لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الديك من أكثر الحيوانات التي تتميز بالغيرة المفرطة على أنثاه إذا اقترب منها أي ديك آخر، فهو مستعد للقتال من أجلها حتى ولو أدى ذلك القتال إلى نهايته، فقد أجريت إحدى الدراسات على هذه الظاهرة وعندما قام الباحثون بإطعام الديك بحبوب الذرة المدهونة بشحم الخنزير بدأ الديك يفقد تلك الصفة شيئا فشيئا حتى أصبحت البلادة تسيطر عليه بدلا من الغيرة فلم يعد يغير على أنثاه التي كان يقاتل كل من يقترب إليها !! هنا استفاد أعداء الإسلام من تلك التجارب فاخذوا يصدرون البلادة إلى أوطان أهل الغيرة والشهامة إلى ارض العرب والمسلمين عبر الخنازير الحاكمة التي حاصرت الأمة وأذلت الشعوب وسلبت منها الغيرة على محارم الله التي كانت الأمة تقاتل كل من لمسها بسوء أو أشار إليها بإهانة , لقد بدأوا بسياسة البلادة وتأصيلها عبر الوسائل الإعلامية والدعائية والتثقيفية فأصبح المسلم يرى ما يحصل لأخيه المسلم في البوسنة والهرسك وأفغانستان والعراق وفلسطين فيتألم ولا يستطيع أن يحرك ساكناً لان الأنظمة الخنزيرية قد حالت بينه وبين ما يشتهي وهكذا استمرت في سلب الغيرة شيئا فشيئاً حتى أصبح المسلم-إلا من رحم الله- يرى تلك الانتهاكات التي تحصل للمسلمين عبارة عن أفلام سينمائية وليست حقيقة، لأن المشاعر قد تبلدت، فالاغتصاب الذي يحصل للمسلمات لم يعد وقوداً للغيرة والدفاع عن الأعراض كما كانت أيام (وامعتصماة) بل وصل الأمر إلى المصاحف وانتهاك حرمتها من قبل أعداء الإسلام وكأن الأمر لا يهم إلا الأفغان والباكستان! أما العرب فان مشاعرهم قد تبلدت إلا القليل الذين أصبحوا اليوم محاربين من كل الاتجاهات حتى من بني جلدتهم , فهل ياترى سنرى نتائج تلك الثورات التي انطلقت لتحرير الإنسان على ارض الواقع أم أن الأمريكان وحلفائهم قد سيطروا على قيادتها وبدأت تتخنزر ؟!.
إن الأمة إذا لم تتحرك للدفاع عن العقيدة ومنهاج الحياة ولكلام الله فإنها لن تتحرر ولن تقوم لها قائمة فبالأمس يسيئون إلى النبي الكريم واليوم يحرقون المصاحف وفي الغد إن لم تتحرك الأمة وتستعيد غيرتها على محارم الله فإن البلادة ستسيطر عليها وستصبح كالخنازير التي لا تنكر منكراً ولا تعرف معروفاً إلا ما أشربت من الهوى الغربي والشرقي الصهيوني.
سلام سالم أبوجاهل
ثورة المصاحف 1736