكذا نسير وسنظل نسير إلى (الخلف سر) بدون تقدم أو تطور لأننا راضون على حالنا ولا تعليق أكثر.. هذا وسيظل نبض قلبي يمانيا.
عباد الجرادي
إلى اتحاد الكرة .. أوقف هذه (الفوضى) !! 2251