لقد انتشرت كلمة الإرهاب بكل اللغات العالمية عبر الوسائل المتنوعة مثل انتشار النار في الهشيم وأخذ يرددها الصغير والكبير والذكر والأنثى ومنهم من يعرف معناها ومنهم من لا يعرفه وصار أكثر المسلمين في حيرة من أمرهم هل يقصد بتلك الكلمة الإسلام كدين, أم يقصد بها المسلمون كمصلين وصائمين؟ أم يقصد بها العنف أياً كان مصدره ونوعه؟ومما لا شك فيه أن القوى الصهيوصليبية عندما تحذر من الإرهاب لا تقصد به العنف إجمالاً, بل تقصد به العنف الذي يصدر عن المسلمين الذين يدافعون عن مقدساتهم المغتصبة وحرياتهم المنتهكة, وكذلك غير المسلمين من أحرار الإنسانية الذين يرفضون الظلم. أذن فالإرهاب عند تلك القوى الظالمة عبارة عن سلوك سيء مصدره الإسلام والمسلمين وأحرار الإنسانية الذين يعارضون سياساتها الاستعمارية , وذلك لأن تلك الشعوب المستضعفة تستخدم العنف في الدفاع عن حقوقها واستعادة حرياتها المسلوبة فهم يستخدمون العنف ضد من دنس مقدساتهم وانتهك حرياتهم وهذا لا يعد اعتداء أبداً, وهنا لا بد أن نقف وقفة إنصاف وندافع ليس عن الإرهاب والعنف بل عن الإسلام الذي هو دين الله دين السلام والأمن والاستقرار واحترام الحقوق والحريات فهو الدين الذي حفظ للإنسانية حريتها وكرامتها وحرم الظلم والاستبداد , وحرم العنف بشتى وسائله وجميع أنواعه سواء أكان ذلك العنف جسديا أو لفظيا أو عاطفيا أو فكرياً أو أي نوع من أنواع العنف، وما تلك الحملات المسعورة التي تشنها القوى الصهيوصليبية على الإسلام إلا دليل على عجزهم لأنهم يعرفون أن الإسلام إذا حكم الإنسانية سيوفر لها كل مقومات الحياة الكريمة على اختلاف ألوانهم ومشاربهم الدينية والاجتماعية , فهم يعادون الإسلام لأنهم يعرفون أنه سيقطع عليهم الطريق إلى استعباد البشرية واستثمار جهودها في تحقيق مصالحهم الاستعمارية والاستبدادية, أليس هو ذلك الغرب البغيض الذي ينتهك الحرمات ويصادر الحقوق والحريات على أي أرض وتحت أي سماء؟ أليس هو من احتل فلسطين العربية والعراق وأفغانستان والشيشان وهو الذي سفك دماء الأحرار والأطفال والنساء في تلك المناطق من الأرض؟ أليس هذا إرهاباً؟ أليس هذا عنفا؟ أليس إرهاباً أن يحاصر الفلسطينيون حتى تموت أطفالهم ونساءهم من الجوع؟ أليس إرهاباً وعنفاً أن تباد الشعوب بالطائرات والصواريخ لأنها تطلب الحرية والكرامة ؟ أم أن العنف الذي يصدر عنهم مباح والذي يصدر عن غيرهم يعد محرماً؟ تلك قسمة (ضيزى)، إن تلك المفارقات الواضحة الجلية التي تحاول الأنظمة الحاكمة اليوم تجاهلها والبحث عن المبررات لها لم تعد تنطلي على الشعوب المتحررة والغيورة على مقدسات الأمة ولقد صارت تلك السياسات الموجهة مكشوفة للعيان لا يغفل عنها حتى الأعمى فهي موجهة بقوة نحو الإسلام والمسلمين أولاً ثم إلى أحرار الإنسانية على أي أرض وتحت أي سماء.. إننا عندما ندافع عن الإسلام وعن الأحرار في العالم لا يعنى أننا نبرر الإرهاب الذي تقوم به بعض الجماعات والمنظمات في قتل الأبرياء وخطف المستأمنين وترويع الآمنين، فتلك الأعمال لا تمت إلى الإسلام بصلة ولا إلى الأخلاق والمروءة وهي ليست حجة على الإسلام، فالإسلام منها براء وإنما تعبر عن سلوك القائمين بها وتعري جهلهم بسماحة الإسلام وتعاليمه الراقية العظيمة .
سلام سالم أبوجاهل
الإرهاب.. تسميات موجهة 2061