جاءت مشاركة فريقنا الوطني الأول في بطولة كأس العرب التاسعة مخيبة للآمال.. وبمثابة الصفعة لنا ومنذ البداية.. وفي مباراة الافتتاح مع الأشقاء الليبيين.. وقبل إن نقول بسم الله.. ظهرت بوادر العشوائية والهرجلة.. وعدم المبالاة.. من خلال شطب وألغاء نشيدنا الوطني الذي عمره حتى الآن قرابة الخمسة والعشرين عاما.. نكرر.. الخمسة والعشرين عاما.. بينما الأشقاء الليبيين الذين عمر نشيدهم الوطني أقل من عام.. نكرر.. أقل من عام.. ظهر نشيدهم سلسا ومنظما وإنسيابيا.. ولا ندري ماذا نقول عندما يتم الاستهتار بواحدة من أقدس المشاعر الإنسانية للشعوب.. حتى إن الإخوة في قناة دبي.. استهجنوا ذلك واعتبروه خطأ لا يغتفر محملين اللجنة المنظمة مسئولية ذلك أولا.
ومسئولية الوفد اليمني والبعثة اليمنية التي كان جديرا بها التأكد والتحقق من كل تفاصيل ومفردات المشاركة وعلى رأسها النشيد الوطني للبلد.. وبدوري أتساءل.. لماذا لم تنسحب بعثتنا من المشاركة.. وتؤجل.. نكرر.. وتؤجل مباراتها الافتتاحية حتى يأتينا اليقين..عفوا.. حتى يأتوا لنا بنشيدنا الوطني..هكذا هو أضعف الإيمان.. أما أن نقلبها ضحكة.. فالروحاني يبادر ثم يكتشف أن الحكاية أكبر من سهو.. ويقلبها ضحكة.. والزرقة.. يا فرحة طلت وهلت.. كلما جالت إليه الكاميرا أظهر لنا بياض أسنانه.. في موقف لا ينبغي أن نكون فيه في لحظة بشاشة ولا استرخاء ولا مواقف مسلية.. لكن هذا قدرنا وهذه تقاليدنا التي نفرح ونسعد أنهم.. عملوا فينا حاجة.. وأساءوا إلينا إساءة محترمة.. وهكذا نحن.. لا حسيب ولا رقيب.. ولم نسمع.. ولن نسمع.. عن وقفة محاسبة أو لحظة تقييم وعقاب.. ماذا تبقى لنا بعد الإساءة والإهمال في نشيدنا الوطني.. وكم كان مؤثرا عندما تشاهد وتسمع شبابنا، وهم يغنون النشيد الوطني بأفواههم.. المصيبة أن ينبري لهم أحد المزايدين.. ويصطاد اثنين أو ثلاثة من اللاعبين لم يكونوا حافظين النشيد.. وبذلك.. أمسكنا البردعة وتركنا الحمار..
كنا نتوق ونمني النفس أن نشاهد فريقنا الوطني الأول لكرة القدم يلعب مباراة الافتتاح أمام الأشقاء الليبيين.. ونعمل مقارنة لا تخلو من المداعبة بين منتخبنا الأول وما يحدث هناك في أمم أوروبا.. لكن عكروا مزاجنا الله يعكر مزاجهم.. المشكلة إننا لا ندري نلاقيها ممن.. أو ممن.. فالكهرباء الله لا غفر لهم ولا رحمهم يتفكهون.. ويقطعون علينا المباريات بالتعمد المقصود ومع سبق الإصرار والترصد.. وإلا فكيف نفسر ماحدث أنه حال احتساب حكم المباراة ضربة جزاء لصالحنا أمام الليبيين.. أقسم بالله أنهم قطعوا الكهرباء علينا، ولم نعلم هل أحرزنا هدفا أم إننا كالعادة نكون كرماء مع الأشقاء والأصدقاء على حد سواء.. ولم أعرف النتيجة إلا في اليوم التالي.
هذا عن الكهرباء.. ثم نأتي لاتحاد الكرة الذين البعض من أعضائه.. عفوا الكثير من أعضائه.. صاروا أشبه بالتحف الموضوعة على المتاحف.. بل إن تلك التحف يمكن أن تغادر أمكنتها.. لكن الأعضاء مستحيل.. وكلا وحاشا.. ولا يمكن.. وكأننا في مسألة عرض.. تتغير الدنيا ولا يتغيرون.. أرزاق يا دنيا.. وثالثها إننا أصحاب المقام العالي والأرقام التي تجاوز عنان السماء.. فنحن أصحاب الرقم (179) عالميا.. و(17) عربيا.. ولم نسبق سوى الصومال وجزر القمر.. ولا نعلم هل نحن الأسبق أم موريتانيا.. الله أعلم.
أتعلمون ماذا يمكن أن نعمل مثل هكذا أحوال.. نشيل الجمل بما حمل.. ولكن هل يقبل الجمل أم أن الجمال هو من يرفض.. يقول الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم) الله ينكد عليكم.. كما تنكدون علينا.. وكفى.
عيدروس عبد الرحمن
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم 2088