وعلى حين غرة، بعدما سولت لهم أنفسهم وسفهتهم أحلامهم الدنيئة ارتأت بقايا النظام السابق إنها قادرة على إخماد جذوة الثورة الشبابية السلمية ولأن تعز الحالمة كانت صادرة الثورة والحرية ومعقلها.. اعتقدت بقايا النظام في قراراة نفسها أن يجب إخماد الثورة بداية من تعز.. وبدون وازع من ضمير إنساني أقدمت هذه المافيا في يوم 29/5/2011م ليلاً بإضرام النيران على خيم المعتصمين سلمياً في ساحة الحرية بتعز بمن فيها..
لم يأبه مجرمو الحرب بمن كانوا داخل تلك الخيم من معاقين ومسنين وأطفال وعجزة لا ذنب لهم غير أنهم خرجوا ينشدون الحرية والعدالة بصدور عارية.. لا أريد هنا أن أتحدث عن تلك المشاهد الدامية والمواقف البشعة، فالكل قد أسهب في الكتابة عنها، بقدر ما أود أن أسل رسالة إلى كل وطني غيور: أن يجعل من هذه الذكرى الأليمة خاصة وكل حدث تاريخي شهدته الثورة على مسارها التاريخي عامة.. أن يجعلها نقطة انطلاق لتجسيد معاني القيم الوطنية في النفوس والعمل على إحياء تلك المراحل الثورية التي خلدها لنا الشهداء الأحرار لتبقى معيناً وطنياً لا ينضب تستقي منه الأجيال القادمة.. وتستنشق على ضفافه عبق الحرية والكرامة.
علينا جميعاً أن نمضي قدماً نحو تحقيق بقية أهداف الثورة دون كلل أو ملل والوقوف صفاً واحداً لإفشال المخططات اللانهائية والأصوات الناشزة التي سار على دربها بقايا النظام ومازال يراهن عليها بعد أن أعيته الإرادة الشعبية من الوقوف أمامها.
تتزامن هذه الذكرى الحزينة في قلوبنا فين حين أن فلول النظام السابق ما زالوا ينافحون عن أنفسهم لضمان بقاء عمر أطول يعلقون عليه أمل الحفاظ على مصالحهم الضيقة.
فتارة يعمدون إلى اختلاف الأزمات وافتعالها وهو ما ظهر جلياً على الساحة اليمنية من انقسام في صفوف ضعفاء النفوس من حركات وطوائف، فهناك حراك انفصالي وجماعة أنصار الشريعة وحوثية و....إلخ، وكل ذلك لتفكيك أواصر الإخوة الشعبية بين أبناء اليمن الواحد بغية التسلق إلى أهدافهم الدنيئة لهدم المعبد بمن فيه، وتحقيق ما كان يدعيه بأ، اليمن قائمة على بقائه في السلطة..
وأنني من هنا أنوه لكل أبناء اليمن إلى تفويت الفرصة على أعداء الحرية والتغيير، وأن تكون مثل هذه الذكريات التاريخية عاملاً وطنياً يجمعنا نحو تحقيق أهدافنا وتطلعنا ليمن جديد، يمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وأقول لأعداء الكرامة والإنسانية أنى لكم أن تسرقوا أحلامنا وقد امتزجت تلك الدماء اليمنية جنوبية وشمالية وتعانقت الأرواح في سماء اليمن الواحد، معلنة أفول نظامكم المتهاوي إلى غير رجعة، فلا تمنوا أنفسكم بتمزيق اليمن ووحدته.. وأن سياط العدالة ستظل تطاردكم أينما ثقفتم، فلا نامت أعي الجبناء.
× ومضة
إلى أرواح الشهداء:
قسماً لن نقبل عزاءكم حتى تقر أعيننا
بمحاكمة عادلة لتلك الأيادي الغادرة
وإننا على دربكم ماضون وعلى نهجكم سائرون
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
صادق الصُليحي
الذكرى الأليمة.. في جريمة الحرية 2084