يحكى أن احد النمور كان يكره قرداً فيضربه كلما وجده تحت مبرر:"ليش ما تلبس طاقية"؟ وذات يوم جاء الثعلب فشاهد النمر وهو يضرب القرد فقال له : إن هذا العمل يجعلك عرضة للمساءلة لأنه ليس لديك أي مبرر يعطيك الحق في ضرب القرد، ثم أن ذلك العمل قد يعرض مصالحك للخطر إذا ما علم ملك الغابة به. فقال النمر فماذا افعل إني اكرهه ولا أجد بدا من ضربه؟ فقال له الثعلب إذاً عندي لك مبرر لذلك، ففرح النمر وقال ما هو يا صديقي؟ فقال الثعلب ما عليك إلا أن تطلب من القرد أن يجلب لك تفاحة فإذا جلب لك تفاحة حمراء فضربه وقل له أنا طلبت منك تفاحة خضراء وهكذا يكون معك المبرر الصحيح لضرب القرد المسكين!! وهنا دعا النمر القرد فقال له اذهب واحضر لي تفاحة، فقال القرد حمراء أم خضراء يا سيدي؟ فغضب النمر واخذ يضرب القرد بعنف وهو يردد :" لييييش ماااااتلبس طااااقيييية"؟
وهكذا نستشف من القصة الحال الذي تمارسه السلطة في اليمن السعيد وباقي الدول العربية التي لا تجد لمن يصدع بالحق إلا مبررات واهية كتنظيم القاعدة وغيره مما لا يمت إلى الحقيقة بصلة, حتى الذين تعرفهم السلطة ويعرفهم المجتمع بالوقوف ضد تلك المبررات الواهية أصبحوا بلا مقدمات، متهمين بالانتماء إلى تلك الترهات، و أحد ضحايا تلك التهم الكاذبة الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ/ عبد الإله حيدر شائع وذنبه الوحيد انه تعمق أكثر من غيره في البحث عن الحقائق وملابسات ما يحصل في خضم تلك التهم وأسباب كثيرة هي التي تجعل الإنسان يبحث عن الحقيقة الغائبة عن المجتمعات، فاعتقال حيدر ليس له أي مبررات إلا مبررات النمر المذكور وكما أن استمرار اعتقاله يعد انتهاكاً للسيادة الوطنية واستباحة لقيم اليمنيين وأعرافهم لان أمر الاعتقال بدون مبرر جاء من الولايات المتحدة الأمريكية, إننا نطالب القيادة الجديدة لليمن الجديد أن تتحرك لحل تلك القضايا التي تزيد في ظلم الإنسان اليمني، فقد منحهم ثقته ليس ليزداد الظلم بل ليتنفس المظلوم الصعداء ويحصل على حريته، لقد كنا نعيش تحت سياسة قاسية تنتهج التجهيل ومحاربة المعرفة وتعتيم الرؤى فمن عرف ماذا يريد أصبح في وجه التحديات لأنه عرف ماذا يريد ومن كان صاحب رسالة في حياته أصبح متهماً لأنه حمل هم آهة تعيش في واقع مخز، في ظل أنظمة منهزمة تتنافس لإرضاء عدوها أكثر من إرضاء ربها.
فنرجو أن لا تستمر دولة المشير الركن/ عبدربه منصور هادي, وحكومة الأستاذ/ محمد سالم باسندوة في تجاهل تلك القضايا التي ليس لا أي مبررات، إلا (تلك الطاقية)التي تحجب ظهور الحقيقة، وأخيراً الحرية للأخ/ عبدالإله حيدر.
سلام سالم أبوجاهل
ليش ما تلبس طاقية؟! 2568