إن المسلم الغيور على دينه وأمته يستغرب من تلك الحرب العسكرية والإعلامية والاقتصادية الموجهة وبقوة إلى الإسلام والمسلمين، بل وإلى كل ما يمت إلى الشريعة الإسلامية السمحة بصلة, فقد ضاقت الشعوب العربية والإسلامية بتلك السياسات التي تمارس ضد دينها ورموزها وتاريخها وهويتها تحت المبررات الواهية التي جعلت المسلمين يذلون لتلك القوى الظالمة المتغطرسة, لقد تكالبت الأمم على الإسلام والمسلمين بما في ذلك الأنظمة العربية العميلة وبعض المنظمات الليبرالية الداعية إلى محاربة الإسلام الذي هو دين الله.
وبالتالي فإن الحرب تعني العداء المنظم لدين الله الذي لا يرضى الله للإنسانية ديناً سواه, ولقد أصبحت الشعوب العربية والإسلامية تعي كل ما يدار لها عبر محاربة الإرهاب المزعوم الذي يجعل من أمريكا وحلفائها القائد الأعلى للشعوب العالمية في تلك الحرب التي لا تخدم إلا مصالح تلك الدول الظالمة, ويزيد الاستغراب من تلك الإدانات التي تصدر ضد كل من يدافع عن كرامته وحريته, ومن كل عمل يقوم به المسلمون سواء أكان ذلك العمل صائباً أم خاطئاً, فنقول لأصحاب المصالح الضيقة والذين يستنكرون الأعمال التي يقوم بها المسلمون ضد تلك الدول ومصالحها الاستعمارية: وماذا تريدون بعد تلك الحرب الظالمة التي تشن على المسلمين على طول الأرض وعرضها؟! هل تريدون أن نصبح لهم أرقاء؟ فقد صار ذلك الم ننفذ أجندتهم في أوطاننا العربية الأبية؟ ماذا بعد هل تريدوننا أن نتنصر ونتبع ملتهم؟ إن تلك القوى لا يهمها ما تفعله الأنظمة من تغريب لشعوبها ومن انتهاكات لأممها حتى إذا أصبحت المرأة العربية عارية فهم لا يهتمون بتلك التنازلات التي يقدمها لهم العرب يوماً بعد يوم، بل يهمهم القضاء على كل ما يذكرهم بالإسلام الذي به عز العرب بعد ذل (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
فهل سنعي أن كرامتنا وعزتنا وحريتنا وأمننا واستقرارنا منوط باتباع تعاليم ديننا والتمسك بهويتنا الإسلامية وأن ما يدور حولنا من مؤامرات تحت مسميات وهمية ما هي إلا تعتيم للرؤى وتجهيل للشعوب وامتصاص للدماء الأصيلة ونهب للثروات العربية والإسلامية؟.. نعم، فتلك الادعاءات المطالبة بحقوق الإنسان ما هي إلا سيناريوهات احتلالية استعمارية خبيثة تم تمريرها عبر الأنظمة العميلة في أوطاننا العربية والإسلامية, فأين هي تلك المنظمات الحقوقية من حقوق الأفغان الأبرياء والعراقيين المظلومين وما الفلسطينيون منا ببعيد؟!.
سلام سالم أبوجاهل
ماذا يريدون بعد تلك الحرب؟! 1807